المشهد الاول

31.6K 328 45
                                    

#روايه_خديجه
                    #للكاتبه_ايه_عبده_ورد
    #الروايه_٤_من_سلسله_روايات_ايه_عبده
___________________________________

في احدي محافظات الصعيد...وتحديدا في محافظه "سوهاج"في احدي مراكزها "جرجا"وفي قريه علي الجهه الغربيه من المركز ...
تسللت اشعه الشمس الحاره علي احدي الأراضي الزراعيه، ليقف ثلاثه من الرجال علي حافه الارض الزراعيه مربطين الايد وبجانبهم اربعه من الرجال محاوطينهم ليردف أحدهم وهو يشدد من ربطهم :
"حتعملوا فينا ايه يا بكر "
رد الآخر بجمود ليقول
"مخابرش يا محمد احنا عندنا أوامر من زين بيه نربطكم أكده في الشمس لحد ميجي هو...

تزايد عرق وجهه ليس من اشعه الشمس بل عندما نظر بعينيه وهو يري فرس ذلك الرجل الوارد ذكره أنه "زين الدشناوي"احدي كبارات الدشناوين بالصعيد ،من بالصعيد الجواني لا يعرف ذلك الرجل الحاد، اقترب بهيئته يركب حصانه وعبائته السمره اقترب اكثر لينزل بغضب  ذلك الرجل ابيض اللون عكس البعض في البلد يملكون اللون الخمري الا ذلك الرجل يملك وجه ابيض وعيون زرقاء، نزل ليقترب منهم التفتت الجميع علي صوت كرباجه عقد حاجبيه وهو يقول :بردوا مش حتعترفوا يأولاد ال.....

رد الآخر بأنفاس متقطعه من شده الخوف والله يا زين بيه مالينا ذنب دول هما ..
كشف عن أنيابه ليردف بغضب:ايوه هما مين بقي..
وكزه الآخر ليصمت فالافصاح باسمهم سيادي الي حياتهم حتما.لم يهتم "محمد"بذلك بل كل ما يفكر فيه ان ينجي بنفسه من جبروت هذا الرجل فمن لم يعرف "زين الدشناوي"
انزل كرباجه ارضا ليخف قليلا من حدته وهو يقول :انطق مين عمل أكده وانا اسيبك ولك الامان .
تقدم خطوه وهو يقول: احنا كنا بنحرص الأرض ورجالتهم جم وعملوا أكده يا  زين بيه
تنهد بغضب ليردف :انطق هما مين؟
محمد بخوف"الهواره"
ضاقت عينيه غضبا فلم تعد صافيه كلونها _ليقول بجمود"مين من الهواريين؟؟
اجابه بتردد أكثر ليفصح عن كنيه هولاء الشياطين "ولد العطار"
_تقلصت حاجبيه أكثر وأكثر ليردف بغضب"مين بالظبط من ولد العطار..
اجابه علي الفور وهو يشير بكفيه "كليتهم يازين بيه الخمسه وعلي رأسهم
" يونس العطار"
ابتسم بغضب ليامر احدي رجالته:فقوهم
التفتت الي حصانه ليردف بغضب"انتو تأني يأولاد العطار أنا لغايه دلوقيتي وفاكر عاد انكم بتهزروا معايا وتساهلت معكم اكتير بس خلاص من اول موصلت البلد اهني وانتم بدأتوا الحرب والبادي اظلم ....

               _________________

في دوار كبير، دوار كبير الهواريين" احمد العطار" جالسه تلك العجوز ،إمراه تبلغ من العمر ٤٢عاما تملك ملامح طفوليه فمن يراها لم يعطها اكثر من ٢٥سنه ، واقفه في تلك الغرفه المخصصه لها لا يدخلها احدا غريب خصصها زوجها لها لتعمل فيها ما تحب بما تشاء فهي تعشق من صغرها التفصيل والقص..
خصص لها هذا المكان ليصبح مناسب أكثر تلك المكانات علي اعلي مستوي والاقمشه كل ما تامر به مجاب فهذه السيده العجوز مدلله كبير الهوارين ومن يرفض طلب من طلبات خديجه زوجه كبير الهوارين بن العطار ،اخذت تعدل في الفستان الابيض الموضوع اعلي الملكان لتضع له بعض الزينه بعدما توصلت الي نهايته أنه فستانا ابيض طويل به بعض النقوش من الاعلي ومثلها من الاسفل أنه فستان روعه لا مثيل له سهرت اسبوعين في اعداده أخذ منها بعض المجهود ولكن ليس لخساره علي حبيبه قلبها تلك الصغيره ابنتها المدلله فمثلما حصلت هي علي الدلال من زوجها احمد ،حصلت أيضا ابنتها علي الدلال من والدها احمد واخواتها الخمسه فهي الابنه الوحيده علي خمس اولاد ...
تركت ذلك المقص برفق اعلي المكتب تستنشق رائحته فالهواء تغير عندما دخل عليها تعلم أنه اود مفاجئتها ولكن هي تفشل مخططه دائما فهي تعرف وجوده من رائحته اقترب اكتر لتقول هي بابتسامه عذبه:عرفتك كالعاده
_غضب الآخر علي فشله ،ليقترب منها ليحاصر خصرها النحيل رغم تلك السنين تحتفظ تلك الصغيره بقوامها ورشقتها وجمالها احتضن ساعديها برفق ليقول
"كل مره تعرفيني أكده"
حركت وجها إليه وهي ترفع عنه عبابئته الخارجيه :حبيبي بعد العشره دي كلها عاوزني محسش بيك دنتا لو وسط الف راجل حعرفك من رحتك...
قهقه احمد بعلوا صوته ليردف بابتسامه :طيب متيجي نروح الدوار نطلع اودتنا عاد نشوف حكايه الريحه دي ..
وكزته بخفه اعلي كتفيه لتقول بغضب طفولي وبعدين فيك يااحمد احنا عجزنا خلاص وراحت علينا ...
اضاق عينيه الكحيلتين وهو يقترب من شفتيها برفق ليردف بحب:فشر احنا زي محنا حنفضل طول عمرنا احمد وخديجه والحب ثالثنا.
ابتعدت عن شفاتيه لتقول بابتسامه وهي تشير الي شعره الابيض :وبالنسبه للشعر الابيض ده خلاص يابو حميد عجزنا دنا عديت الأربعين وانت عديت الخمسين
ابتسم برفق وهو يقترب أكثر من شفاتيها:طيب انا وممكن اكون عجزت لكن بزمتك الوش الملاكي دي يعجز..
ابتعدت عنه وهي تتحس لحيته :انت زي منتا يااحمد ويلا بقي ابعد كده لحسن اولادك لو دخلوا ولقونا بالمنظر ده ..
رفع حاجبيه غضبا ليقول:وهما مالهم البغاله دول واحد بيحب مراته ،بيموت في مراته ،بيعشق مراته ،هما مال الي خلفوهم
قهقهت بضحكه انوثيه لتقول بدلال:احنا الي خلفوهم ياروحي
احمد :طيب تعالي بس عاوزك في كلمتين
حاولت الافلات منه لتقول بابتسامه محاوله التهرب من قبلاته:يااحمد اعقل الاولاد ممكن يدخلوا..
"لا اطمني سيبتهم في الأرض وجيت جري وبعدين حد يستجرا يخش الاوده دي "قالها احمد وهو يقبل وجنتيها وصولا لشفتيها"يلي بقي تعالي مش شيفاني ملهوف عليكي ...
خديجه بحب:حبيبي. طيب في اودتنا بنتك راحت تجيب حاجه من البيت وزمانها جايه
ابتعد عنها احمد بغضب ليمسك عبائته وهو يقول:خلاص معاوش حاجه واصل، أنا ماشي
اقتربت منه بسرعه لتمسكه من ساعديه برفق:حبيبي انت زعلت
"لع" قالها احمد وهو ينفخ بغضب.
اقتربت منه لترمي بنفسها في احضانه :لا زعلت اهو باين علي وشك
احمد:وانتي يهمك زعلي اياگ..
خديجه بحزن:اخس عليك هو أنا ليا غيرك
احمد:اه ليكي اولادك وبنت اغلي عندك مني انا اتركنت علي الرف الظاهر اكده عجزت زي مبتقولي يامصراويه...
ابتسمت خديجه بلطف فهي تعرف زوجها عندما يناديها بذلك اللقب(مصراويه)فهو يود مراوغتها ليحصل علي دلالها فكم حفظت اسلوبه المحبب لديها،لم يكمل جملته الا وحاولت رفع قدميها لتقف علي اطرافها محاوله الوصول إلي جسده العملاق اقتربت تلك القصيره ضئيله الجسد منه بسرعه لتقبل شفتيه لتقطع حديثه ،تفاجي هو بما فعلته لينسي كل شي ويبادلها قبلته نسيا نفسهم وأنهم ليس بغرفتهم ،دخلت تلك الصغيره وهي حامله بعض الاشياء طلبتها منها والدتها لتكمل تصميم فستان زفافها ،وقعت من يديها فور مشاهده والديها بهذا الوضع لتنزل وجهها خجلا مما رأت وهي تعض شفتيها. انتبه لها احمد ليبتعد عن خديجه
لتردف خديجه بخجل وهي تهمس لاحمد:عاجبك كده اهي شافتنا
تنحنح احمد بغضب مما حدث ليقترب من ابنته محاولا تخفيف هذا الحرج ليقول بصوت هادئ:تعالي يا سهيله كيفك يابنيتي
اقتربت سهيله من والدها لتقبل كفيه بابتسامه:زينه يابوي حمدالله علي سلامه
احمد:الله يسلمك يابنيتي طيب اسيبكم تكملوا تفصيل فستان الفرح ..
خديجه بابتسامه:ماشي شويه ونحصلك يكون الاود وصلوا ونتغدي سوا
احمد:ماشي سلام عليكم
خديجه :وعليكم السلام
نظرت فور خروجه الي ابنتها الخجوله لتردف بابتسامه:ايه يا سهيله قاعده كده ليه تعالي شوفي فستانك اهو خلصت فيه حاجات كثير
نظرت إلي الفستان بخجل متوهمه أنها تنظر إليه ولاكن في الأصل لم يفارق. خيالها منظر عشق والدها ووالدتها لتردف بتفكير:ياتري الشاب الي اخترهولي ابوي حيحبني أكده زي ما ابوي بيحب امي ...

خديجه وجزئها التاني ولد العطار للكاتبه ايه عبدهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن