هذه القصة عن شخص تخلى عنه كل من يعرفه ..
لم يجرب يوما أن يمتلك عائلة طبيعية أو أصدقاء حقيقيين ..
أن يعود للمنزل بعد كل يوم ليقول "لقد عدت!!" لتستقبله امه وتسأله عن المدرسة....
أن يكون له أب يستقبله على الباب ليقابله بالأحضان ..
أن يجلس الجميع على مائدة الطعام و يتناولون الطعام و يخبرهم عن يومه و عن المدرسة و يتبادلون الحديث بسعادة ...
و كم تمنا أن يكون له أخوة ، مع أنه كان ليكتفي بوالدين ، أو ربما صديق حقيقي ..
يقف معه في الشدائد و يسنده كلما سقط و يساعده في الوقوف من جديد...
شخص يسعى لنجاته من قسوة العالم عليه و يخاف على روح و معنويات الطفل ......
لكن...
ما الفائدة بعد قتل كل تلك الأحلام البريئة !!
تدمر كل شيء بالنسبة له... و ما عاد لهذا العالم طعم او لون بعد كل ما حصل له !!
لكن هذا لا يهم... فالقصة عن حاضره و ليس ماضيه .. و الآن سأروي لكم قصة هذا الفتى المنبوذ ''ادوارد''
*********
استيقظ بطلنا على صوت منبهه لينهض منذ فراشه، فرك احدى عينيه بكسل شعره الأسود المبعثر بفوضوية و عينه اليسرى التي اختفت تحت تلك الخصلات ...
فتح عينه اليمنى بكسل و التي كانت بلون قرمزي مرعب اشبه بأعين الشياطيين ..
تحرك في تلك الغرفة الصغيرة المكونة من أثاث بسيط و هو سرير متوسط و خزانة صغيرة لم تكن حقا ممتلئة بالملابس و مكتبة صغيرة للكتب و معها طاولة للدراسة ...
اخذ بعض الملابس من خزانته الشبه الفارغة ليخرج بعدها متجها للحمام ليستحم و يهدأ أفكاره التي تأبي رحمته ..
اليوم هو اليوم الاول في المدرسة بعد عطلة لا يمكن القول انها كانت سعيدة ، فهو على عكس الناس لم يمضي العطلة في اللهو او السفر ...
بل استتغلها في العمل لكي ينهي المنزل الذي يقطن به ..
خرج من الحمام و شعره يقطر ، استقرت المنشفة فوق رأسه تمسح على خصلاته بهدوء ...
بدأ الانزعاج جليا على وجهه فهو الآن عليه الذهاب للمدرسة ، و هو ليس من النوع الذي يحب الاختلاط بالناس ، خصوصا و قد رأى منهم الكثير...
دخل المطبخ الذي يمكن القول انه صغير لم يتواجد به الكثير ...
اعد لنفسه بعض الطعام ، ما كاد يجلس حتى تهادى لمسمعه صوت مواء ضعيف، التفت لمصدر الصوت لتقبل تلك القطة الصغيرة ...
أنت تقرأ
منبوذ
Actionسرت في تلك الشوارع المتلألئة مرارا محاولا التعايش مع " عامة الناس " ...اسير بلا هدف كجسد بلا روح سلبت كل احلامه و رغباته.. و لما ؟؟ الن يضحككم السبب؟ الاختلاف .. اختلافي عن البقية جعلني منبوذا و اذاقني الوحدة و الالم.. الم لن انساه في حياتي ... و ه...