بقلم نهال عبد الواحدتتهــاوى وسط أمــواجٍ ثـائــرة
تتقاذفها تعلو وتهبط مستسلمة
تصدمهــا بقسـوة نحو صخــرة
فتُجرح وتُدمـى جـروحٌ غائــرة
وتحملها لأعلى في رجفةٍ باردة
وتلقي بها فتخنقها مياهٌ حادقة
فتتمنى الموت بصرخاتٍ عاجزة
يا ليتني متُّ يا ليتني ما هبطتُّ
بحرك ذو الأمواج والمياه الغادرة———————
هكذا تتململ كأنها سقطت في غيابات جُبٍّ عميق، تود لو تصعد منه لكنها تغوص أكثر وأكثر، حتى التقطت أذناها صوتًا مألوفًا؛ إنه صوت صياح أمها تناديها لتنهض، فقد صار وقت الظهيرة!
ثم أصوات طرق تصاحب صوت أمها: يا بت كفاياكِ نوم بأه! نفسي أستفاد منك بحاجة، هتفتحي بيت إزاي يا خربيت شياطينك!
فتجيبها بصوتٍ مبحوح دون أن تفتح عينيها: حاضر يا ماما.
لكن شعرت بحلقها يؤلمها، بل وصداع يغزو رأسها بقوة، تحاول فتح جفنيها فتشعر بهما ثقيلين للغاية فتجذبهما بقوة حتى فُتحا قليلًا، فانتبهت لوضعية نومتها!
وجدت نفسها نائمة على الأرض بفستان الأمس دون تبديل، تضم ركبتيها لجسدها من شدة البرد؛ فقد غفلت بلا غطاء، لا تذكر كيف نامت ولا متى!
حاولت النهوض، لكن كل جسدها يؤلمها من أثر النومة الخاطئة أو ربما أيضًا بسبب نزلة البرد.
وأخيرًا نجحت في الوقوف وبدأت تخلع فستانها لتبدله، لكنها لا تزال تشعر بثقل جفنيها، وما أن ارتدت منامتها القطيفية الثقيلة حتى اقتربت من المرآة تتفقد هيئتها.
لكن جحظت بعينيها من هول ما رأت فعينيها شديتا الانتفاخ من كثرة بكاء أمس وشديدتا الحمرة، بالإضافة أنها لم تمسح مساحيق التجميل ونامت بها!
بدأت بفتح مزيل المكياج وتنظيف وجهها بقطنة حتى أزالت كل شيء، خرجت متسللة من حجرتها تخشى أن تراها أمها بتلك الهيئة، اتجهت نحو الحمام أخذت تغسل وجهها ربما يهبط ذلك الورم قليلًا، لكن وجع حلقها أرّقها بشدة، فاتجهت نحو المطبخ تصنع لنفسها كوب من الليمون والجنزبيل الدافئ.
بدأت ترتشف من ذلك المشروب وتشرد في كل ما حدث بالأمس، وفي كل تفاصيل حديثهما معًا وكيف خرجت من المحادثة دون إكمالها، فترقرق الدمع مجددًا في مقلتيها اللتان تقرّحتا من كثرة البكاء، لكن فجأة لهيب يحترق ويكوي داخل معدتها مع إحساس شديد بالغثيان، فأسرعت نحو الحمام تقيأت ذلك الذي شربته مع المزيد من عصارة المعدة، ثم غسلت وجهها الذي اختفت منه الدموية وازداد شحوبه كأنها مريضة منذ أعوام!
تسندت على الحائط ودخلت المطبخ تفتّش عن بعض من البقسماط المقرمش الحادق؛ لتهدأ عصارة معدتها الهائجة، وبينما كانت تمسك بواحدة وتقضم منها إذ لمحتها أمها فصرخت وضربت على صدرها: يا نصيبتي! مالك يا بت! مالك شبه الأموات كده ليه؟! ومال عينيكِ!
أنت تقرأ
(هات و خد) By : Noonazad
Romanceعبر المصادفة تعرفت عليه وطلبت منه المساعدة، فتفاجأت أن للمساعدة مقابل بل مزيد من العطاء... 👈الفائزة بأسوة 2020 من ضمن القائمة الطويلة. December 2019: February 2020