(46)

2.1K 130 15
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

وبعد قضاء أيام رائعات عادا إلى عش الزوجية وقد أوشكت فترة أجازتها على الانتهاء، بدأت كارما بعد عودتها لبيتها تتعامل كربة منزل تحاول إدارة شؤون بيتها.

وذات يوم كانت تقف كارما في مطبخها ترتدي فستانًا منزليًا قصيرًا، كاشفًا عن مفاتنها الأنثوية جامعة شعرها لأعلى على هيئة كعكة، كانت تقلب الطعام وتضع عن مقربةٍ منها هاتفها تدير فيه أحد المقاطع الخاصة بأحد تطبيقات وصفات المؤكلات.

وبينما هي واقفة إذ شعرت باقتراب خطواته فنظرت بطرف عينها دون أن تلتفت خلفها وابتسمت، فأحاط خصرها بين ذراعيه وألصق ظهرها بصدره وقبّل كتفها فاتسعت ابتسامتها وأراحت ظهرها عليه قائلة: صباح الفل.

- صباح إيه بأه دلوقتي!

ثم استنشق بعمق وقال: الله عل روايح!

- ده كشري، تغيير عشان زهقنا م الأكل.

- جميل!

ثم التفت للهاتف الموضوع عن مقربة وزم حاجبيه متسائلًا: إيه ده؟!

- ده أبليكيشن خاص بالطبخ؛ أنا ما بعرفش أطبخ فبشغله وأعمل خطوة بخطوة، معلش بأه هتعلم فيك يا حلو!

- يا لطيف!

- بتقول حاجة يا عمري!

- لا لا، إتعلمي يا قلبي، ربنا يجيب العواقب سليمة إن شاء الله!

فأطفأت النار واستدارت إليه ولا زالت بين ذراعيه: شامة ريحة سخرية وتنمر كده!

فقهقه ضاحكًا ثم قبّلها، أبعدها قليلًا يتفحصها ثم أعادها إلى صدره وهو يقول: إحنا لسه في الشتا على فكرة، وخايف عليكِ تبردي.

- ما تخافش عليّ، كنت في المطبخ وبشتغل فمش سقعانة، على فكرة الأكل جاهز.

- لا شوية كده، مش جعان دلوقتي.

ثم اتجه نحو الثلاجة وأخرج علبة اللبن وصبّ في كوبين ثم أعطى لها أحدهما، فتذمرت كارما قائلة: هو أنا أخلص من ماما تطلعلي إنت!

- إشربي يا حلوة، مش هتصعبي عليّ.
قالها بصرامة مصطنعة.

- وأنا اللي كنت فاكرة إني هبقى حرة!

فقهقه بملء صوته، ثم شرب كوبه ونظر إليها فاضطرت لترفع كوبها وتشربه، ثم لف ذراعه حول كتفها وخرجا من المطبخ.

سارا بضع خطوات ثم توقفت كارما تومئ بالدخول نحو حجرة جانبية بعينها فدلفا إليها.

نظر مروان حوله كانت هي الحجرة المخصصة لكريم وكانت تشبه كثيرًا حجرة كريم في بيت جدته بقدر المستطاع من حيث اختيار اللون والتصميم؛ فكريم كطفل توحدي لن يقبل التغيير والتجديد بصورة فجائية، يلزم الحفاظ على أدق تفاصيل حياته بنفس روتينيتها والتغيير يكون بتدرج طفيف.

(هات و خد)       By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن