بقلم نهال عبد الواحد
عاد عمرو مع أخته وصعد الاثنان، مكث بعض الوقت مع والديه ثم انصرف متجهًا لعروسه في عشهما الجديد ليجدها تنتظره في أبهى مظهر، متزينة برقة ونعومة مع بعض الإثارة، تتحرك بجسدها بغنجٍ متصنعة اللامبالاة مع بعض المكر، فألهبت أشواقه وكل مشاعره المكبوتة منذ أمدٍ بعيد؛ فهاهي حبيبته بين يديه وقد أمست حليلته وأصبحت ملك يمينه، بل مليكها ومليكته ليتحد الملكان معًا ليس فقط ببصمتيهما على عقد الزواج، لكن قولًا وفعلًا وبكل لغةٍ.
أما كارما فما أن دلفت لحجرتها حتى ارتفعت حرارتها وزادت نزلة البرد كأشد ما يكون.
بينما لمياء فقد قام زوجها بأخذ موعد عند أحد أطباء النساء و التوليد دون علمها، طلب منها فقط أن تعد نفسها في الموعد دون ذكر تفاصيل، ورغم شعور لمياء أن بها خطب ما بسبب بعض الأعراض الغريبة والتعب والإجهاد المستمرَين، لكن قلقها على كارما كان أكثر من أي شيء؛ فلم تسمع عنها أي شيء منذ يوم زفاف أخيها والتي كانت وقتها غريبة الأطوار بشكل مثير للقلق والشفقة أيضًا!
لكن كلما حاولت الاتصال بها وجدت هاتفها مغلقًا فازدادت قلقًا لدرجة أن موضوع قلقها على كارما تصدر قائمة الموضوعات اليومية في حديثها مع عماد!
استعدت ذلك اليوم على أساس ذهابهما لمكان للترفيه، لكنها تفاجأت بنفسها أمام عيادة طبيبة النساء والتوليد والتي قد هجرت الذهاب إليهم بل والتفكير بها منذ عدة أشهر!
فنظرت إلى زوجها بقلق وتوتر متسائلة بخفوت: ليه يا عماد؟! مش كنا نسينا الموضوع ده!
فابتسم مشددًا في مسكة يدها يطمئنها قائلًا: يا حبيبتي إحنا عمرنا ما نسينا ولا هننسى، إحنا بس خدنا هدنة.
- طب لو مفيش...
فقاطعها واضعًا سبابته على شفتيها: إحنا طمعانين في كرم الله اللي عمره ما هيخيب ظنوننا، هو عند ظن عبده وظننا فيه خير، توكلي على اللي بيقول للشيء كن فيكون.
فدلفت بصحبته وقد تجدد داخلها أملٌ قد نسيته أو تناسته، جلس الزوجان في انتظار دورهما لفترة من الزمن حاول عماد تشتيت انتباهها وانتباهه أيضًا في مشاهدة التلفاز أو التصفح في مجلة أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن عينيها متركزتان على بطون السيدات الحوامل الجالسات حولها، تتنقل بينهن وبين أخريات قد جئن حديثات الولادة بصحبة أطفالهن المواليد.
وأخيرًا نادت السكرتيرة على اسم لمياء، فنهض عماد ومد يده لها لتتشبث به وسار بها نحو حجرة الطبيبة، كان يشعر برجفتها وهي تتشبث بذراعه أو ربما رجفته هو!
دلفت لحجرة الطبيبة وقامت بقياس الضغط والحرارة والوزن ومثل تلك الإجراءات الروتينية، وقدم لها عماد ملفات كثيرة من التحاليل والأشعات المختلفة على مدار أعوام تفيد بأن لا مشكلة لديهما وهذا ما أقرته الطبيبة عندما تصفحت في تلك الملفات.
![](https://img.wattpad.com/cover/208721313-288-k831789.jpg)
أنت تقرأ
(هات و خد) By : Noonazad
Romanceعبر المصادفة تعرفت عليه وطلبت منه المساعدة، فتفاجأت أن للمساعدة مقابل بل مزيد من العطاء... 👈الفائزة بأسوة 2020 من ضمن القائمة الطويلة. December 2019: February 2020