(24)

2.1K 165 11
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

التفتت كارما نحو لمياء وسمر لتجدهما تنظران لهاتف أمامهما فتحسست جيبيها فلم تجد هاتفها، فأسرعت نحوهما تخطف الهاتف من بين أيديهما وهي ترمقهما بنظراتها الحادة وتتمتم: بقدونس!

ابتعدت قليلًا وفجأة! أجابت...

- آلو!
هكذا أهدرت بهدوء، فنزع مروان الهاتف من على أذنه وكان هو المتصل، نظر إلى شاشة الهاتف نحو اسم من اتصل به فتأكد أنها كارما، فأعاد الهاتف مرة أخرى على أذنه مجيبًا  بدهشة: مش إنتِ كارما برضو!

فرفعت إحدى حاجبيها بتعجب قائلة: إنت بتتصل من غير ما تعرف بتكلم مين؟!

- لا معلش المفاجأة بس! أصلك رديتِ عليّ وبذوق كمان! إنتِ عارفة أنا بآلي أد إيه بتصل من غير رد؟ كام شهر يا قادرة!

فابتسمت وقد ظهرت ابتسامتها في نبرة صوتها: لا، دول حتى ما كملوش تلات شهور لسه!

- لا والله كتر خيرك! وكمان بتعديهم!

- لا ده عشان من يوم فرح أخويا بس.
قالتها بمشاكسة.

فأبعد الهاتف مرة أخرى ينظر إلى اسم من يتحدث بتعجب؛ لا يصدق نفسه فقال لها: إنتِ متأكدة إنك كارما!

فضحكت فوجم بصدمة ثم قال: لا لا، كده بدّلوكِ والله!

فقالت بجدية: خير! بتتصل ومعطلني ليه؟!

فابتسم قائلًا: أيوة كده، أنا كده بكلم كارما!

- إتفضل، انجز وبسرعة، عايز إيه!

- طب بالراحة!
بصراحة كلامك إمبارح أثّر فيّ وطلعت بحس...

فأسرعت قائلة: آسفة ما كنتش أقصد، هي طلعت مني كده.

- وأنا مش بكلمك عشان أعاتبك؛ لأن كلامك فوّقني وصحى جوايا إحساس، إحساس جميل أوي أول مرة أحسه، إحساس سحبني وقعّدني جنب كريم وهو نايم، كريم شبهي بالظبط يا كارما وأنا صغير، ونمت جنبه كمان!

كان يتحدث بنبرة صافية وهي تستمع إليه وتتسع ابتسامتها تدريجيًا، لكنه فجأة تغيرت نبرته لأخرى منزعجة.

- بس ما لحقتش اتهنى.

- خير! حصل إيه؟
قالتها بنبرة قلقة.

- قمت من عز نومي على صواته، من ساعة ما فتح عينه وهو هاتك يا صريخ ما بيسكتش أبدًا مهما قولت له أنا بابي أنا بابي!

- وضع طبيعي على فكرة، طفل صغير صحى من النوم لاقى جنبه واحد ما يعرفهوش!

- ليه ما شافش صورتي قبل كده؟!

- لازم ياخد وقت لحد ما ياخد عليك، خصوصًا في السن الصغير ده؛ بيتعلّق باللي بيشوفهم على طول وبس، واضح إنه ما كانش بيخرج ولا متعود يشوف حد.

(هات و خد)       By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن