بقلم نهال عبد الواحد
كانت كارما في قمة سعادتها ليس فقط لحصولها على درجة الماجستير بل لمجئ مروان اليوم، لقد رأته بملء عينيها وتركت لنفسها العنان فلم تقيّدها، وفاضت مشاعرها من نظرتها، ابتسامتها، كل حركة تحركتها، لم ترتدي اليوم رداء الجمود والتبلد، سعدت وفرحت سعادة مراهقة بحبها الأول حتى ولو كان بدون أمل!
حتى أنها لم تلتفت لنظرات أمها الحارقة ولا توبيخاتها التي تلقتها بسبب دعوتها له، كان كل ما يشغلها هذه اللحظة تلك الباقة المرتبة التي صارت بين يديها، تحتضنها كأنها طفلتها أو جزءًا منها.
لم يفهم مجدي سر غضب زوجته من مجئ مروان؛ فهو فقط قدم مباركته مع باقة الورد بدون أي ابتذال ولا مبالغة ثم انصرف على الفور.
أمضت كارما يومها بصحبة وروده وكأنها شيء ثمين ثم علقته لتجففه، لكن لم يكن لديها من الوقت لتستريح أو لتنعم بمزيدٍ من ذلك الإحساس، فكان متبقي عشرة أيام على موعد الحفل المدرسي.
كانت كارما تشعر أنها تسابق الزمن؛ فكلما اقترب موعد الحفل كلما شعرت أنه لا زال ينقصها الكثير، خاصةً وأنها تلك المرة صارت مسؤولة عن الحفل بأكمله لمرحلة رياض الأطفال وليس لصفها وحسب!
تركت الطعام والشراب إلا قليلًا، أما عن النوم فرغم كل ذلك الإرهاق هجرها النوم متعنتًا؛ كان مروان يهجم على عقلها وفكرها فيختطفه كما خطف قلبها، لكنه منذ يوم مناقشة الرسالة ولم يرسل لها أي رسالة!
تعلم أنها لم تكن تجيبه وتترك رسائله بدون إجابة، لكنها تؤمن بأن تلك الرسائل سبب لقوتها واستمداد طاقتها حتى ولو دون رد، فقد اعتادت على صبره الطويل منذ شهور، وأنه لم يكل ولم يمل مهما تجاهلته، لكن لماذا الآن كَلّ ومَلّ؟!
ماذا كنتِ تنتظرين يا كارما؟!
تنتظرين ملاحقته طوال العمر دون أي جواب، لقد أهدر الكثير من وقته معكِ وكرامته أيضًا.
لكن تلك الرسائل اليومية كانت هواءها الذي تتنفسه كل يوم، حتى وهي تعانده لكنها صدقت القول مع نفسها وأقرت بحبه، بل بالوصول لمرحلة متعذّرة من العشق الأرعن.
لكنها تتألم، تشعر باحتراق من ذلك البعد، رغم رفضها الاقتراب، تذكّر نفسها بحبه الأول الذي لا يزال عالقًا به لم يتخطاه بعد، بل تذكّر نفسها بما هو أهم، أنه رغم كل الرسائل فلم ينطق بكلمة حبٍ واحدة!
لم يهدر أي كلماتٍ تفسر مشاعره!إذن! فاعتبريه كأن لم يكن، لكن كيف؟!
ومرت العشرة أيام، تشعر أنها منهكة القوى والطاقة، تنتظر مرور ذلك اليوم بفارغ الصبر لتعود إلى المنزل وتسقط في سباتٍ عميق دون أن ييقظها أحدهم!
كانت مع الأطفال قبل الحفل بيوم ليتدربون على كيفية الدخول والخروج من فوق المسرح وكيفية التحرك عليه؛ فلا يشعرون برهبة في الحفل.

أنت تقرأ
(هات و خد) By : Noonazad
Romanceعبر المصادفة تعرفت عليه وطلبت منه المساعدة، فتفاجأت أن للمساعدة مقابل بل مزيد من العطاء... 👈الفائزة بأسوة 2020 من ضمن القائمة الطويلة. December 2019: February 2020