بقلم نهال عبد الواحدمرت عدة أيام كانت فيها كارما تعد أوراق تعيين لمياء بشكل مؤقت معها في المدرسة، عن طريق عقد دون تثبيت، ستكون مع كارما وسمر في نفس الصف حتى تأخذ سمر إجازتها، وبالطبع توزيعها معهما في نفس الصف بناءً على رغبة كارما لما كان لها كلمة مسموعة في الإدارة.
وبينما كانت متجهة إلى إدارة المدرسة حيث مكتب صاحب المدرسة لتأخذ آخر توقيع على أوراق تعيين لمياء.
كانت تسير وتتصفح ذلك الورق داخل الملف وغير منتبهة للطريق؛ فهي تحفظ الطريق عن ظهر قلب فلتسوقها قدماها.
لكن حدث ما لم يكن في حسبانها فجأة اصطدمت بجسمٍ بشري وهي تصعد درجات الدرج المؤدي لمكتب الإدارة، فاختل توازنها وكادت تسقط للخلف من فوق الدرج، لكن حجزتها ذراعين قويتين وأسندتاها قبل أن تسقط.
رفعت عينيها وجدته هو أمامها، بل صار يحاوطها بين ذراعيها والتقت عيناهما في لقاءٍ طويل تقسم أنها قد تلاقتا معًا من قبل، ترى ما سر هذا الإحساس القوي بالتآلف؟ أم ما سر تسلل إحساس آخر داخل القلب؟!
ومهما حاولا تجاهل أي شيء لا يمكن تجاهل هذا الإحساس.لكن بالطبع استعادت نفسها سريعًا واعتدلت واقفةً تنظم أنفاسها المتلاحقة التي تقنع نفسها أنها بفعل فجأتها وحرج الموقف.
أبعدت ذراعيه عنها بحركة من كتفيها مع التفاتها يمينًا ويسارًا بين ذراعيه ووجهها مختضبًا بحمرة الخجل، فأزاحهما بعد أن تأكد من سلامة وقفتها.
ابتلعت ريقها وهي تعدّل هيئتها كنوع من الهروب من الموقف واضعةً يدها على صدرها محاولة تهدئة قرع تلك الطبول الصادرة من الكائن بيسارها.
تنحنحت وقالت بصوتٍ متحشرج: متشكرة جدًا.
فتابع مبتسمًا: مش تخلي بالك يا أستاذة.
فأومأت برأسها، فتابع: إنتِ كويسة!
فأومأت برأسها مجددًا فأردف: ما تنسيش ميعادنا بكرة.
فضمت حاجبيها بتعجب وكأنما قد نسيت اتفاقهما متساءلة بلاهة: ميعاد إيه!
فرفع حاجبيه بدهشة بالغة وكاد يقهقه بملء صوته لكنه أمسكها قائلًا: واضح إن حضرتك نسّاية!
وهنا تذكرت فجأة اتفاقهما فاختضب لونها مجددًا من الخجل قائلة: أيوة صح، آسفة جدًا أصلي مشغولة بكذا حاجة، إن شاء الله يا فندم هكون جاهزة في الميعاد، تسمحلي إذا سمحت.
غادرت وهي تلملم نفسها تحاول استعادة نفسها على طبيعتها دون البحث عن إجابة لأي سؤال يصيح داخلها، فقط عليها إخماد كل ذلك الصياح.
وفي اليوم التالي وكانت لمياء قد تسلّمت عملها بالفعل في يومها الأول، كانت تجلس وسط الأطفال أرضًا على هيئة مربع ناقص ضلع، والجميع متعلقة عيونه نحو مسرح العرائس ويصدع من خلفه صوت كارما المميز في رواية القصص وتبادل الأدوار قاصّة حكايتها...

أنت تقرأ
(هات و خد) By : Noonazad
Romanceعبر المصادفة تعرفت عليه وطلبت منه المساعدة، فتفاجأت أن للمساعدة مقابل بل مزيد من العطاء... 👈الفائزة بأسوة 2020 من ضمن القائمة الطويلة. December 2019: February 2020