(49)

2.2K 136 37
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

- مروان أنا حامل!
قالتها كارما وقد اتسعت ابتسامتها وهي تريه الاختبار بفرحة شديدة، لكن اختفت ابتسامته وتقلص وجهه فجأة وعكّر حاجبيه وأهدر بصوت متحشرج: إنتِ قولتِ إيه!

- عارفة إنك مش مصدق، بقولك حامل!
قالتها بنفس سعادتها الشديدة وهي تمسك بكفه وتضعه على بطنها، لكن بدت ملامحه غير مفسّرة وجذب يده بسرعة وتشنجت ملامحه وجسده أكثر.

فبدأت تتلاشى ابتسامتها هي الأخرى ودَبّ في نفسها القلق، فتساءلت بتوتر وهي تتلمس صدره: مالك يا حبيبي!

فهمس بصوتٍ خافت: إزاي؟!

فأغمضت عينيها وفتحتهما مجددًا كأنها تود التأكد مما سمعته فأهدرت: إيه!

فصاح بغضب وهو يدفع يديها عنه: إزاي؟!

فترقرقت عيناها بالدمع وتابعت بصوتٍ مهزوز: هو إيه اللي إزاي؟!

- ما كنتش بفكر في الموضوع ده.

- وأنا كمان ما كنتش بفكر فيه، لكن حصل، ودي إرادة الله.

ثم قالت بقهر: كنت متخيلاك هتطير من السعادة...

فقاطعها بصياح: أطير من السعادة!

- المفروض إن ده حلمنا إن علاقتنا تقوى أكتر بوجود رباط قوي زي ده؛ طفل يجمع بينا!

- وأنا مش عايز عيال تاني، كفاية علينا كريم.

هكذا طعنها بكلماته المسمومة، فأغمضت عينيها وابتلعت ريقها بمرارة ثم همست بخفوت: بس أنا نفسي أكون أم.

- إنتِ قلتِ إن كريم ابنك!

- أيوة طبعًا ابني وعمري ما هفرق بينه وبين اللي جاي أبدًا، بس نفسي في طفل أشيله وأحمل فيه يكون منك، حتة منك تكبر جوايا يا مروان!

- وأنا مش عايز.

- إنت إزاي كده؟!
قالتها وقد خارت مقاومتها وانهمرت دموعها.

- إحنا ما لحقناش عشان، عشان تروحي و...

وبتر كلمته قبل أن ينطقها لكنها صاحت بغضب وقهر: يبقى ماما كان عندها حق، إنت واخدني دادة لابنك وبس، لكن أنا طُز فيّ وفي حقوقي، حتى فرحتي اللي عمالة أرتب فيها بآلي أد إيه كسرتها...

- دلوقتي بأه ابني!

- للدرجة دي مش عايز تخلف من حد غيرها!

- بس!

- لأ مش بس، أنا قلت لك مش عايزة أعيش ذكرى لحد تاني مش أبقى استبن.

- ده اللي إنتِ فهمتيه!

- طب فهمني إنت!

- من غير ما تفهمي، مش عايزك تحملي.

- لا والله! هتعاند إرادة ربنا! ولا أكون جيباه لوحدي!

(هات و خد)       By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن