(27)

2.2K 146 19
                                    

بقلم نهال عبد الواحد

كانت سمر ولمياء تنتظران اليوم التالي بفارغ الصبر وتمنيان أنفسهما بأخبار سارة عن كارما؛ خاصةً بعد إجابتها على مكالمته بأسلوبها المعتاد دون عند أو عصبية بل كان أفضل من المعتاد، لكنهما تفاجئتا بكارما أخرى تبدو منهكة يطل من عينيها الألم والمعاناة وعند شرودها تشرد بيأس!

لم تتحدث كارما خارج نطاق المقرر والعمل أبدًا، بل هكذا صارت لا تحكي حكايات شخصية، فقط حول العمل والبرنامج اليومي وتدريبات واستعدادات الحفل.

حتى في الزيارات الأسبوعية لعمرو وسمر لا جديد!

وذات جمعة كان عمرو وسمر يقضيان اليوم في بيت أهل كارما ومر اليوم عاديًا وملئ بالدفء الأسرى، حتى بعد الغداء وجلس الجميع أمام التلفاز يتحدثون في أمورٍ مختلفة.

حتى جاء موعد البرنامج المفضل لعمرو وأبيه، برنامج (هات وخد)  اللذان يشاهدانه بحماس والذي يقدمه كابتن مروان، لكن صاحت هدى فجأة: غيروا الزفت ده، مش عايزين وَش!

نظر الجميع بعضهم لبعض إلا كارما التي قررت أن تبرد أظافرها تتصنع اللامبالاة، رغم شعورها بأعينهم تكاد تخرقها.

فتصنع عمرو عدم الفهم: ليه يا ماما؟! إحنا متابعين البرنامج وأنا استحالة أفوت الحلقة.

قالها وهو ينظر لوالده ينتظر منه الدعم قبل أن تنفجر أمه في وجهه أو ربما تقذفه بإحدى فردتيّ نعلها كعادتها!

فتابع مجدي وهو يمسك بجهاز التحكم ليرفع الصوت: هو إيه اللي غيروه! هنتفرج عليه واللي مش عجبه يخش يشغل التلفزيون التاني.

- بتعند معايا يا أبو عمرو!

فأجاب بلامبالاة: أصلك مش لاقية حاجة تتخانقي عليها يا هدى!

فنظرت نحو كارما وسددت ناظريها إليها بشكل شعرت به كارما بطرف عينيها فوضعت مبرد الأظافر في جيبها وأخرجت من الجيب الآخر طلاء أظافر وأخذت تطلي أظافرها في محاولة لتجاهل ما يدور حولها.

كان عمرو يتابعها بإشفاقٍ كبير؛ فهو أكثر من يعلم بحقيقة موقفها، شعورها ومدى تعقد الأمور وكذلك سمر، أما مجدي فرغم عدم إلمامه بأي تفاصيل لكنه يشعر بأن فتاته هذه تعاني وبشدة.

أما كارما فما أن تأكدت من جفاف أظافرها ورفعت عينيها لتجد الجميع ينظر إليها ثم التفتت نحو شاشة التلفاز لتجده بطلته الرائعة ولباقته وابتسامته التي باتت تعشقها دون مقدمات، لكن عشق مع إيقاف التنفيذ! شعرت في لحظة أنها ستنهار الآن وقد أنهت كل حجة تحججت بها لتتصنع عكس ما بداخلها، فنهضت واقفة تعبث بشعرها قائلة: أنا داخلة أعمل نسكافيه حد عايز!

فتساءلت هدى: نسكافيه دلوقتي! الساعة عدت سبعة ومش هتعرفي تنامي.

- هخش أذاكر.

(هات و خد)       By : Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن