الفصل السابع

15.7K 514 32
                                    

السابع

منذ دخل هيبة الغرفة وهو ينفرد بنفسه جالسا فوق الأريكة . طال انتظارها لقربه لكنه لم يقدم عليه . تحركت بهدوء تزيح الغطاء لتتوجه إليه فكأنه انفصل عن عالمه تماما .
رأسه تتصارع فيه الأفكار ويحسب كل النتائج التى قد تنتج عن تلك الليلة العصيبة . انتبه لكفها الذى استرخى فوق ذراعه ، حاول أن يرسم ابتسامة هى تستحقها منه لكنه فشل .
همست بحنان طالما غمرته به وتشعر أنه بحاجته حاليا : مالك يا قلبى ؟
تعلقت عينيه بها باحثة عن مستقرها لتصل له بسهولة . تلك القسمات التى لم يغرب نورها عن حياته منذ وقعت عينيه عليها .لكم تمنى منذ دخوله للغرفة أن يلقى كل ما برأسه خارجا ثم يلقى بنفسه بين طيات دفئها للأبد .
وضع كفه فوق كفها الدافئ لتشعر ببرودة كفه الشديدة فتزداد قلقا : حصل ايه يا هيبة ؟
ضمت كفه بين كفيها ليغمض عينيه مستسلما لحاجته لها : بردان يا سما .احضنينى .
جذبته بسرعة لصدرها لتخفيه عن الدنيا وهمومها التى تثقله رغما عنه وعنها ، زفر براحة لتعتدل بجلستها لتمنحه مزيدا من الراحة لم يمانعها مطلقا وهو يرفع قدميه ليستقر فوق الأريكة بين ذراعيها .
___________
تشعر ريتاچ ب ضاحى يجوب الغرفة ذهابا وإيابا منذ تصنعت النوم لكنها سمعت الاصوات المتعالية فى المندرة وتعلم أن ثمة ما يوتره .
حاولت امتصاص هذا التوتر لكن توتره اقوى مما تخيلت . يبدو أن الأمر جلل .
دق قلبها خوفا إنه لم يبد بهذه الحالة مطلقا . طالما هزأ من المخاطر ولا يأبه للمشكلات .
هل يصل الأمر إلى الأرواح ؟؟
سؤال ورد بذهنها لتنسى تظاهرها وتعتدل جالسة تتساءل بفزع : ضاحى اوعى يكون حد هيموت ؟؟
نظر لها بحيرة لتتساءل بترقب : هى مشكلة تار وحد هيموت ؟؟
تنهد وكاد أن يجيب لتأتى الإجابة مع طلقات الرصاص التى من غزارتها يخيل للبسطاء أن حربا ضروس قد اندلعت بالانحاء .
انتفضت عن الفراش فهذه الأصوات تحمل لها ذكريات مؤلمة ، غمرها بجسده فى لحظة يعيدها للفراش هامسا : ماتخافيش . انى اهه ماهملكيش واصل .
تشبثت به بذعر . هو يثق بأخيه الأكبر ويعلم أنه قد احتاط للأمر جيدا لذا سيهتم بهذه المذعورة المتشبثة به أولا .والتى كانت منذ البداية أكبر مخاوفه
_________
كان رفيع هاربا بين ذراعيها حين علت الطلقات الغاشمة ليزداد تشبثه بها عوضا عن تفقد ما يحدث .
إذا هو على علم مسبق بما يحدث !!
لذا هو يهرب مما يعلمه ويرفضه !!!
شعر بفتور لمستها ليعترض مهمهما فهو يحتاج لكل قطرة من فيض حنانها عل تصحر صدره يرتوى ويزول الجفاف عن قلبه فيجد طريقه الذى ضل عنه فهام بلا هدى .
_______
انتفضت سما ليضغط هيبة على ساقها بكفه هامسا : ماتخافيش مفيش حاچة  . ده ضرب فى الهوا
نظرت له بفزع : وانت عرفت منين ؟؟
دارت الأسئلة برأسها فورا .. ما الذى يخفيه عنها ؟؟
شعر بإضطرابها ليقول بهدوء : ماتخافيش يا سما ده حفظ أرواح كنت مضطر ليه .
تنفست بعمق وهي تقول : ربنا يكملك بعقلك يا هيبة ويعينك على الحمل .
ابتسم هيبة واغمض عينيه لدقائق قبل أن يعلو رنين هاتفه . اعتدل ليجيبه فورا . ظهر الاسترخاء على ملامحه فورا وسرعان ما شكر محدثه وانهى الإتصال . نظر لها بحنان وقد استعاد كامل هدوء نفسه وسكينتها : جومى يا غالية نناموا فى فرشتنا . ربك كتب السلامة .
___________

الشرف الجزء الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن