الثالث والعشرون

12.6K 485 16
                                    

القصة قربت تخلص

الثالث والعشرون
عهد ريان ل محمد ومحمود برعاية متجر زوجته ليصحبها لزيارة شقيقيها فهى لم تكف عن البكاء منذ علمت بتلك الفاجعة رغم أنه لم ينقل لها الصورة كما نقلها له هيبة .
جل ما يخشاه عليها عدم الصبر والتفوه بالكثير من الكلمات التي تدمى قلبه لعلمه بأن قلب حبيبته يبتعد عن الله شيئاً فشيئا .
قرر مهران وطايع أيضا التوجه لدعم شقيقتيهما فهى بأمس الحاجة للدعم واضطرت ليال لترك صغيرها تاج برعاية عمته ليليان التى لن تصحب زوجها لظروف صغيرها إياد ف غالية وتاج قررا أيضا التوجه لتفقد الموقف .
وصلت ليال وزوجها فى الصباح التالى وكانت الأمور أكثر استقرارا ، ساعد الحاج زيدان كثيرا في حماية المنزل فى غياب هيبة خاصة أن رفيع أصبح كثير التغيب أيضا لعجز زناتى عن ترك زوجته وابنته فترة طويلة .
توجها للمشفى فورا وكان ضاحى لا يزال بغرفة العناية الفائقة لكن سمح الطبيب لهم بتفقده فى أوقات محددة .
دخلت بلهفة تسرع الخطى رغم حملها لتلتقطها عينى هيبة فور ظهورها في نهاية الرواق وفى لحظات طوى الأرض ووصل إليها ليتلقاها بين ذراعيه فتجهش بالبكاء مرة أخرى .
ربت على رأسها بحنان : هشششش بزيداكى يا خيتى . الحمدلله جدر ولطف .
رفعت عينيها ترجوه : خلينى اشوفهم يا هيبة عشان خاطرى
همس بحنان : خاطرك على راسى يا جلب اخوكى . هتشوفيهم ماتخافيش .
قاطع ريان حوارهما وهو يحمحم ليفهم هيبة فورا أنه لم يخبرها الحقيقة كاملة ، رحب به ثم توجهوا جميعا لغرفة راجى الذى تحسنت حالته كثيرا .
اندفعت للداخل : راجى !!!
رفع عينيه يطالعها بسعادة ويفتح ذراعه السليم لتستقر فوق صدره ؛ كتم تأوهه رغم ظهوره بملامحه إلا أنه اطبق عليها بقوة : ماتبكيش يا خيتى انى زين اهه
: الف سلامة عليك يا راجى
قبل رأسها بينما اقترب ريان : الف سلامة يا راجى . طهور إن شاء الله .
حاول رفعها عن صدره برفق : ليال كده هتتعبيه .
ابتعدت فورا ليبتسم راجى مخفيا ألمه : بزيداكى بكا هتأذى حالك أكده
نظرت لهم بحيرة : فين ضاحى ؟؟
تبادلوا جميعا النظرات ليقول راجى : لساته بعافية شوى بس ماتخافيش خواتك چبال مش رچال .
هذا ما أخبره به هيبة أنه لم يتحسن بشكل كامل وقد كان راجى صادقا في قوله الذى لا يعرف غيره .
تنفس ريان ببطء وهو يخشى من القادم .أخبرهم ان أبيه وأمه قادمين برفقة خاله وزوجته وأبناء خاله لكنهما تعجلا الوصول .
_____

وصلت ليال لباب العناية الفائقة لتجد ريتاچ بالداخل وقد سمح الطبيب ل ضاحى ببعض الطعام وهى معه تطعمه ، تعجبت ليال ألهذه الدرجة حالته سيئة .لم يتجرأ أحدهم ويخبرها الحقيقة لكن تمكن هيبة من المراوغة فهو موعد عودة أمه للمنزل وقد وصل رفيع بالفعل لاحضار سما وهناء والعودة ب زبيدة .
امسك كفها وسار لتتساءل : هيبة إحنا رايحين فين ؟
لم يجب لتتابع : أنا عاوزة اشوف ضاحى !
فتح باب الغرفة لترى امها وتنظر لها بصدمة : ماما !!! بتعملى ايه هنا ؟
فتحت زبيدة ذراعيها : جلب امك .. إيه چابك وانت إكده ؟
تقدم ريان مسرعا : الف سلامة يا ماما زبيدة .
نظرت له ليشير لها فتفهم أن ابنتها لم تحط علما بالحقيقة كاملة فتقتنص الفرصة : يبجى ترچعى وياى على الدار . ايه رايك يا ريان يا ولدى ؟
ريان براحة : والله يا ماما يكون احسن ترتاح وتاكل دى مابطلتش عياط ولا كلت من امبارح الصبح .
شهقت زبيدة : حرام عليك يا بتى .. ذنبه ايه اللى فى بطنك !!
رفعت عينيها لأمها برجاء : طب اشوف ضاحى ونروح
ربتت زبيدة فوق رأسها تعيدها لصدرها : ابجى شوفيه بعدين هو زين انى دخلت له النهاردة
وكانت زبيدة صادقة أيضا فقد صحبها هيبة لرؤية ضاحى بناءا على رغبة من كليهما . وبعد ما رآه من رضا ضاحى وتقبله لحالته لم يتعجب رضا أمه وتقبلها صغيرها الذى سيظل صغيرا ولو شابت مفارقه وتعثرت خطواته بالهرم أو لم يعد قادرا على خطوها مجددا .
_____
وصل الجميع للمشفى رأسا وكانت ريتاچ قد أنهت مهمتها للتو ليلتقطها صدر ابيها فور أن خطت خارج الغرفة .
دارت عينيها بينهم : انتو جيتو أمته ؟ وعرفتو ازاى ؟
اسرع طايع يجذبها من صدر أبيه لصدره : مش مهم اى حاجة المهم إننا معاكى .
انتقلت ل مهران الذى قال : ماتخافيش ربنا ارحم من إنه يسونا فيه .
اخيرا وصلت لصدر امها التى صمتت تماما لتجذبها غالية وتهمس : أنا عارفة انك قوية وهو قوى وهتصمدوا قدام اختبار ربنا  .
أحاطت وجهها بكفيها : اصبرى حبيبتى وربنا هيعوض صبرك خير .
اومأت بتفهم ليتساءل تاج : هو ضاحى عامل ايه دلوقتي ؟ عرف حالته وتقبلها .
اقبل هيبة يرحب بهم : اكتر ماتتخيل يا عمى . انى كنت داخل ماخابرش اجوله كيف لجيته هو بيجولى . عرف حالته من كشف الدكتور .
ربت تاج على ذراع بفخر : انت كمان اتحملت كتير ربنا يعينك .
قررت غالية العودة للمنزل بعد أن تفقدت راجى فقط لتفقد زبيدة ورعاية ليال التى بدأت المخاوف تدور حولها فهى لا تبدو بخير مطلقا .وبالطبع صحبتها زينب بينما فضل تاج البقاء لموعد زيارة ضاحى لتفقده .
قدم الجميع تاج على نفسه فكان أول من دخل ل ضاحى فى موعد الزيارة التالى .
دخل بوجهه البشوش : السلام عليكم
انتبه ضاحى لصوته فورا : عمى تاچ يا مرحب يا مرحب .
اقترب تاج من فراشه فورا ليقول : مرحب بيك يا غالى يا ابن الغالى .
ربت على صدره بحنان : طهور إن شاء الله يا ضاحى اوعى تزعل
ابتسم ضاحى : ازعل !! إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه .. مش كنت دايما تجولنا إكده !!
ابتسم تاج : وأشد الناس ابتلاء ، الانبياء فالامثل فالامثل .ربنا يراضيك ويرضى عليك
تنهد ضاحى : راضى يا عمى بالمكتوب ، الحمدلله .
تحركت عينيه نحوه : تعرف يا عمى كان زمانى ميت ؟
قطب تاج جبينه ليتابع بشرود : لما العيار صاب راچى وجع وفى ثوانى غمى
تنهد وتابع : سمعت صوت الشباك بيتفتح رفعت راسى ، العيار بدل ما ياچى فى راسى چه فى ضهرى .
صمت لحظة وتابع : انى ماجولتش الحديت ده لحد واصل . كلهم جلوبهم موچوعة لأچلى ..بزيداهم
عاد للصمت ليشعر تاج بإختناقه بالدموع وهو يقول : كل ما افتكر انى هبجى حمل تجيل على الكل . اجول يارب جوى جلبى يتحمل .
ترقرقت عينيه بدموعه : حكم النفر منينا لما يحس إنه تجيل واعرة جوى على جلبه .
انسابت دموعه ليغمض عينيه ثم يعاود النظر ل تاج : تعرف يا عمى انى مابستحيش من مرتى واصل .بس خايف عليها تجع منى فى السكة .عارف إنها هتتحملنى لآخر نفس ومارايدش احملها فوج طاجتها .
ابتسم بشحوب : حكم ريتا مرتى ماتتحملش ..هى غير الحريم .لاااه دى كيه النسمة وجلبها رهيف بزيادة .
عاد يختنق بدموعه ليقول بحزن : عمى بدى اصلى
شعر تاج بألم بصدره ، هذا الفتى قوى بالفعل وقد أرضاه الله بقضائه.
مد كفه يكفف دموعه : بسيطة جدا أنا اوضيك دلوقتي ونصلى سوا .
اخفض عينيه خجلا : بس انى ماخابرش اصلى كيف وانى مش متوكد إذا كنت طاهر ولا لاه !
ابتسم تاج : يا حبيبي دينا اسهل وأيسر دين . احنا اللى بنصعب على نفسنا .أصحاب الأعذار اللى زيك كده بيتوضوا مرة واحدة في اليوم ويصلوا اليوم كله لأن نواقض الوضوء فى الحالة دى خارجة عن إرادتهم .مش بس فى حالة المستشفى والرعاية المركزة ...
صمت لحظة ثم قال : انت زى ابنى وربنا عالم ماتتكسفش منى . بعد كده لما تروح البيت بالسلامة وتضطر تستخدم الحفاضات بردو تتوضا مرة واحدة أو مع تغيير الحفاضة بس . انت حالة خاصة
ابتسم ضاحى براحة : طيب الحمد لله الحكاية هينة
وقف تاج يخلع سترته : يلا هوضيك ونصلى سوا جماعة .
تهلل وجه ضاحى : بذات نفسيك يا عمى !!!
قبل تاج جبينه بحنان : اسمح لي اشاركك الثواب . انت هتركع وتسجد بعينك يا ضاحى ماتحاولش تعمل غير كده
ابتسم ضاحى : اصلا ماجدرش اعمل اكتر من أكده . جادر كريم يكرمنى واسچد له من تانى
أطال تاج الصلاة سامحا له ببث ربه هموم قلبه . انتهى ليقترب منه ويكفف دموعه . قرب كوب الماء من فمه ليضع القشة بين شفتيه ، شرب قليلا ورفع عينيه ليفهم تاج أنه اكتفى فيربت على صدره بحنان : أنا هخرج علشان رفاعى والشباب عاوزين يشوفوك وهاجى لك الصبح إن شاء الله
شيعه ضاحى ببسمة راضية وقد اسكنت الصلاة الراحة بقلبه لتبدو قسماته رغم الألم مضيئة بالرضا.

الشرف الجزء الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن