الأخير

13.5K 560 61
                                    

الثاني والثلاثون
تمر الأيام سريعا ليعود الجميع تباعا وكان آخر العائدين مهران وأسرته والذى كان يخشى مشقة السفر عليها حتى أصرت أن تعود فقد اشتاقت إياد كثيرا .
أصرت على مرافقته إلى المركز يوم عودتها فقد اشتاقت التطلع إليه فى اسعد أوقاته برفقة هؤلاء الصغار اللذين يشاركهم معظم صفاتهم .
سعدت ليليان كذلك بتلك الرفقة التى اشتاقت إليها لكن الأكثر سعادة كان إياد نفسه .
عليه اليوم خوض عدة إختبارات بسيطة فى التلوين ولمعرفة مدى قدرته على التفرقة بين الألوان المتقاربة .
جلس إياد فوق طاولته برفقة رفاقه كل منهم منشغل تماما بين أوراقه واقلامه بينما يجلس ذويهم بمكان مخصص فى نفس القاعة فسوف يقوم كل منهم بعرض ما قام به لاحقا ليحصل على الدعم النفسي الذى يحتاج .
_____
جلس طايع وبسمة يراقبان تدريب نسمة الذى تزامن مع اختبار إياد إضطرت ليليان للغياب عنه .
كانت نسمة تتحرك بحصانها برشاقة وخفة ساعدها عليها الفرس نفسه . القفز عن الحواجز أكثر التمارين التى تكره بسمة حضورها ولاحظ طايع أنها تغمض عينيها كلما اقترب الفرس من الحاجز .
حاول تشتيت انتباهها فتساءل : بسمة هتروحى مع نسمة وخالد رحلة النادى لماجيك لاند .
سعدت بتلك الفرصة التى ستقطع مشاهدتها للتدريب وهى تقول : لا يا بابا . تاج هيروح معاهم .
تعجب طايع : ليه يا حبيبتي ؟؟
تنهدت بسمة : علشان مابحبش التنمر .
قطب جبينه واقترب منها متعجبا : تنمر ايه ؟؟
عقدت ساعديها : امبارح اقنعونى اروح معاهم لما روحت احجز لاقيت واحدة عاوزة تحجز لأولادها .المسؤول بيسأل بوقاحة .منهم معوقين ؟؟
صمتت لحظة لتتابع : والله يا بابا شوفت وجع الولد على وشه .هو كفيف وعينه باينه اوى واظن ده سبب السؤال .الام اتحرجت جدا ومابقتش عارفة ترد .والغريب إن اكتر من شخص واقف وماقالوش مايصحش تقول كده قدام طفل بالكتير سبع سنين .
أغمض عينيه متمتما : لا حول ولاقوة إلا بالله .
تنهدت بسمة : وقفت قدام الولد وبوست رأسه وقلت له انت مش زى ما هو بيقول انت ربنا خلقك كده واحنا بنحبك كده وممكن بكرة لما تكبر تكون انسان ناجح اكتر بكتير من مجرد موظف في نادى .
نظر لها بدهشة : عن چد جولتى له إكده ؟؟
اخفضت عينيها : زعلت علشانه اوى يا بابا . يعنى ايه يتحرم من المشاركة في رحلة علشان طبيعته مش عاجبه الموظف !!
أومأ مشجعا : كملى يا بسمة
عادت تتابع : الولد قالى كان نفسى اروح الملاهى حتى لو مش هشوفها ..قلت له مملة علفكرة ودوشة انا كمان مش هروح غيرت رأيى .قام الموظف انفعل وقالى اصلا مش هقبل اشتراكك .
تساءل طايع : واختك بردك هتروح ؟؟
تنهدت بسمة : انا ماقلتش لحد علشان يروحوا وينبسطوا .
نظرت خلفه وهى تبتسم وتلوح بكفها وتقول : ماتبصش وراك.دى طنط و رامز
تساءل بتعجب : رامز مين ؟؟
نظرت له : اللى بحكى لك عنه يا بابا . ممكن اروح اسلم عليه ؟
أومأ مبتسما لتتحرك بهدوء وعادت بعد قليل بصحبة الصغير لتقدمه لأبيها وتخبره أنها وعدته بتقريبه من الفرس الذى تمتطيه شقيقتها فهو يريد لمسه .أسرعت تشير ل نسمة التى اقتربت بالفرس لتتساءل : فى إيه يا بسمة ؟
أشارت ل رامز : رامز عاوز يلمس الحصان .
ابتسمت نسمة بمودة : بس كده .
أشارت للمدرب الذى اقترب من نفسه متعجبا خروجها عن المسار . رحب المدرب بمساعدة رامز الذى اقتربت والدته بحرج واضح سرعان ما زال من الألفة المحيطة . ساعده المدرب ليضع كفه فوق جبهة الفرس وكم كان سعيدا متحمسا . كما صحبته نسمة في جولة قصيرة على ظهر الفرس عاد منها كأنه ملك الدنيا .
أمسكت الأم بكف رامز وهي تقول : انا متشكرة جدا يا حبيبتي رامز عمره ما فرح كده
اقترب طايع وقد ساءه موقف الأم التى تخجل من طبيعة طفلها وربما تعيق تقدمه بمقارنته بأخوته الذين لم ير أى منهم بجواره حتى .
ربت على رأس ابنته : احنا بنحب ولادنا زى ما هم مش زى ما احنا عاوزين . بنساعدهم ونسعدهم لأننا بنحبهم ايا كانت طبيعتهم . لو رفضناهم زى ما الناس اللى مش فاهمة بتعمل هندمرهم لأنهم مستنين دعمنا احنا مش دعم الناس .
تنهدت الأم : حضرتك عندك حق . انا عندى بنت من عمر البنات تسمح اعرفها عليهم المرة الجاية . اتمنى بنتى تكون زى بناتك .
أومأ مرحبا : طبعا لينا الشرف .
تحدث رامز اخيرا : يعنى لما اجى المرة الجاية الاقيكى هنا يا بسمة ؟
قالت بود : انا باجى مع نسمة كل تمرين .
ثم نظرت للأم وتابعت : مش لازم احب الخيل والفروسية ماما دايما تقولنا شاركوا بعض بالإحساس قبل الفعل .
اومأت السيدة بحرج وغادرت لتتركه يشعر بفخرا جديدا فإن صغيرته لا تملك صوتا ذهبيا فحسب بل قلبا كذلك .
_______
أنهت نسمة التدريب ليصحب طايع ابنته فورا إلى إدارة النادى .دخل مكتب المدير ليقابله شاب فى منتصف العشرينات بإبتسامة مرحبة : اهلا وسهلا يا فندم .
رأى الغضب واضح بملامح طايع ليظهر توتره : خير حضرتك !! اتفضل ارتاح .اتفضلى يا آنسة نسمة
نظرت له بسمة بإبتسامة ليقول طايع : دى مش نسمة دى اختها .
شعر الموظف ببعض الراحة إذا لم يأت بشأن تدريب الفروسية الذى امتازت به نسمة واهلت النادى للحصول على مركز فى ترتيب الجمهورية .اذا لن يخسر النادى فرصة المشاركة بفارسة مميزة مثلها .
عاد الموظف بإنتباهه ل طايع بعد أن منح بسمة ابتسامة مرحبة ودهشة بنفس الوقت ثم تساءل : تحت امرك يا بشمهندس .
تنحنح طايع بحرج لشدة دبلوماسية الموظف ثم قال : انى چاى بشكوى للإدارة .
قطب الشاب جبينه بإهتمام فتابع طايع وقص عليه ما حدث بالأمس مع ابنته وما يختفى بين اسوار النادى العريق من عقول لا تفهم وقلوب لا ترحم .
انتهى طايع وقد ظهر تأثير حديثه على وجه الشاب الذي قال : لا طبعا سلوك الموظف مرفوض تماما ولازم يتجازى عليه .عن اذنك دقايق !
أومأ له طايع ليتجه لغرفة المدير ويغيب لبعض الوقت قبل أن يعود بصحبة مدير النادى نفسه الذى اقبل بإحترام يصافح طايع : اهلا بشمهندس طايع .
نظر ل بسمة بإبتسامة ومد كفه لتبتسم وترفع كفها بإشارة ترحيبية نحو صدرها فيسحب كفه بحرج .
عاد ل طايع وقال : اولا انا بشكر حضرتك على لأن سكوت الناس للاسف بيشجع أصحاب العقول دى على أفكارهم .طبعا الموظف هيتجازى لسوء خلقه وهو مش من حقه يرفض اشتراك عضو من النادى فى أى نشاط لا هو ولا غيره
نظر ل بسمة وقال مبتسما : احب الآنسة تشاركنا فى تنظيم رحلة مميزة لذوى القدرات الخاصة .
اتسعت ابتسامة بسمة وهى تنظر لأبيها بحماس : طبعا ده شئ يشرفنى بعد إذن بابا طبعا .
_______
انتهى الاختبار وبدأ الاطفال في عرض أعمالهم برقى وتحضر . كل منهم يتحرك بنظام وهدوء .كانت بعض النتائج رائعة بالفعل وحصل كل منهم على نصيبه من التشجيع .
اخيرا جاء دور إياد لتترقبا خطواته . رفع ورقته أمام الحضور لتنفلت بعض الشهقات .
لقد كان دقيقا للغاية استخدم اللون الأخضر الذى تفضله روان ومزج بين درجاته بطريقة ممتازة نظرا لعمره ثم أدخل عليه قليلا من اللون البرتقالى بدرجة هادئة و الذى انسجم معه تماما ليعود للون الاخضر مرة أخرى ويمزجه بزرقة خفيفة معلنا عن صفاء الفيروز .
ابتسم بسعادة لموجة التصفيق التى حصل عليها وضم الورقة لصدره بسعادة ، أقبل رفاقه بعضهم سعيدا وبعضهم يسأل عن الالوان لكن تشاركوا فى صفاء القلوب التى لم تعرف طعم الحقد .
______
منذ عاد ريان من النجع وهو يعمل على الانتهاء من أوراقه وزوجته لمشاركة ضاحى رحلة العمرة .
مر شهر كامل قبل أن يتمكن الجميع من إنهاء الاوراق والحصول على التأشيرة للعمرة .
ترك ريان ولديه بعناية والديه كذلك فعلت ليليان بينما أصر إياد على رفقة روان ولم يتمكن أحدهم من إثنائه عن ذلك .
قرر الجميع أن يكون السفر من مطار اسيوط تسهيلا على ضاحى .
وصل الجميع للاراضى المقدسة وقد استعدوا للعمرة . وما إن وقفوا جميعا أمام الكعبة حتى تأثرت القلوب وبكت العيون .لم يتخيل أحدهم أن حضورها طاغيا لهذه الدرجة .قشعريرة ممتعة تهتز لها القلوب والابدان فتتسلل السكينة للارواح فورا .
تنهد ضاحى مستنشقا الهواء بتمهل قبل أن يمسك كف زوجته بيساره فهو يتكأ لعكازه بيمينه .
نظرت ليال لأخيها لترى الرضا محتلا قسماته ومطلا من عينيه .
تقدم ضاحى وريتاچ تسير بجواره بلا مناقشة كأنها مسلوبة الإرادة أو أن هناك قوة عظمى تجذبها فى هذا الإتجاه فلا تملك إلا الانصياع لها .
تحرك طايع برغبة في اللحاق ب ضاحى خوفا عليه لتمنعه ذراع ريان وهو يهمس : سيبه يا طايع ماتخافش عليه .
كان طايع يخشى عليه التزاحم والتدافع ليشعر بالراحة وهو يراه يمر بسلاسة وكأن الجميع يفسح له بود وطيب خاطر .
وصل ضاحى للكعبة ليحاول أن يتكأ بساقه اليمنى ليزداد قربا عاقه مئزره قليلا لكنه تمكن فى النهاية ليضع كفه المتمسك بكفها على جدار الكعبة .
أهتز بدنه كاملا برجفة وصلت لبدنها أيضا وفى لحظات شعر أنه لم يتألم مسبقا . لم يعانى مطلقا .
لذة هذا الشعور الذى بجتاحه الأن أنهت على كل ألم مر يوما بحياته وحياتها .
منحهما الجميع الوقت الذي يحتاجان قبل أن يتجه طايع نحوهما ليبدأ الجميع مناسك العمرة وقد تبدلت القلوب .
لم تستغرق رحلتهم للاراضى المقدسة أكثر من اسبوع واحد لكنهم جميعا عادوا منها بقلوب قادرة على مواجهة الدنيا وما فيها .
_______
مرت أشهر وبدأ طايع يهتم بإحضار كتب التلوين ل إياد ويتابعه الجميع .
بدأ يشارك بسمة وخالد لعبة تكوين الصور فعادا للاستعانة بصور بسيطة كان يسعد جدا بإجتيازها .
حين بدأ بطن روان ينتفخ زاد تعلق إياد بها وكان غالبا يضع رأسه فوق بطنها ويضحك بشدة حين يركل جنينها .
إعتاد مهران بقاء إياد ليلا بمنزلهم أكثر من مرة أسبوعياً فحين يعجز والديه عن إقناعه برفقتهم يستسلما لإرادته .
_____
أسرعت الأيام وشارفت روان على الوضع ومما اثار تعجب الجميع أن إياد لم يعد يصر على حملها له ولا النوم فوق صدرها بل يكتفى أنه بالقرب منها بمحبة واضحة .
بدأت تشعر بالألم وكان الجميع بالمنزل حيث أنها ليلة صيفية هادئة . رفض إياد أن يشارك في اللعب وجلس بجوار روان التى تخفى الألم وتحاول تمرير الانقباضات .
وضعت ليليان طبق التسالى أمامه : فشار اهو يا إياد .
حرك رأسه رافضا  : مش عاوز .
نظرت له بتوجس : والله قعدتك انت وروان ساكتين كده ماتطمنش .
نظرت لها روان بتحذير لتقترب برأسها منها : مالك يا روان انت تعبانة بجد ؟؟
انتهزت روان فرصة اختفاءها خلف ليليان لتتنفس بصعوبة : لى لى خدى الولاد فوق مش عاوزاهم يخافوا .
قطبت ليليان جبينها : انت بتهزرى !! مستحيل طبعا اسيبك الولاد مش صغيرين .
قدمت كفها لها : قومى معايا ندخل جوة ونكلم الدكتورة
وجدت كف إياد فوق بطنها رابتا بحنان : معلش روان .
ربتت فوق كفه وهى تشير بعينيها لتفهم ليليان أنها تريد إبعاده فهى بالواقع تخشى عليه هو ليس على الصغار جميعا.
تنهدت بإستسلام : إياد مش هتروح مع بابا يجيب لك ألوان؟
حرك رأسه رافضا : اروح مع روان .
اعتدلت وفركت جبينها بقلة حيلة ثم توجهت نحو طايع ومهران قرب التلفاز ، وقفت متحيرة لينظر لها زوجها : خير يا رب .
نهرته بعينيها ليقول مهران دون أن تتحدث : خد ولدك واطلع يا طايع .
نظر له متعجبا لتقول مؤكدة : هو كدة تمام .
التفت لها دون أن يفهم : فى إيه ماتفهمونى ؟؟
زفر مهران بضيق : اسمع الأول وافهم بعدين .
قاطعته ليليان : معلش يا مهران يستنى دقايق بس كده إياد هيفهم .
مسح وجهه وصمت متحملا هذا الاحتراق بصدره لتعود نحو الأريكة تقول بمرح زائف : ماشى يا إياد نقعد مع روان .
مرت عدة دقائق قبل أن تأتى نجدة السماء مع رنين هاتف طايع ليخبره ريان أنه ينتظر وأسرته أمام باب شقتهم ويسأل هل سيصعدون ام يهبط بعائلته لهم .
تهلل وجه طايع : چايين اهه .
ونهض بحماس : يلا يا ولاد خالكو ريان فوج .
نظر له ثلاثتهم بتعجب لتتسع عينيه بتحذير فيلتزموا الصمت . اقترب من إياد : يلا يا إياد تريم واجف على الباب
نظر له ثم ل روان التى قالت : روح اقعد مع تريم شوية وابقى تعالى نام معايا
ظل مترددا للحظات قبل أن يقدم كفه لوالده الذى تنفس بهدوء وغادر الجميع .
ما إن اغلق الباب حتى انحنت للأمام متألمة ليسرع نحوها : جولت لك من الصبح .
أسرعت ليليان تساعدها لتقف بينما توجه حاملا الحقيبة ليعود فيتخذ موضع ليليان ويتجه ثلاثتهم للخارج .فتح الباب ليجد ليال : يا حبيبتي لو اعرف كنت جيت من بدرى .
لم تستغرق ولادة الصغير وقتا طويلا رغم أن الطبيبة حذرت مسبقا من احتمال تعسر الولادة لتقدم روان بالعمر .كما أنها أخبرتهم ببعض المخاوف لتلك المرحلة العمرية التى وصلت للخامسة والثلاثين ..فهذه المرحلة العمرية للحمل مقلقة بالفعل و كانت هذه المخاوف تهللكه قلقا لتأتى ولادتها يسيرة تماما وخالية من أى إخطار و مخالفة لرأى الطب تماما  .
تمكن ريان من تشتيت انتباه إياد بشكل كامل فقد أمضى الساعتين يدفعه للتسابق مع تريم في حفظ القرآن .
جلس طايع أمام الأطفال بصمت مريب لقد أخبره مهران للتو أن روان وضعت صغيرها ، تساءلت نسمة بتوجس : فى إيه يا بابا ؟
حمحم طايع : اصل مرت عمك .
انتفض خالد بحماس : ماما ولدت ؟؟
نظر له طايع بدهشة : ببساطة إكده ؟؟
ضحكت نسمة : يا بابا انت فاكرنا عبط ما احنا عارفين إننا بنتسرب .
زفر طايع وهو يبتعد عنهم : ايه الچيل الغريب ده !!! ده لما امى ولدت ريتا فضلوا يقنعونى اسبوع بحاله .
اقترب ريان ضاحكا : كنت قفل من يومك يعنى !!
نظر له شزرا كالعادة : مفيش فايدة فيك . عامل زى الشوكة فى ضهرى .
ضحك ريان وهو يقول بحماس : يلا يا ولاد هنروح نشوف المولود .
اقبل تاج مسرعاً بحماس : هنروح معاهم !!؟
تنهد بتصنع : أمرنا لله يابنى واخدين امك رهن معاهم .بس انتو روحوا مع عمو طايع وانا هحصلكم .
اعترض طايع فورا : وانا همشى بالمدرسة دى لحالى !!
نهره ريان : الله اكبر فى عينك يا اخى . ده كل الحكاية ستة منهم أربعة عاقلين وتريم واياد بقا ربنا يعينك هههه
اسرع إياد نحو أبيه يجذبه للخارج : بابا يلا نروح ل روان .
سار معه مكرها يتبعه الأطفال وريان الذى يكتم ضحكاته على هيئة طايع المعترضة .
كان رؤية إياد للصغير تثير مخاوف روان وليليان خوفا من عدم تقبله له ليثبت إياد أن قلبه أنقى من كل الظنون وهو يقترب من الفراش الصغير بترقب وينادى عمه الذى تمكن اخيرا من نطق اسمه بشكل صحيح : مهران هو نايم ؟
ابتسم مهران واقترب منه : ايوه يا حبيبي هتصحيه ؟
هز رأسه نفيا : لا هقعد جمبه بس ..اسمه ايه ؟؟
هز مهران كتفيه : لسه ماخابرش
اقترب طايع مشاكسا : إياد يسميه .
تقبل مهران الفكرة وقرر اختبار ذكاء إياد فقال : تعرف تختار له اسم بحرف خ ؟؟
صمت إياد لحظة وقال : خضر .
نظرا له بتعجب وهو يتساءل بترقب : حلو ؟؟
عبث مهران بشعيراته : حلو جوى .خلاص هسميه خضر .
ابتسم إياد واقترب من الصغير ليمد كفه بفضول عبر أعمدة الفراش ليلمس كفه وما إن أطبق الصغير عليه حتى نظر لعمه الذى يجلس بجواره بنفس الحماس د قال هامسا بحماس : مهران خضر مسك إيدى .
اقبل خالد مبتسما ليطل على فراش أخيه الذى يصغره بنحو أربعة عشر عاما ليتدفق الحنان من عينيه وهو يقول : استنيتك كتير اوى يا خضر .
نظر له والده بسعادة ليحيطه طايع بذراعه : المهم إنه چه بالسلامة .دير بالك عليه زين .
______
تحسنت حالة ضاحى كثيرا فى الأشهر الماضية واعتاد الخروج وحده كما بدأ يعود للإشراف على بعض الأعمال دون أن يشق على نفسه وكان أخويه يحرصا ألا يفعل .
واجه تاج بعض المشاكل الصحية التى اضطرته للعودة للقاهرة والاستقرار فيها مجددا أمام إصرار غالية للمتابعة الطبية التي يحتاجها  .لم يكن الأمر خطيرا فقط بعض الإضطرابات فى مستوى السكر في الدم .كانت عودتهم للقاهرة سببا لسعادة الأحفاد رغم  محافظة تاج على ذلك المنزل بالنجع والعودة إليه على فترات متباعدة تكون غالبا في فصل الشتاء هربا من رطوبة الجو بالقاهرة التى تسبب ألام العظام لغالية .
استقرت حياة الجميع وأصبحت الأيام تمر بسلاسة ، لم تؤثر علاقة زينب بخضر على إياد مطلقا لانه شاركها حبه ، ورغم مرور الأعوام لم تنس ليليان عدم تقبل زينب إياد فى البداية ليكون التأثير السلبى بعلاقة ليليان وزينب بينما اجتاحت براءة إياد قلوب الجميع .
مرت الأعوام سريعا تتساقط أوراقا فيغيب الأحبة ولا أحد يملك سوى التألم والدعاء على أمل أن ينجو الجميع في اختبار الحياة الذى إجتازه الأحبة قبلهم .

تمت بحمد الله
خلال أيام هتنزل خاتمة تمهيدية لأحداث الجزء الرابع
انتظروا الجزء الرابع قريبا إن شاء الله
أحبكم في الله 💖💖
قسمة الشبينى 

الشرف الجزء الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن