عارفة انى مع نشر الرواية المرة دى مش مركزة معاكم خالص للاسف 😥
بس حقيقى غصب عني ظروفى مش مسعدانى اتابع زى كل مرة 💔
عارفة انكم هتتحملوا منى لأنى عارفة انكم بتحبونى .
احبكم في اللهاسيبكم مع الفصل
التاسع عشر
حين أفاقت مرة أخرى تشبثت بملابسه من جديد بفزع . رأى بعينيها نفس الفزع الذى رآه تلك الليلة ، نفس الرجاء ونفس الوجع .
نظر للطبيبة التى حقنتها بمهدئ اسرع راجى بشرائه وظلت بجوارها حتى غفت .
خرج هو وسما من الغرفة لتقول الطبيبة :واضح إنها اتعرضت لحادث اليم تم تجاهل أثره النفسى عليها .
ظهر الارتباك على وجه ضاحى : صوح كانت ليلة واعرة بس ماكانتش لحالها كانوا تلت بنته
أوقفته الطبيبة عن المتابعة : بس حضرتك راعى إن مش كل الناس عندها نفس القوة النفسية ولا نفس قوة التحمل .
تدخل هيبة فى الحوار وقد أضناه يومه الملئ بالألم : يعنى نعمل ايه دلوك ؟
هزت الطبيبة كتفيها : ودوها لاخصائى .
عقد ضاحى حاجبيه متسائلا : اخصائى كيه يعنى ؟ دكتور نفسانى !!!
الطبيبة : هو ده بس اللى يقدر يساعدها
ظل ضاحى يحملق فى وجه الطبيبة بفزع بينما قال هيبة : كتر خيرك يا دكتورة هنشوف احسن دكتورة فى البلد ونوديها إن شاء الله .
انصرفت الطبيبة بينما ظل ضاحى مكانه حتى هزه هيبة برفق : ضاحى ..ادخل لمرتك متهملهاش لحالها .
تحرك ضاحى بألية للغرفة وانصرف الجميع ليتوجه اخيرا نحو غرفته يرجو بعض الراحة .
كانت قد سبقته بدقائق لتعد له ملابس نومه ، استقبلته سما بنفس الوجه المبتسم ربتت على كتفه بحنان : عامل ايه يا هيبة ؟
نظر لها لترى كم الصراع الدائر بينه وبين نفسه ، تنهد نافثا حرارة تعددت مصادرها ليقول : اليومين دول عينك تبجى فى وسط راسك يا سما انى ماخابرش الضربة الچاية هتاچى منين وهتصيب مين !!
ظهر الخوف على ملامحها : هو لسه الخطر حقيقى !! يعنى ريتاچ خوفها على أساس !!
جلس بإنهاك : ام مريم خوفها مرض من اللى چرى لها عمنول لكن اليومين دول الحرص واچب انى بوعيكى بس.
أرادت أن تنحى كل هذا جانبا : طب قوم خد دش وارتاح انت واقف على رجلك طول النهار .
بسط ساقيه وتمطئ بتكاسل : ماجادرش يا غالية .هنعس وانى جاعد .
أمسكت كفه : علشان خاطرى ..هساعدك لو نمت كدة هتتعب اكتر .
لم يملك سوى الاستجابة لها فبدنه يتوق لراحة لن ينالها إلا معها .
______
مرت عدة أيام والوضع لا يتغير . كثف هيبة الحراسة على الحدائق والزراعات والبيت ولم يعد مسموحا للاطفال بالمغادرة أو اللعب .توترت اعصاب الجميع خاصة أن رفيع التزم بنفس الإجراءات خوفا على زوجته وأبنائه بل وألزم بها زناتى الذى يرى أنها مبالغ فيها .
_______
تحسنت حالة غالية وأخضعها تاج للفحص مرة أخرى ليقرر الطبيب ضرورة المتابعة حتى يتثنى له التأكد من التشخيص الدقيق .
بدأت ليليان وروان تترددان على مركز " الملائكة الصغار " تصحبان الصغير إياد بالتناوب واحيانا تصحبانه معا .
لم تتقابل زينب مع ليليان أو روان منذ ذهبت لمباركة إياد ، ومذاك الحين تغيرت معاملة رفاعى الحسنة تغيرا جذريا . لم يهاديها مرة ، ولم يراضيها مرة ، لم يتغزل بها أو يمازحها . هو دائما غير موجود وإن تواجد يتابع التلفاز أو ينام .
لم تفكر كثيرا وقررت مراضاته ، فهو رفاعى حبيب عمرها كله .
اغتنمت الفرصة فقد عاد مبكرا من الخارج تزينت وتعطرت لأجله وقررت الا تمر الليلة دون أن تراضيه .
كان جالسا أمام التلفاز بصمت كعادته مؤخرا لتقبل عليه تتهادى بخطواتها الوئيدة ، تعلم كم يعشق مراقبة خطواتها المتمهلة .
جلست بجواره لتقول بدلال تعلم تأثيره عليه : اتوحشتك جوى يا واد عمتى .
نظر لها بطرف عينه وتنحى عنها جانبا ، قطبت جبينها بدلال : رفاعى بعدهالك !!
نظر لها بغضب : بعدهالك انت !! اتعلمتى ميته جسوة الجلب يا زينب ؟
أشارت لصدرها بإنكار : انى جلبى جاسى يا رفاعى !!!
نظر لها بإستخفاف : امال تسمى اللى بتعمليه ايه !! فاكرة لما كان خالد صغير كنتى بتعملى ايه ؟ عملك ايه إياد لاچل تكرهيه أكده ؟
طأطأت رأسها خجلا : انى مابكرهوش يا رفاعى ويعلم ربنا ...
امسكها رفاعى يضغط ذراعها بغلظة : امال تسمى اللى بتعمليه ايه؟
قالت بخفوت : ماخبراش !! لما حطوه على دراعى جلبى ارتعد . انى ماخبراش هو هيبجى كيه ولا أما يكبر هفهمه كيه ولا اعرف هو بيه ايه ولا محتاچ ايه !!! يا رفاعى انى بهرب منيه مش كرهاه .
قطب جبينه بعدم فهم لتتابع : انى سكت وانتو سكتو . محدش فهمنى اسوى كيه وياه . لا انت ولا ولدك ولا مرته ..حتى الغالية اللى كانت طول عمرها تفهمنى على كدى هملتنى فى حيرتى لحالى .
انقلب الوضع في دقائق لتصبح هى الجانب الأضعف الذى يستحق التعاطف . اعتدل رفاعى بجلسته لينظر لها : يعنى انت كل ده ساكتة وخايفة من الولد ؟؟
نظرت له بطرف عينها نظرة يفهمها جيدا ، تنهد بضيق : وماسألتيش ليه يا زينب ؟
زادت خفض وجهها وهى تقول : يعنى كلاتكم فاهمين وانى الچاهلة الوحيدة وسطيكم . من ميته بسأل ؟ طول عمرك بتفهم من غير حديت لكن انت تهمتنى وارتحت لما صدجت انى جسيت على واد ولدى . حتى بوه صدج وسكت . الوحيد اللى اتحدت وياى بالراحة كان مهران ومرة واحدة .كل يوم اجول لروحى النهاردة رفاعى هياخدنى فى باطه ويطبطب عليا ويجولى انت مافهماش يا حبة الجلب . ويعدى اليوم وراه اليوم لما الولد عدى الشهرين وانى ماشفتوش غير مرة واحدة .
تنهد رفاعى بقلة حيلة : وكنت هعرف منين إنك مافهماش بعد الكلمة اللى كسرتى بيها جلب الولد ومرته !!
أعلنت دموعها العصيان على رباطة جأشها المزعومة لتقول بحزن : زليت ..غصب عني الكلمة سبجت والكلمة سيف معرفتش اسوى كيه هربت منه مرة ورا مرة .
نظرت له بحزن : زليت مرة واحدة وأما مهران اتحدت وياى جلت خلاص لكن لما الولد جرب من جلبى لاجيت روحى عاوزة ارمح بعيد ..بعيد جوى خايفة منه وعليه من روحى.
وقفت لتبتعد عنه نحو الغرفة بخطوات سريعة وتغلق الباب دونها بسرعة .
نظر رفاعى فى أثرها متعجبا . هل كانت كل هذا الوقت تنتظر أن يأخذ أحدهم بيدها ويرشدها إلى الصواب ؟؟
كيف لم يتوقع هذا ؟؟
تمتم مستغفرا حسنا يمكننا دوما البداية مرة أخرى من حيث توقفت الخطى . نهض ليدخل الغرفة بعد أن أغلق التلفاز ، كانت متدثرة بالفراش ليتجه نحو الناحية الأخرى منه . جلس لدقيقة قبل أن يقول : يعنى احنا كنا فاهمين يا زينب ؟ أمه بتروح المركز اللى بيجولوا عليه ده وتاچى تجولنا نسوى كيه . ولحد دلوك مفيش حاچة تفرج الولد عن اى ولد تانى .
رفعت عينيها الغائمة ونظرت له برجاء : صوح يا رفاعى ؟؟
ابتسم لها : صوح يا حبة الجلب
_______
اخيرا ظهر حجاج بالنجع ليصل خبر ظهوره للجميع فى طرفة عين ، فكل قد أرصد عين تترقبه .
لم يتحمل رفيع الانتظار فور علمه بظهوره توجه فورا لمنزله ، حاولت رنوة التشبث به ومنعه لتفشل فى ذلك بينما راقبت حسنات ما يحدث بصمت يخفى قهر لا تراه الأعين .
لم تعرف ما الذى عليها فعله فقد ألقى بها بين لفحات المخاوف وتركها تصارع مخاوفها وحدها .
وصل رفيع لمنزل حجاج وطرق الباب بعنف لتفتح له الخادمة . دفع الباب واقتحم المنزل بغضب حيث كان حجاج مسترخيا يدخن الأرجيلة ببرود ، نظر له : يا مرحب يا واد شريفة .
ابتسم رفيع بسخرية : ليا الشرف انى واد شريفة . لكن انت واد مين ؟
رفع حجاج حاجبيه مستنكرا : انى واد صخر واد دياب
حك رفيع أنفه يستدعى بعض الصبر : لاه وانت الصادج انت واد ليل .
نظر له حجاج بغضب ليتابع : لما تكر على زريبة واد عمك وتسم البهايم وتفر زى المطاريد تبجى واد ليل منيهم . لما تضرب الغفير وانت جاصد تجتله وتستحل دمه تبجى واد ليل.. ومالوش تمن كمانى .
وصل حجاج اوج غضبه ليندفع ويمسك رفيع من مقدمة ملابسه دون أن يؤثر هذا على نظرات رفيع الساخرة : هتجتل خوك كمان ؟؟ جادر وتعملها يا حچاچ
ضغط حجاج طاحنا ضروسه بغضب واضح : ايوه جادر . جادر اعمل اللى يخلينى فوج روسكم كلاتكم . وجادر اجتلك لو وجفت جدامى ومالاكش عيندى دية ولا هيطرف لى چفن .خابر ليه ؟؟لاچل ارچع حجى اللى اتجسم عليك انت واختك ومجامى اللى خده واد عمك وانت فى ضهره .
رفع رفيع كفيه ليمسك كفى حجاج وينزعهما عن ملابسه : بس اتكلم على كدك . انت چبان اخرك تضرب النفر فى ضهره . لا انت كدى ولا كد هيبة
ابتعد خطوة للخلف : اجولك على حاچة تفرحك . انى بلغت عنيك الحكومة والغفير شهد عليك .
نظر له بإستخفاف وهو يستشيط غضبا ليتحرك مغادرا لولا دخول هيبة وراجى الذى قال : خرچت من چحرك يا حچاچ ؟
عادت ملامح حجاج للبرود وهو يعود ليستوى جالسا : يا مرحب بالرچالة .اتفضلوا .
تبادل ثلاثتهم النظرات بينما انتشى حجاج لوقفتهم فى مجلسه حتى تحدث هيبة : كنا خابرين من الاول انك مرسال المطاريد وسكتنا .. شكينا انك چتلت وجلنا جاتل بلا بينة سلطان . لكن نفسك تغويك وتدخل دارى تمد يدك النچسة على واحد من رچالتى غدر وتسم البهايم ..أجطعهالك يا واد دياب .
ابتسم حجاج باستخفاف : اثبت يا واد صالح . انى كنت مسافر ماكنتش فى النچع كلاته
نهض مغترا بقوته : وكلمتى انى حچاچ واد دياب جدام كلمة الغفير ونشوف كلمة مين اللى هترچح .هات غفيرك وباجرنى بيه .
هم هيبة بالرد ليأتى صوت حسن : هيحصل ماتقلقش هنجيبه ونجيبك .
ارتبكت ملامحه ليسرع معيدا سيطرته على نفسه : اهلا يا حضرة الضابط .اتفضل .
ابتسم الضابط : لا كتر خيرك المرة دى واجبك عندى وانت اللى هتتفضل
قطب جبينه رافضا : اتفضل فين ؟؟
ربت على كتفه : من هنا على المركز ومن المركز على النيابة ومن النيابة على محكمة الجنايات إن شاء الله بس انت ماتقاطعش فى رزقك .
نظر حجاج للضابط باستخفاف : انى هاچى وياك بس هبيت فى دارى لا انت ولا غيرك يجدر يثبت على كلمة واحدة .
وتقدم بخيلاء نحو الخارج يتبعه الضابط الذي نظر ل هيبة ورفيع : انتو كمان لازم تيجو علشان نستوفى المحضر .
أومأ هيبة بتفهم : چاين طوالى وراكم .
_______
لم يتمكن حجاج من نفى التهم الموجهة إليه خاصة مع شهادة عتمان التى أيدت كل التهم لتواجده بمسرح الجريمة وقت حدوثها وهو ايضا لم يتمكن من الاستشهاد بشخص واحد رآه بمكان اخر قبل ساعتين من وقت الحادث لذا تم تحويله للنيابة التى أمرت بحجزه خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق .
عاد الرجال للنجع بعد أن استقر حجاج بالحجز والذى لم ينفك عن التهديد والوعيد للجميع .
وصل رفيع للمنزل وكانت رنوة قد فقدت السيطرة تماما على أعصابها ، أخبرته أمه بتوتر زوجته طيلة النهار ليتفهم حالتها لكنه يفضل أن يتحدث لزوجة أبيه اولا . دخل لحجرتها بهدوء : أما حسنات .
تصنعت النوم ليقترب فيهزها برفق : أما حسنات
فتحت عينيه ليعلم أنها كانت تبكى ، جلس بطرف الفراش : باكية ليه يا اما !
اعتدلت جالسة : هبكى على ايه اغلى من اللى راحوا يا ولدى !
نظرت له بإنكسار : هو سوى كيه ؟
تنهد رفيع : بيلف حبل حوالين رجبته بيده . كتير جوى جلناله ارضى بنصيبك انت ماتنفعش كبير لحد ما وصلت بيه للدم .
نظر لها : انت خابرة طريج الدم آخرته ايه !!
هزت رأسها بتفهم : بس هو ولدى مهما يعمل وجلبى محروج عليه .
اقترب يضمها : سلامة جلبك . ادعى له يا اما يمكن ربنا ينور بصيرته ويهديه وساعتها انى اول واحد هجف جاره .
اومأت مرددة : جادر كريم يا رب .
أبعدها برفق ليقبل رأسها : ونعم بالله .
____
اخيرا توجه لشقته وقلبه يعلم أنه قصر بحقها ولم يرع ظروف حملها وزاد من توترها ، دخل الغرفة لتهب نحوه بلهفة : انت بتعمل فيا كده ليه ؟
استقبل ثورتها بهدوء : مالك بس !! انى زين اهه
دفعته بصدره : مالى !! بتسأل مالى !! عاوز تقهرنى عليك ليه ؟ انت قلبك ده ايه ؟؟
احاطها بذراعيه ليوقف دفعاتها لصدره مرغما كفيها على قبول حصاره : انى اجهرك ؟؟ سلامتك من الجهر .
قاومت قربه منها : امال رايح لحجاج وعاوز منى ايه ؟؟ اهدا!!! ازاى ؟
استسلمت للبكاء : أنا حلفتك بحياتى يا رفيع . هنت عليك ؟
زاد ضغطها لصدره : لا هنتى ولا تهونى ابدا يا رنوة جلبى بس كان لازمن اجف له واوجفه .
عادت تنتحب : ليه انت ؟؟ ليه سبتنى لوحدى ؟؟ أنا كنت خايفة اوى ، حجاج مشى فى سكة الدم يا رفيع ومش هيصعب عليه يأذيك .
شهقت بقوة لتصرخ : كنت اعمل ايه انا وقتها ؟؟ عاوزنى اعمل ايه قولى !!
لم يجد ما يجيبها به سوى أن يهمس : هشششش انى اهه چارك . هو اتحبس وماهيأذنيش واصل .
همسه يصعب تصديقه ، هو نفسه لا يصدقه ويعلم أن الأذى يمكن أن يطاله ويطال احباءه لكنها ضريبة عليه دفعها مرغما .
هو لم يختر أبيه ولا أخيه ولا يمكنه سوى أن يدفع ثمن اخطاء لم يكن له يد بها مطلقا .
بعد وقت لم يحصيه استكانت بين ذراعيه مستسلمة للارهاق الذى زحف مسيطرا على كافة حواسها .