رحلة الإلتحام

413 20 16
                                    

وصلت الفتيات إلى الموقع الذي اختاروه وجهزوه كان ذلك لقاؤهما الثالث فبعد سوء التفاهم الذي حصل حين رأها بصحبة ألب كان يتجنب المجالس التي كانت تجلسها فأراد الانسحاب قبل البدء.
أما هي فكانت تبحث في عينيها بين كل الذكور على من يملك الخصائص المميزة، كانت تبحث عن ذاك الطويل الحنطي مفتول العضلات والوسيم صاحب النظرة الثاقبة الواثق من نفسه، كل هذا حللته من شخصيته بلقائين لا أكثر.
خرج صاحب المواصفات القياسية من احدى الخيم ببنطال أخضر زيتي و"تيشيرت" ابيض ضيق يبرز عضلاته وبان وشمه الذي تلمحه لاول مرة والعرق يلمع على وجهه ورقبته من فرط التعب والعمل.
شقت البسمة وجهها ما ان لمحته بجاذبيته المفرطة؛ لكن اصابها سوء الطبع وانتصرت نرجسيتها لتتقدم بثقة متضاهرة بعدم الانتباه او الاهتمام لامره مما جعله ذلك الاسلوب يثبت شكوكه بشأن الأشقر الطويل الذي جلست معه في المطعم ذلك اليوم الذي لن ينساه. ليقف هو أيضاً بانتصاب وبرود يضاهي برودها.
-(بهار) بصوت عالي لرفع طاقات الشباب المتعبين :كيف الحال يا أصدقاء؟
بأصوات مختلطة مختلفة:
أهلاً وسهلا،،،اهلا بالاميرات،،،كيف كانت الرحلة،،، كيف اصبح المكان بعد تنظيمه؟ … الإلخ....
-(دفنة) يمدكم الله بالقوة، ان المكان اصبح جميلاً جدا.
-(عمر) أهلاً بكم في عالمنا.
ابتسمت لكلمته"عالمنا" لا إرادياً فهذه الكلمة تستخدمها كثيرا في قاموسها فهي تملك عالمها الخاص بالاحلام والامنيات لا يعلمه احد.
اما هو فقد استغرب انقلابها المفاجئ من الغرور إلى التواضع ما ان لمح تلك الابتسامة التي لم يرى مثلها.
-(بهار) والآن! ماذا سنفعل من اين سنبدأ؟
-(سليم) اقترح علينا عمر بأن يكون اليوم راحة لنا سنلهو ونتسلى معاً وغداً نبدأ عملنا ونحن وافقنا، ما رأيكن انتن؟
-(مايرا) هذا ما اقترحته علينا دفنة في الحافلة وكنا سنطرحه عليكم.
نظر المذكوران لبعضهما لتشق بسمة طفيفة ثغر كليهما لتماثلهما في التفكير. فلنقل ان تلك النظرة كانت شرارة التفاهم بينهما.
-(عمر) إذاً الجميع متفق! فليبدأ المرح….
اتخذ كل واحد موقعه في الخيمة فكانت الخيمة السادسة من نصيب دفنة وبهار سوياً اما الخيمة الخامسة شارك عمر محمد بها بعد ان حرص على حسن اختياره لجيرانه.
____________________________________
5:00 p.m
بعد ان أفرغ الجميع امتعتهم واخذوا قسطاً من الراحة خرج احد الأساتذة من منظمي الرحلة واخذ يطرق بعصاً خشبية على أحد الأعمدة الحديدية لافتاً انتباههم مخرجهم من جحورهم.
-(د. طارق) هيا يا شباب، ام نأتي هنا للنوم! اشار بيده بأمر:محمد وسليم علقا الشبكة، فيدات اذهب واحضر الكرة؛ سننقسم لفريقين ونلعب كرة الطائرة. سنجري قرعة مجموعة ستكون في فريقي والأخرى مع (د.اوغوز).
انقسم الطلبة في فريقان وكان نصيب كل من عمر ودفنة في القرعة ان يلزما نفس الفريق؛
"يا إلهي ان كان الشرار يتطاير من اعينهما لمجرد لقاء عابر كيف سيتفقان على كرة؟".
انطلقت صافرة سليم "المفكر" معلنة بدء اللعبة.
راح الجميع يقفز بحماس خلف الكرة بهدف ارسالها خلف الشبكة التي تفصل بين الفريقين وقد بدا على عمر ودفنة الانسجام اثناء اللعب دون مناوشات حتى اعلنت فراشتنا النحيلة بعد ضربها الكرة بيدها الشفافة ضربة انهت المباراة لصالح فريقهم.
علت اصوات الفريق هاتفة باسم بطلتهم الرقيقة، ليقترب مهنئاً اياها:
- (عمر) احسنت ايتها الفراشة الصغيرة، لم اكن اتوقع تلك الضربة القوية تخرج من هذا الجسد النحيل!.

فتاتي النرجسية 🌼حيث تعيش القصص. اكتشف الآن