معبد العشاق(الاعتراف المجنون)

315 14 5
                                    


وصلا الى بيت مظلم، مهجور وهادئ؛ظل واقفاً مستغرباً لكن لا يتجرأ على النطق بعد فعلته قبل دقائق حتى تلاشى ذلك الظلام بسماعه صوت الولاعة أشعلت بها شمع ذائب موزع بعشوائية في المكان ليقوم بمسح شامل للجدران الملونة والمخطوط عليها بمقولات عربية وغربية مشهورة وابيات شعر تركية وحتى آيات قرآنية غير رسومات ملونة معبرة قد اعجبته.
-(عمر) واااو، جميل… بل أكثر من رائع! أأنتِ من فعل هذا؟
-(دفنة) عندما كنا صغاراً كنا نسكن في الشارع الخلفي قبل ان نشتري المزرعة، كان هذا مكاننا السري انا وألب ومن ثم اصبحت آسيا بعد أن كبرت. ابي كان يعلمنا الخط العربي وكنا نأتي إلى هنا نطبق ما تعلمناه، أنا أرسم وهو يخطط، لكن لم نعد نأتي إلى هنا كثيراً فقد اصبح ملتقى العشاق فكان يأتي بأصلي إلى هنا بعيداً عن الأعين خشية ان يراهم أحد فأسميناه أنا وآسيا بمعبد العشاق.
ثم اكملت في نفسها مع تزاحم افكارها:
..."واتفقنا على أن كل من ينبض قلبه ويحب يأتي بمعشوقه إلى معبد العشاق، لِمَ احضرتك إلى هنا؟ لم أعد أفهم نفسي!".
لمس كتفها ليوقظها من شرودها فارتعش جسدها بلمساته اكثر.
-(عمر) دفنة!أين شردتي؟حل المساء يجب أن نعود إلى العم حسن قبل أن نبحث عن فندق نبقى فيه.
-(دفنة) نعم نعم، معك حق هيا بنا نذهب إلى المقهى.

نفخت على شموع معبدها وودعدته مغلقة الباب بإحكام؛ وعادوا ادراجهم بين الأزقة نحو المقهى.

وجداه يجلس بانتظارهما وقد جهز اللعبة ورتب الأحجار، بعد تبادل التحية جلست قبالته بتركيز تام تلعب بكل حواسها حتى انتهت لعبتهم بإخراج العم حسن آخر ما تبقى من حجاره معلناً فوزه امام من كان يراقب حماسها.
-(عمر) اووووه، يبدو انك لم تصلي بعد إلى مستوى العم حسن باللعب.
-(دفنة) هذا ما يبدو، يبدو أن غرور اللعب اغواني.
-(حسن)اجلس أمامي يا مفتول العضلات، يبدو انك ذكي.
-(عمر)راح يلوح بيديه بتردد: لا لا لا، سيكون شكلي سيء أمام دفنة اذا خسرت.
-(حسن) ولم ذلك من يسمعك يقول انها فازت باكتساح، تعال امامي ايها الفتى وجرب حظك،هياااا.

استند عمر مبادلاً دفنة الأماكن فيكون مقابل حسن لتبدأ لعبة اخرى لا تقل جدية عن التي سبقتها لكن هذه انتهت بإخراج عمر آخر حجرة في ملعبه معلناً فوزه.
-(دفنة) ماذا حدث عمي، هل انتهت اسطورتك في اللعب؟
-(حسن) يبدو ان هذا الشاب الذكي قد حطم تلك الأسطورة.
-(عمر) إنها لعبة حظ لا اكثر.
-(دفنة) وهي تلوح بيديها:انظر انظر، انه يحاول ان يكون متواضعاً.
يبدو ان مزاجهم جيد يضحكون ويمرحون يلعبون تارة وتارة اخرى يفشي حسن بأسرار دفنة وهي طفلة امام عمر لكن الوقت قد تأخر هذا ما قاله حسن وهو ينهض عن كرسيه.
-(حسن) هيا يا شباب تأخر الوقت، تعالوا لتبقوا عندنا الليلة.
-(دفنة) لا يا عمي، لا نريد ازعاجك، كما ان لدينا اصدقاء سنذهب لنبيت لديهم.
-(حسن) كما تريدين صغيرتي، تصبحون على خير.
-(دفنة،عمر) تصبح على خير.
-(عمر) وشكراً لأجل كل شيء.
بعد ان ابتعد حسن قليلاً طرح سؤالاً متوقع:
-(عمر) إلى أي أصدقاءٍ نحن ذاهبون؟
-(دفنة) لا يوجد أي أصدقاء قلت هذا أمام عمي حسن كي لا نذهب معه فبيته لا يسعه واولاده ليستقبل فيه الضيوف.
-(عمر) هكذا إذاً،جيد فعلتي ذلك....رأيت فندقاً في أول الشارع لنذهب ونسأل فيه عن غرف.
______________________________
-(الموظف) أعتذر سيدي لا استطيع إعطاء غرفة دون الهوية الشخصية لتسجيل البيانات.
-(دفنة) قلت لك اني لا أحملها نسيتها في الحافلة والحافلة الان في اسطنبول ما الحل!
-(الموظف) استطيع حجز غرفة للسيد على بياناته الشخصية في بطاقته الشخصية أما أنتِ يا آنسة فأعتذر.
اشتد غضبها لتضرب بكفها على طاولة الإستقبال وبنظرة حادة غاضبة نطقت:
-(دفنة) وهل سأنام في الشارع؟ ماذا استفدت من اعتذارك؟
-(عمر)وقد ربت على كفها المرتعش على الطاولة ممتصاً شيئاً من غضبها:دفنة ارجوكي اهدأي،
ثم وجه كلامه للموظف محاولاً إيجاد حل معك بطاقتي الشخصية احجز لنا غرفتان بها.
-(الموظف) لا أستطيع، هذا مخالفٌ لقوانين الفندق.
-(دفنة) وقد علا صوتها من تعقيد الموضوع:سأبدأ بك وبقوانينك ايها…
-(عمر) دفنة! اذهبي قفي هناك قليلاً واهدأي.

فتاتي النرجسية 🌼حيث تعيش القصص. اكتشف الآن