أحداث متتالية(نهاية الفلاش باك)

284 12 5
                                    

مرَّ أسبوعٌ وأجواء التوتر تسود البيت بين أربعة،أدهم،ألب،دفنة وآسيا محاولين عدم إشعار المرأة الخمسينية فالسكر لن يرحمها والمسكينة الحامل التي ستلوم نفسها لأفعال والدها المشينة بشيء فكما أوصى أدهم الحنون، لكن الصدمة الكبرى لم تكن ببعيدة واخفاء الأمر لن يدوم فأثناء إغلاق أدهم المحل برفقة ألب الذي كانت تترصده بندقية مخبئة في أحد الشقق المجاورة وفي لحظة سحب الزناد وقبل الإطلاق لمح أدهم الفوهة مصوبة نحو ابنه وكأي أبٍ سيلقي بنفسه إلى الموت لأجل فلذة كبده فكان الحاجز بين القناص وألب المستهدف لتتمركز رصاصةٌ وسط صدره إلى اليسار قليلاً حيث كان الرجل بارعاً في تحديدٍ دقيق لمكان القلب ليصرخ ألب صرخة موجعة يستنجد كل من حوله في السوق لانقاذه لم يكن يعلم أنه فقد بعدها أباه للأبد...
..... ومات أدهم والأب والرفيق، المضحي الحنون.
_______________________________________

نزل الخبر كالصاعقة من بهار تضرب أذني عمر الذي نظر نحو حبيبته الغارقة بالمرح والضحك ولا تدري ما ينتظرها بعد هذا الضحك من ألم وانكسار.

-(بهار)بهمس:عمر!هذه مهمتك
-(عمر)نظر نحو بهار ثم وجه انظاره نحو دفنة:لكن لن ترمي إلي هذه المهمة وحدي ستأتين معي
-(بهار)هيا!وقفت فجأة لتلفت انتباه الجميع:طرأ لي عمل طارئ عن اذنكم
-(عمر)انتظري لنوصلك فنحن ذاهبين أيضاً أليس كذلك دفنة
-(دفنة)نظرت باستغراب:إلى أين؟
-(عمر)لدينا عمل حبيبتي،عمل!
نهضت دون أن تفهم أي عمل يقصد لكن ما فهمته من نبرته أنه مُصِرٌ على الخروج فاستجابت دون نقاش
_______________________________________

في أحد المقاهي على الساحل كان يجلس بجانبها وتقابلهم بهار صامتين ترتجف أمامهم وهي تضم كفيها إلى بعضهما بقوة، وضع يده فوق يديها محاولاً التحكم بأعصابها ليقول بهدوء:
-(عمر)دفنة!حبيبتي!أرجوكِ افعلي شيئاً،اصرخي،ابكي او اقلبي الطاولة اذا اردتِ.
شدَّ بقبضته على يديها ليصرخ لافتاً انظار من حوله:
-(عمر) دفـنــة!

اطلقت صرخةً جرحت حنجرتها وقلوب كل من سمعها
"أبـٓــــــــيٓ"
لترمي بنفسها في أحضانه وهي تشهق حتى بللت قميصه اخذ يضمها ويضغط عليها بين ثنايا صدره يطبطب على ظهرها؛ذلك المشهد كان قشة بهار التي جعلتها تنحب مع صديقتها بهستيريا وكل من في المكان ينظر إلى تلك الطاولة بعطف وأسى.
حتى شعروا ان حالتها قد زاد سوءاً فقد هدأ بكائها وثقل جسدها بين أحضانه ليرفعها فيدرك أنها فقدت الوعي بين يديه.
ألقى المفتاح على الطاولة نحو بهار ليصرخ بخوف:

-(عمر)افتحي السيارة بسرعة،إنها تغلي يجب نقلها إلى المشفى حالاً.
تحركوا بها بالصدفة إلى نفس المستشفى الذي يقف على بابه ألب فاقد الإدراك بعدما حدث حتى لمح شعرها الأحمر منسدل على النقالة يلحقها بهار ومعها شاب يبدو في عينيه قلق أدهم؛لحق بهم فزعاً من حالة أخته يترنح دون أن يلحظوه.
لم يتجرأ على الاقتراب أكثر، لم يكن بالشجاعة الكافية لمواجهة ثلاثة نساء سلب بطيشه وانانيته سندهم والذي بغيابه كسر أظهرهن.
جبان لدرجة جعلته يدخل البيت خلسة يجمع اشياءه ويخرج بزوجته التي لم تكن تفهم شيئاً، فالخبر الصادم لم يصل إلى البيت بعد.
كتب رسالة وداع لعائلته التي ذبلت بخسارة جذرها وطلب من الممرضة تسليمها لدفنة حين يشتد عودها.
______________________________________
مر يومان على الحادثة ودفنة كلما فتحت عينيها تبدأ وصلة بكائها حتى تجف دموعها أمام حبيبها الذي كان يعتصر قلبه كلما رآها بهذا المنظر دون أن يستطيع فعل شيء، ما كان يستطيع حين يشفق على جسدها الذي نحف في يومين سوى أن يطلب لها إبر منومة ويبقى يراقبها طوال الليل دون أن يرف جفنه خوفاً من كوابيس وهلوسات تلاحقها.
كان يتمتم فوق رأسها بأدعية تقويها؛ كان يتناوب مع بهار البقاء بجانبها كل ليلة حتى أتمت الأسبوع في المشفى واشتدت عزيمتها قليلاً بعد حديث بهار المشجع لها كل يوم، واخلاص بطلها الخارق الذي لم يفارقها بعدما اختفى الأب والأخ من حياتها كان هو يشعرها بأنه بقي لها السند الذي تتكئ عليه بثقة ومتأكدة بأنه لن يخذلها.

فتاتي النرجسية 🌼حيث تعيش القصص. اكتشف الآن