-(دفنة)مَن أنت؟
-(عمر)ماذا تقصدين؟
-(دفنة)عمر بيك!أحمد بيك!لا تبدو لي ألقاباً سهلة ليتصف بها شاب بسيط مكافح،مَن انت؟
-(عمر)عمر،ابن عائلة ابليكجي صاحبة أكبر شركات المقاولات في تركيا؛ وابتسم بسخرية.
...
...
فتحت عينيها بصدمة لتلتفت بسرعة قبل ان تنزل كان قد امسك بذراعها لمنعها:
-(عمر)بغضب:إلى أين؟
-(دفنة)بصراخ:اتركني، أريد الذهاب.
-(عمر)كيف ستذهبين؟تأخر الوقت!
-(دفنة)إلى مكان لست فيه،اتركني.
اغلق الأبواب وامرها بصرامة:
-(عمر)سنتحدث، بعدها اوصلك حيثما تريدين؛ ضعي حزام الأمان.
انصاعت لأوامره فمن معرفتها به أدركت أنه يتحول إلى مجنون حين يغضب أو بالأحرى حين يتعلق الموضوع بها.
وصلا إلى بيت قديم بعد نصف ساعة من الصمت والتوتر والغضب:
-(دفنة)باستغراب:ما هذا؟
-(عمر)بيتنا.
-(دفنة)عدت للكذب!!
-(عمر)لننزل أولاً، ونتحدث في الداخل.
......
ولجا إلى الداخل لتقوم بمسح سريع لزوايا البيت العتيقة وما زالت علامات الاستغراب تكسو وجهها؛سحب الغطاء عن أحد الأرائك ليقطع شرودها وأفكارها المتزاحمة:
-(عمر)تفضلي.
جلست تهز قدميها توتراً مما زاد توتره أيضاً لتقول بعد ان انتبهت إليه:
-(دفنة)اسمعك!
-(عمر)اسمي عمر فاتح صادق ابليكجي،"ووضع بطاقته الشخصية أمامها"، ابن فاتح وايلول اللذان لم اعرفهما سوى بالصور المعلقة حولكِ"وراح يشير إليها"؛ نحن الآن في بيت صادق ابليكجي-جدي-البيت الذي عشت فيه بعضاً من طفولتي وكل مراهقتي وبداية شبابي؛ أحمد ليس أبي وأمنية أمي ليست أمي وكريم صديقي وأخي ليس أخي ولينا شقرائي المدللة ليست أختي، تلك الحقيقة لطالما حاولت تجاهلها وعدم التفكير بها لكنها حقيقة لا يمكن إنكارها...
فاضت من عينه دمعةٌ حبيسةُ أعوام فمسحتها قبل أن تمسح دموعها لتربت على يديه:
-(دفنة)إذا كان الحديث في هذا الموضوع يزعجك لا تجبر نفسك.
-(عمر)لطالما كنت أفكر في هذا لكن لم اتجرأ على رفع صوتي؛يبدو أنه حان وقت التفكير بصوت مرتفع،هلّا استمعتي لذلك الصوت العتيق الذي سيخرج؟
ابتسمت بعد ان مسحت دموعها وهزت رأسها مجيبة:
-(دفنة)كلي أذانٌ صاغية
-(عمر)...كانوا يحتفلون بعيد مولدي الثاني حين صرخت زوجة عمي او"أمي امينة"ونحن ننفخ على الشموع كانت هي تنفخ معلنة حضور الحفيد الثاني للعائلة الذي كانوا دائماً ما يحببونني فيه ويقولون سيأتيك أخٌ جديد تلاعبه وتكون أخاً أكبر له؛ انطلق أبي بهم إلى المشفى كالمجنون وكأن أمي هي التي تلد وأمي تمشي بالبيت ذهاباً وإياباً من قلقها وكأنها أختها، وانا بين أحضان جدي لا أفهم شيء. عاد أبي وعمي أحمد وأمي أمينة وكريم فرد العائلة الجديد كنا نسكن جميعاً هنا كنا عائلة جميلة تربينا سوياً حتى اصبحنا كالاخوة حقاً.
"تنهد ليصل إلى الجانب المؤلم من قصته ليقول:"
-أصبحت في الخامسة من عمري حين نزلت عن سريري المشترك مع كريم الذي لا يزال نائماً بجانبي على شجار بين جدي وعمي وبينهما حقيبة سوداء عتيقة مغبرة محشوة بأوراقٍ نقدية، كانت تلك المرة الأولى التي أرى فيها هذه الكمية من المال، لكن جدي لم يعجبه هذا الشيء وملامح أبي تدل على نفس الرأي لكنه كان صامتاً يحاول تهدئة جدي الذي كان يصرخ بغضب لم أفهمه حتى كبرت:
.
.
.
.
-(صادق)...ليس من حقك،هذا مال حرام كيف تقبله على نفسك وأولادك ستندم على هذا...
-(أحمد)بصراخ:لا بل هذا لي ومن حقي فعلت ما طلبوه مني وهذا المقابل
-(صادق)تحمل حقيبةً عن شخص لا تعرفه فيختفي دون أن يقول شيء تفتحها فتجد فيها هذا القدر من المال من سيعطيك كل هذا؟أتظن أن هذه الحقيبة ستأخذها دون أن تدفع ثمنها غالياً
-(أحمد)لم يرني أحد حين اخذتها، ولم تكن ملكاً لأحد لن يطالب بها أحد لا تقلق
-(صادق)إن كنت تريد تنفيذ ما برأسك أخرج بهذه النجاسة من بيتي ولا تريني وجهك أبداً ولن أسامحك ما حييت،
"صرخ مشيراً نحو الباب ويداه ترجف"
أُخـــرج......
أنت تقرأ
فتاتي النرجسية 🌼
Romanceكيف لزهرة رقيقة ان يرافقها ذلك الوصف القاسي "النرجسية"؟ وقد رافقت تلك الصفة فتاتنا النرجسية كما نعتها به عاشقها المجون الذي التقى بها بعد سنوات تحمل بين ذراعيها طفلاً لا يعرف أنه من صُلبه!