ثنائي كل شيء

284 14 7
                                    

استيقظت من صدمتها لتقول بصوت منخفض غاضب:
-(دفنة)ماذا تفعل هنا؟ هل جننت؟
-(عمر)مجنون بكِ.
-(دفنة)أنا لا امزح، اذهب من هنا.
-(عمر)وانا لا امزح،تلك الطريقة الوحيدة التي استطيع بها التكلم معك؛ فلو اتصلت لن تجيبي ولو طلبت مقابلتك لن تأتي ولن استطيع الانتظار حتى الغد لأراكِ في الجامعة؛هلا نزلتي لنتحدث قليلاً.
-(دفنة)لا لن آتي، واذهب من هنا فالغرفة التي اسفل غرفتي وتقف أمامها غرفة أبي، اذهب قبل ان يستيقظ.
-(عمر)لن اذهب لأي مكان قبل ان نتحدث، يكون جيداً اذا رآني لأتعرف على عمي أدهم وليعلم أنني عاشق لإبنته؛ وان لم تنزلي أنتِ سأصعد أنا.
-(دفنة)باستهزاء وإصرار على موقفها:كيف ستصعد أيها الغبي وانا بالطابق الثاني!؟
-(عمر)سترين الآن. وراح يثبت قدميه ويديه بحواف على الحائط متمسكاً بالمزراب المجاور لغرفتها فيساعده على الصعود لتوقفه بعد تيقنها أنه جادٌ جداً ولا يمازحها لتخضع لطلباته كعادته بقولها:
-(دفنة)توقف أيها المجنون ستقع وتتكسر أضلاعك، انتظرني سأنزل.
_____________________________
عبرت الغرف بهدوء ونزلت السلالم بخفة خوفاً من أن يشعر بها أحد لكنها رغم حرصها لم تلحظ من كان في غرفة المكتب وسمع اغلاقها باب البيت خلسةً.
وصلت حيثما كان تبحث عنه بعينيها لكن ظلمة الحديقة لم تساعدها على الرؤية حتى شعرت بيد تسحبها من خصرها والأخرى كان كفها على فاهها كي لا تصرخ؛ ظلت مغمضة العينين من الصدمة لم ترَ بأسر من قد وقعت حتى شمت رائحته التي تميزها قد دخلت قلبها طمأنتها ففتحت مقلتيها العسليتين لتبصر من اشتاقت لتفاصيله رغم غضبها منه، لكن سرعان ما تذكرت موقفها فعقدت حاجبيها وابعدت يده عن شفاهها الوردية لكنها لم تستطع منع التصاقه بها فقد اسرها بين صدره العريض وحائط الحديقة الاعرض لتقول:
-(دفنة)عمر، ابتعد عني فأنا لا أزال غاضبة منك.
-(عمر)بجدية فاقت جديتها:ألن تسمعيني؟
-(دفنة)كذبت علي، وأنت تعلم أنه أكثر شيء أكرهه ويعدم الثقة بين اي شخصين مهما كانت صفتهم،ماذا ستبرر بعد؟
-(عمر)أعلم أنني كذبت عليكِ ولن انكر، لكن لم تكن بنية سيئة صدقيني.
-(دفنة)لماذا لم تخبرني أنك كنت تجلس مع ثلاث شقراوات يتمايلن ويضحكن أمامك لاغرائك ويرتدين ملابس ليست بالملابس؟
-(عمر)لهذه الجملة لم اخبرك، فأنا أعلم أنكِ إن رأيتيهن ستغضبين من مجالستي لهن، لكن هن كانن نصيبي في تقسيم المشرف على مشروعنا الهندسي السنوي؛فلم أنس غيرتك وغضبك حين مازحتك بهار بشأن الفتيات المعجبات ما بالك وان اصبحت حقيقة؛بصراحة!كنت خائف من ردة فعلك.
-(دفنة)تعترف أنهن معجبات بك!
-(عمر)اقترب منها يمرر يده على وجنتيها وما زالت الأخرى تتحزم خصرها ليقول بهدوء برد غيرتها:لا شأن لي بهن فأنا لا اعشق غيركِ وهذا ما يجب أن تؤمني به؛لم افرط حتى بترك دموعك تنام على وسادتك بسببي.
-(دفنة)ابتسمت بعد ان اقتنعت بكلامه الجميل:اتحبني إلى هذه الدرجة؟
-(عمر)يشدها إليه أكثر:وإلى أي درجة اكتشفتي حبي لك آنستي؟
-(دفنة)تخاف الحزن قبل أن يصيبني، تقاوم اغرائات الفتيات وتكبح غرائزك الرجولية لتحافظ على مكانتي في قلبك، تفعل أي شيء مجنون لأجلي وان كلفك ذلك الكثير؛ أنا محظوظة بهذا القلب الذي أحبني ولا يشاركني به أحد.
ثم نزلت مقبلة ما يغطي قلبه من عضلات صلبة ذابت من حرارة شفتيها؛رفع رأسها بكفيه ليراها مغمضة عينيها وكأنها متأكدة، مستعدة لما سيفعل ليقترب منها رغم اقترابه مداعباً شفتيها بشفتيه موزعاً قُبَلَ شوق وراحة بعد الصلح ليتمادى بعد استسلامها مرتشفاً عرق خمارة أبيض من رقبتها أثمله لتهب نسمات هواءٍ ربيعية تساقطت بها بعض ازهار اللوز البيضاء والمشمش الوردية التي حولهم ليكونا وسطها كلوحة دافنشية مليئة بالمشاعر.
شعرت بالاختناق من قبلته القاسية الجريئة كغير العادة لتبعده عنها بقولها:
-(دفنة)عمر، يكفي ستترك آثاراً فاضحة لا أستطيع تبريرها.
ابتعد بعد أن طبع علامةً ارجوانية على بياض عنقها لينظر إلى وجهها الذي تلون هو الآخر بألوان الخجل ليمسح بكفه عليه شاعراً بحرارة جسدها الملتهب ليقول:
-(عمر)ليكون هذا ختم إمتلاككِ.
-(دفنة)إمتلاكي! أماعز أنا تخاف ان تضيع منك.
راح يضحك على تشبيهها حتى علا صوته لتلحظ أضواء غرفة المكتب قد اشتعلت فوضعت يدها على فمه تكتم صوته وتهمس له بقلق:
-(دفنة)استيقظ أحدهم، يا إلهي كيف سأدخل الآن!
عانق كفها بكفه العريض ليسحبها بهدوء خارج الحديقة وهو يقول:
-(عمر)ومن قال ستدخلين الآن؟ لنذهب إلى أي مكان آخر يقلل توترك من أن يرانا أحد.
-(دفنة)تمازحني بالطبع، انظر إلى هيأتي "وكانت ترتدي منامة برسومات طفولية"، كما أن الوقت تأخر كثيراً.
-(عمر)ضحك بعد أن انتبه لما ترتديه ليقول:تبدين غاية في والجمال والأنوثة.
-(دفنة)أنوثة! ألا تغريك قمصان نوم "الساتان" التي تظهر أكثر مما تخفي؟ أليست تلك هي الانوثة؟
-(عمر)لم أتخيل شكلك بما ذكرتي فالبراءة التي وجدتها في هذا الوجه الملائكي لم تسمح لي بأن افكر ذلك التفكير.
قفزت في أحضانه سعادة من كلامه مقبلة ثغره بشغف ليقول:
-(عمر)سأعد هذه موافقة على القدوم معي.
اكتفت بالابتسام موافقة على طلبه بعد ان وصلوا نهاية الشارع:
-(دفنة)كيف سنذهب؟ اين هي سيارتك؟
أخرج الخوذة من صندوق الدراجة التي يقفان أمامها ليقول:
-(عمر)سنذهب بهذه، وراح يلبسها خوذة الحماية وهي لا تزال تسأل أسئلة كثيرة.
-(دفنة)لمن هذه؟ من أين احضرتها؟
-(عمر)بتوتر:استعرتها من صديق، كفي عن الأسئلة هيا أيتها الفضولية لتعودي قبل ان يفتقدك أحد.
صعدت خلفه ملتصقة به؛ متحزمة بذراعيها حول خصره؛ مسندة رأسها على كتفه؛ تتنفس في عنقه. انطلق بها إلى قمة أحد الجبال التي تطل على اسطنبول الكبيرة بأنوارها الكثيرة ليسلبها ذلك المنظر عقلها فتسند رأسها على كتفه ليسند الآخر رأسه على رأسها بصمت من كليهما؛ دام ذلك طويلاً حتى.
-(عمر)بماذا يفكر عقل حبيبتي الجميل؟
-(دفنة)أتعلم! اسفل كل ضوء نراه الآن حكاية قد تكون سعيدة او تكون حزينة، لكنني متأكدة أنني أسعد الفتيات في هذه المدينة الكبيرة، ماذا فعلت لكي أكافأ بشخص مثلك في حياتي!
لم يستطع الرد على فلسفتها الجميلة فاكتفى باحتوائها بين ذراعيه وكأنه يريد إدخالها في اضلعه لا يريها أحداً، ليشعر برعشة من جسدها اقلقته، ابعدها عنه ليسألها بقلق وهو يحيط وجهها بين كفيه:
-(عمر)جسدك يرتعش ووجهك بارد،هل أنتِ بخير؟
-(دفنة)لا تقلق أنا بخير، لكن أشعر بالبرد قليلاً.
نزع سترته الجلدية ليحيط بها كتفيها ويعاود احتضانها وما زاد دفئها مع رائحته قوله:
-(عمر)أحميكِ بعيني، فلا يمسكِ شيء.
____
وقف بالدراجة امام باب الحديقة رغم اصرارها بأن ينزلها في أول الشارع لكنه رفض خوفاً عليها لتأخر الوقت؛ نزلت من ورائه تخلع خوذتها لتقف امامه مودعة إياه بقبلة على أنفه الذي لا يظهر سواه وعينيه من فتحة صغيرة في خاصته للرؤية والتنفس، ثم انطلق بعد أن اطمئن على وصولها البيت.
دخلت خلسة كما خرجت لكن هذه المرة أدركت أن دخولها لن يكن كخروجها حين سمعت:
"احم احم"
التفتت بوجه مصفر من الصدمة ويدور برأسها ألف سؤال وسؤال لتتسائل بتعثلم:
-(دفنة)آسيا! ما الذي ايقظك في هذا الوقت المتأخر.
-(آسيا)كان هذا نفس السؤال الذي كنت سأطرحه عليكِ؛ أين كنتِ حتى هذه الساعة؟
-(دفنة)تخبط بيديها بتوتر ملحوظ:كنت هناك،،يعني،،اقصد في الحديقة أروي النباتات، أتعلمين لم نعد نهتم بها كالسابق كادت ان تذبل.
اقتربت منها وهي تعلم أنها تكذب والأخرى تعلم أنها لم تصدقها لتستمر معها بالكذبة بقولها:
-(آسيا)مممم،أرأيتيها في أحلامك لتخرجي لتفقدها في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل؟
"وضعت سبابتها والوسطى على رقبة دفنة موضع بقعة امتلاك عمر الارجوانية لتكمل باستهزاء":يبدو أن لديك حساسية من بعض الأزهار لتظهر لكِ هذه العلامات الغريبة.
راحت تخفيها دفنة توتراً بالسترة الجلدية التي نسيت أن تعيدها لصاحبها لتكمل الأخرى استجوابها بعد ان انتبهت لما ترتدي:
-(آسيا)هل غيرت طرازك إلى الملابس الرجالية؟ "اقتربت تشم رائحته العالقة بها":إن عطره ثقيل اطلبي منه أن يقلل الرش على نفسه كي لا يفقدك عقلك بعطره.
-(دفنة)متظاهرة بعدم الفهم:مَن؟ماذا تقصدين؟
-(آسيا)أقصد مفتول العضلات الذي أوصلك بالدراجة، لكن للأسف كان يلبس الخوذة لم أرى إن كان وسيماً أم لا.
-(دفنة)تنهدت بقلة حيلة واستسلام:منذ متى وأنتِ مستيقظة؟
-(آسيا)منذ أن نزلتي السلالم بحذر وكأنها ستكسر من تحتك.
-(دفنة)لماذا؟ما الذي ايقظك في ذلك الوقت؟
-(آسيا)استيقظت لأدرس…دقيقة دقيقة أرى أن الأدوار قد انقلبت، أنا من يجب ان يسأل ويستجوب لا أنتِ.
-(دفنة)وماذا تريدين الآن؟
-(آسيا)بابتسامة شريرة مصطنعة:اممم،يجب أن استغل هذه النقطة لمصلحتي.
-(دفنة)فتحت عينيها بذهول وخوف من القادم:ماذا تقصدين؟
-(آسيا)بعض الطلبات التي ستلبيها كي أنسى ما رأيت؛ وأولها أن تقنعي أبي بذهابي في رحلة المدرسة إلى بودروم.
-(دفنة) أطلبتِ منه ورفض؟
-(آسيا)لا لم اخبره بعد لكنه سيرفض لان الرحلة خارج اسطنبول،لذلك ستساعديني غداً حين اخبره قبل ان يرفض. ثم مدت يدها لاستفزاز دفنة اكثر لتقول:اتفقنا!؟
صافحتها الأخرى بغيض لتقول من بين أسنانها:
-(دفنة)اتفقنا، وما طلباتك الأخرى مولاتي؟
-(آسيا)حين يوافق أبي على ذهابي ستعيريني من ملابسك الجديدة التي احضرتها معك من انطاكيا، كانت لطيفة للغاية.
شعرت بالغضب لأن تلك الملابس أول هدية من عمر بطريقة رومانسية لا تنساها لترفض بحزم:
-(دفنة)مستحيل،لا تستطعين أخذها لك مني خزانتي بما فيها لكن تلك الملابس لا.
-(آسيا)يبدو أننا لن نتفق، لنوقظ أبي ليأخذك للطبيب من أجل الحساسية التي ظهرت في عنقك من ريّ النباتات. التفتت كنوع من التهديد لتمسك دفنة ذراعها لإكمال المساومة.
-(دفنة)حسناً تعالي لقد وافقت،بشرط أن تكون ما اختاره أنا.
-(آسيا)موافقة.
-(دفنة)شيءٌ آخر آنسة آسيا!؟
-(آسيا)حالياً لا يوجد، لكن سأحتاج في المستقبل فاستعدي؛والآن تصبحين على خير ولا تنسي ان تغطي عنقك غداً بوشاح او شيء آخر.
صعدت كل منهن غرفتها بعد مساومة دامت نصف ساعة وفي تلك اللحظات وصل عمر إلى البيت ليجد بلوة أخرى مثل آسيا تنتظره ليفزع حين رآه وسط الظلام:
-(عمر)كريم!ليلعنك الله،أخفاش أنت! لم تجلس في الظلام هكذا، لقد افزعتني.
أنار شيئاً من أضواء البيت لتساعده على الرؤية "وليته لم يفعل".
-(كريم)قلقت حين دخلت الغرفة ولم أجدك وسيارتك في المرآب، اين كنت؟
-(عمر)هااا،ذهبت لاقضي شيء مهم فأخدت الدراجة.
اقترب كريم دون ان يلفت انتباه بعد ان لمح ألواناً طفيفة زينت رقبته وقميصه الأبيض ليقول بتلميح:
-(كريم)اين فعلت هذا الشيء المهم وليس معك سيارة تسترك؟
-(عمر)ماذا تقصد؟
أخذ يحرك أصابعه على رقبة عمر الملونة مروراً بقميصه الملطخ بأحمر شفاهها وعيني المضطرب تراقب تحركاته وقد فهم قصده ليبعد يدي كريم عنه بغضب ويقول:
-(عمر)ليس كما تظن أيها الغبي.
-(كريم)ليس أنا من يظن، قميصك الأبيض قد فَضَحَكَ، لكن لأقول شيئاً من خبرتي المتواضعة بمستحضرات التجميل -هوس النساء-وراح يقهقه بصوت مرتفع ليسكته عمر خوفاً من استيقاظ أحد أفراد العائلة فتسمع ذاك الحوار، ليبعد الاخر يد عمر عن فمه ويهمس:
-(كريم)لا بد من أنها فتاة رقيقة وبسيطة لتضع هذا اللون الهادئ على شفاهها التي تبدو من طبعتها على القميص أنها لطيفة وصغيرة، ثم غمز لإغاضته أكثر.
-(عمر)لا تتمادى وإلا لكمتك.
-(كريم)اوووو،لقد وصلنا إلى مرحلة الغيرة سيد عمر؛ يبدو أنها قصة قديمة، طويلة وعميقة حتى بدأت تدافع عنها هكذا وليست فتاة ليل للتسلية العابرة.
-(عمر)بالطبع لا،لم تكن ولن تكن؛ تنهد ليعترف بصراحة وجدية:أنا أحبها حقاً،ابتسامتها،عفويتها،بساطتها،حركاتها الطفولية المفاجئة التي تتبعها بكلمات فلسفية منطقية تفاجئني بها أكثر فأعشقها أكثر واتعلق بها أكثر فأكثر؛جميلة هي بكل تفاصيلها.
-(كريم)تلك الأميرة الغامضة جعلت من عمر المتعجرف، معتزل النساء شاعراً؛ شوقتني لرؤيتها.
-(عمر)بأقرب وقت،لا تقلق."وغمز له" صعد السلالم ليتذكر سؤالاً مهم؛ عاد بجدية ليقول بقلق:
-(عمر)هل ستخبر أحمد؟
-(كريم)ألن تخبره أنت؟ يجب أن يعلم ان قلبك تتربع فتاة أنت مدمنها عله يكف عن إلصاق نازلي المزعجة في انفك.
-(عمر)حين تصبح معشوقتي جاهزة لخطوة الجهر بعلاقتنا، سأفعل ولن اتردد في مواجهته،لذلك ارجوك ان تكتم السر حتى ذلك اليوم.
-(كريم)أخفيه عن أبي لكن لساني يحتاج ما يمسكه عن البوح لأمي أو لينا مثلاً.
-(عمر)بصدمة:إلا لينا الثرثارة؛ تنهد باستسلام وقد فهم تلميحات كريم الانتهازية ليقول:وماذا يحتاج لسانك حتى يكتم الاسرار؟
-(كريم)سؤالٌ جميل أخي العزيز؛أولها أن تعلمني ركوب الدراجة وتعيرني خاصتك إلى حين شرائك واحدة لي بعد التخرج.
-(عمر)موافق على الأولى والثانية،أما الأخيرة فصعبة ألا تذكر ما فعلت امي بي حين اشتريتها خوفاً من خطرها، ما بالك حين تعلم أنك تريد واحدة أيها المدلل!
-(كريم)لنفكر في ذلك لاحقاً،والآن حان دور أهم طلباتي؛اريدك ان ترسم لي خطة لإيقاع جميلتي الجريئة في حبي.
-(عمر) اووووه من تكون؟ أهي معك بالجامعة ؟
-(كريم) زفر انفاس عاشق ولهان ليقول بحزن : ليست معي هي اصغر مني بعامين أو ثلاثة فأنا أراها كل يوم حين تخرج من المدرسة الثانوية التي في طريقي ، اصبحت انتظرها كل يوم ، أنا حتى لا أعرف إسمها او عمرها لكنها تبدو ذكية فقد خرجت الأسبوع الماضي بدرع من الكريستال كتكريم من المدرسة ، كنت سأذهب لعناقها ومباركتها لكن شعرت أن الأمر سيكون سخيفاً وتنعتني بالجنون .
- ( عمر ) راح يقهقه بصوت مرتفع ليقول باستهزاء : فعلاً سيكون منظرك سخيف ، واتخيل آثار اصابعها تزين خدك .
- ( كريم ) أنا أتكلم بجدية ، لا تسخر أيها المزعج ، هل ستساعدني أم لا ؟
- ( عمر ) الحب يأتي وحده لا يحتاج إلى تخطيط ، إن كانت لك ستأخذها ولو بعد حين ، والآن تصبح على خير يا غريب الأطوار بحبك هذا
___________________________________
-(عمر)صباح سعيد لأجمل جميلات الكون.
-(دفنة)صباحي أنت أيها اللسان الحلو.
-(عمر)تلقيتي دعوة الدكتور اوغوز لأجل حفل المساء، ستذهبين؟
-(دفنة)أخذت الإذن وسأذهب.وانت؟مع من ستذهب؟
-(عمر)ممممم،لقد حجزت فتاة لطيفة ورقيقة لترافقني،لم اتوقع ذهابكِ.
-(دفنة)بحزن حاولت ألا تظهره:لا بأس سأذهب برفقة بهار.
اغلقت هاتفها دون ان تسمع رداً من عمر الذي راح يضحك على تصرفها المتوقع ليتصل مباشرة ببهار يخبرها ما حدث ويتفق معها على ما يجوب في عقله.
-(بهار)اغضبتها ايها المزعج!
-(عمر)اتفقنا؟
-(بهار)اوووف حسناً،اتفقنا.
.
.
-(بهار)كيف حالك أيتها العاشقة؟
-(دفنة)هه عاشقة ومعشوقها ليس معها.
-(بهار)لم أفهم؟
-(دفنة)لا شيء،ستذهبين أليس كذلك؟
-(بهار)بلى،اتصلت لأسئلك إذا كنت تريدين أن أمر عليكِ ونذهب سوياً،ما رأيك؟
-(دفنة)حسناً سأنتظرك في تمام الثامنة، إلى اللقاء.
8:00pm.
.
.
نزلت السلالم بحذر وثقة بكعبها الاسود وفستانها الحريري الأحمر بعد ان تلقت رسالة من بهار تخبرها فيها أنها أمام الباب تنتظر؛ نزلت ورائها أصلي التي كانت تشرف وضع مكياجها الهادئ ورفع شعرها البسيط لتنطق للفت الإنتباه:
-(أصلي)ها قد انتهينا من تجهيز أميرتنا.
-(آسيا)تبدين رائعة ستكونين أميرة الحفل ليس نحن  فقط.
-(ألب)دعيني اوصلك لا تخرجي بهذا الجمال وحدك.
-(دفنة) كفوا عن هذا الكلام تخجلوني، لا تقلق اخي بهار تنتظرني امام الباب سنذهب سوياً.
-(ألب)جيد إذاً، استمتعي.
-(دفنة) تصبحون على خير.
.
.
خرجت لتجد وسيماً يستند على سيارته ببذلة رسمية لم تزده إلا فخامة؛ ظلت واقفة تنظر إليه بدهشة وهو قد سرح بأناقتها؛ دام تبادل النظرات طويلاً إلى أن اقتربت دفنة محاولة إخفاء بسمتها لتتخصر بثقة:
-(دفنة)ماذا تفعل هنا؟
-(عمر)أتيت لاصطحابك.
-(دفنة)شكراً، انتظر بهار ستأتي لتأخذني. دارت بوجهها عنه ثم التفتت لتقول ما بقي عالقاً في حنجرتها:كنت سترافق فتاة لطيفة ورقيقة اين هي؟
ثم عادت تشيح بنظرها عنه.
-(عمر)بلى جميلة ورقيقة كالزجاج أخشى لمسها فتكسر، تقف أمامي تماماً.
-(دفنة)أعادت النظر إليه والبسمة تشق ثغرها:أكانت أنا؟
-(عمر)ومن أرَقُ من جميلتي بمكياجها البسيط وفستانها الأحمر الذي لم يزدها إلا أنوثة.
اطرقت رأسها خجلاً ليقترب منها محيطاً ذراعيها بكفيه لترفع رأسها وهي تشعر برعشة من قربهما ولمساته، ادرك توترها ليبتسم و:
-(عمر)لقد تأخرنا، هل نذهب؟
هزت رأسها ليسحبها برقة نحو السيارة لينطلقوا إلى الحفل.
دخلت باطلالتها الساحرة معانقة كفها بذراع بذلته الأنيقة ليلفتوا أنظار من في الحفل بتناسقهم المدهش غير عذال كانوا يتهامسون بآراء مختلفة؛ وصلا حيث يقف الرفاق يتبادلون مواضيع مختلفة ويسرقون النظر لبعضهم همست لها بهار:
-(بهار)ستأكلان بعضكما.
-(دفنة)لم أفهم!
-(بهار)تستطيعين النظر لمن حولك،وكفي عن النظر إلى عمر لن يطير. ضحكت لاستفزازها.
-(دفنة)بخجل:مزعجة
ليقترب الآخر منها دون أن تشعر ويهمس لها:
-(عمر)احمرت وجنتيك مجدداً واصبحت من لون الفستان.
ثم اتبعها بابتسامته الشهيرة لتزيدها من الخجل خجلاً.
-(دفنة)وهي تتحسس وجنتيها:اصبحتما تتفقان علي كثيراً، حتى صديقتي الوحيدة اخذتها إلى صفك أيها السيد الوسيم.
-(عمر)تعترفين أنني وسيم.
-(بهار)هذا مسماك لدى الآنسة حتى عندما كانت لا تعرفك كانـ…
اوقفهم بصوته الذي غير ملامح عمر:
-(محمد)لا أحب مقاطعك هذا الحوار السعيد لكن…"التفت إلى دفنة" هل تسمحين بمشاركتي رقصتك الأولى؟
التفتت كلا الفتاتين بتوتر نحو عمر الذي يضغط على الكأس الذي في يده حتى كاد أن يكسره صامتاً وشرار الغضب يقدح من عينيه
-(بهار)أليست الرقصة الأولى من حق شريك الحفل؟
-(محمد)ألم تأتي دفنة معكِ؟ضحك واكمل:هل سترقصان معاً؟
تشجعت لتنطق وتدافع فتريح قلبه:
-(دفنة)لكنني لم آتي مع بهار!
-(محمد)مع من إذاً؟
همت بالإجابة ليسبقها بتحدي وهو يمد يده نحوها لأجل الرقص:
-(عمر)معي أنا
وضعت كفها بكفه متجهين نحو ساحة الرقص
ظل كفه يعتصر خاصتها من الغضب ويحيط خصرها النحيل بذراعه ولم تفك عقدة حاجبيه وما زال الانزعاج ظاهراً على ملامحه فسألت بتردد:
-(دفنة)عمر! هل أنت غاضب؟
-(عمر)لا.
-(دفنة)لماذا لا تنظر إلي؟"بقي عمر صامتاً":ارجوك اهدأ أنت تؤلمني بالضغط على يدي
انتبه لنفسه وارخى قبضته معتذراً
-(عمر)اعتذر، لم انتبه
-(دفنة)عمر،محمد لا يعلم ما نحن بالنسبة لبعضنا، ولا احد يعلم أننا في علاقة،ارجوك لا تغضب منه
-(عمر)بصرامة:هذه هي المشكلة،لا أحـد يـعـلـم؛أنا لا أستطيع إيقاف محمد وأمثاله من ازعاجك لأنني وبكل بساطة أمامهم لست إلا صديق
-(دفنة)والدموع تراقص عينيها مع أنغام الموسيقى الهادئة:لا تقل هذا أرجوك، أنت صديقي وحبيبي ورجُلي ولك الحق بأن تتدخل وتحميني من كل الناس فأنا لك وحدك
-(عمر)لست لي وحدي ما دمنا أمام الجميع أصدقاء وإن طلب أحدهم مراقصتك لن أستطيع منعه لأنني صديق وانتِ…
لم يكمل كلامه حين تمسكت برقبته لتقابل عينيه الهاربة وتنقض على شفتيه بشراسة وجموح وجرأة وأمام الجميع حتى توجهت حولهم الأنظار وازدادت الهمسات والابتسامات من اللوحة الرومانسية التي أمامهم...
ابتعدت عنه محمرة الخدين لتهمس له بخجل:
-(دفنة)إذاً ليعلم الجميع أنني لك وحدك وملكك وإن أراد أحد حتى أن يكلمني ليطلب الاذن منك.وراحت تضحك ليبتسم هو بدوره وعلامات الدهشة لا تزال تملئ وجهه حتى انتهت الموسيقى ليستيقظ من شروده بتصفيق وتصفير وتهاني يسمعها من حوله وحبيبته معانقة خصره أمامهم دون خوف او خجل، كانت تلك أسعد هدية لعيده الـ23 الذي لا يحب تذكره
هَلَّ عليهم الأصدقاء من كل الطاولات يباركون هذه العلاقة حتى محمد جاء مهنئاً:
-(محمد)كنت أعلم أنه يحبك عيونه وتصرفاته تفضحه،لكنني لم أكن أعلم أنكِ تعلمين هذا"ضحك ليكمل"لذلك كنت استمتع بالضغط على أعصابه لأحركه قليلاً.كان عمر ينظر بصدمة من كلام محمد ودفنة تضحك التفت نحو عمر ليكمل كلامه:أنت صديقي حين رأيت نظرتك المختلفة لدفنة كان من واجبي أن ادفعك خطوة للأمام بدلاً من وقوفك تراقب من بعيد
عانقه عمر متمتماً كلمات شكرٍ واعتذار فوصل الدور إلى صاحب الحفل الذي احتضن عمر وهو يضحك ممازحاً:
-(د.اوغوز)لقد سرقت الأضواء مني أيها التلميذ المحتال
-(عمر)لا تقل هذا فأنت ملك الحفل وزوجتك ليدمكم الله لبعضكما
-(دفنة)تهانينا لكم بعيد زواجكم الـ20 ليسعدكم الله طول العمر
-(د.اوغوز)سلمت يا صغيرتي،والعقبى لكم.وغمز لهما حتى عاد الزهر يورد وجنتيها خجلاً.اكمل اوغوز:هيا يا شباب ارقصوا واستمتعو فهذه الأيام هي الأجمل وستتذكروها دائماً.
"وابتعد"
-(عمر)اقترب ليهمس لها:والآن،هل تسمحين لي بهذه الرقصة بصفتي حبيبك لا رفيق الحفل؟
-(دفنة)طبعاً…حبيبي
عادوا لوضعيتهم السابقة لكن هذه المرة بكل هدوء ورومانسية فتلاقت العيون بهدوء الموسيقى حتى شعرا أن الأرض لم تعد تدور والساعة شُلَّت عقاربها؛ادركت دفنة الكثير الكثير وهي تنظر في عينيه، ادركت سعادتها بابتسامته الجذابة وعينيه الساحرة وتفاصيله التي حفظتها عن ظهر قلب أما هو فقد اكتفى بالصمت وهو يراقبها وسعادته لا توصف

انتهت ليلتهم ليعودوا إدراجهم معانقي أكُف بعضهم بسعادة نحو السيارة ليوقفهم صوت لم يحسب عمر له حساب
-(الرجل)عمر! بني كيف حالك؟وكيف حال السيد أحمد؟
-(عمر)بتوتر:أهلاً دينيز بيك، بخير بخير شكراً لك
-(دينيز)ما أخبار المناقصة الأخيرة؟يجب أن تحاولوا جاهدين،إنها مهمة من أجل افتتاح الفرع الجديد في أنقرة.
-(عمر)صحيح صحيح، سنحاول؛عن إذنك.
-(دينيز)تصبح على خير، واوصل سلامي لأحمد بيك والسيدة أمينة.
-(عمر)تصبح على خير.
ركبا السيارة وما زال التوتر يسيطر عليه،والأفكار المتزاحمة تسيطر عليها،ظلا صامتين حتى كادت تفقد عقلها من سكوته لتنفجر بسؤالٍ جعله يدوس الفرامل دون ادراك:
-(دفنة)مَن أنت؟
-(عمر)ماذا تقصدين؟
-(دفنة)عمر بيك!أحمد بيك!لا تبدو لي ألقاباً سهلة ليتصف بها شاب بسيط مكافح،مَن انت؟
-(عمر)عمر،ابن عائلة ابليكجي مالكي أكبر شركات المقاولات في تركيا.
وابتسم بسخرية.
_________________________

_________________________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ستايل عمر في الحفل.....
____________________________

 ____________________________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ستايل دفنة في الحفل....
____________________________

 ____________________________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ستايل بهار في الحفل.....

____________
ما بعرف شو صار ونزل البارت فاضي وما انتبهت إلا اليوم😅
+ سامحوني على التأخير بتمنى يعجبكم😉❤️

فتاتي النرجسية 🌼حيث تعيش القصص. اكتشف الآن