لعبة القَدر

256 10 10
                                    

(العودة إلى الواقع)

انتهت زيارة بهار فلم تشأ ان تضغط عليها أكثر حتى حل المساء وذهبت رغم إلحاح دفنة وآسيا للبقاء لكنها وعدتها بالبقاء غداً وليكن هذا اليوم لتزيل الشوق مع أمها واختها؛ كانت تقرأ كتاباً وتسرق النظر لأدهم النائم في سريره على ضوء أصفر خافت لتدخل عليها آسيا بهدوء وتقول بهمس خوفاً من ايقاظ أدهم:
-(آسيا) لم تنامي بعد!هل أنتِ متفرغة؟
وضعت علامة عند السطر الذي كانت تقرأه:
-(دفنة) ليس بعد،ماذا تريدين عزيزتي؟
-(آسيا)هل تأتين إلى غرفتي لنتحدث قليلاً؛كي لا نزعج أدهم.
لحقتها وهي تضحك على أدب آسيا الغير معتاد فعلمت أن ورائها أمراً خطيراً؛جلست على السرير تقابلها آسيا على كرسي المكتب تهز قدمها توتراً زفرت مللاً لتقول:
-(دفنة)هيا لنرى أيتها السيدة الصغيرة ما الموضوع؟
-(آسيا)ضحكت بتوتر:لا شيء أريد فقط أن أدعوك إلى الفطور على الساحل
-(دفنة)باستهزاء:وما سِر هذا الدلال؟بدأت أقلق؛كما أنني لا أستطيع ترك أدهم وحده وأمي لن تستطيع به وحدها
-(آسيا)ليأتي معنا يتنزه،رائع وليتعرف هو أيضاً على كـ..
نظرت نحو دفنة وصمتت بصدمة بعد زلة اللسان لتنظر الأخرى إليها وتقهقه عالياً:
-(دفنة)ممم هكذا إذاً؛قلت لكِ أن هذه المعاملة اللطيفة منكِ لا تكون بلا بمقابل؛هيا إذاً اخبريني لنرى مَن يكون السيد؟
-(آسيا)صديقي...نظرت لها دفنة غير مصدقة مضيقة العينين لتزفر وتقول:حسناً،وأصبح أكثر من صديق، جادٌ للغاية، لطيف، ذكي، مرح، يخاف علي كثيراً، أرى الحب والإهتمام يلمع في عينيه
"كانت تسمع مواصفات كانت تراها بعمر فحاولت مقاومة دموعها والاكمال بالاستماع لفراشة الحب"
-(آسيا)...اعترف لي بحبه واعترف أنه كان يحبني قبل أن يعرفني
-(دفنة)وكيف هذا؟
-(آسيا)رآني أمام المدرسة، أعجب بي وظل يراقبني حين أدخل وأخرج عرف تفاصيل مهمة وغير مهمة حتى أنه يحفظ تاريخ استلامي درع التفوق من المدرسة؛ ثم التقينا بالجامعة أول مرة وقف كالمجنون أمامي ودون أي مقدمات قال أنه يحبني ظننته يستهزئ فصفعته على وجهه
-قلبي يؤلمني عليها حتى الآن-
وحين أخبرني بالقصة وقعت في حبه كالمجنونة أنا الأخرى فكيف يعشق الإنسان شخصاً لا يعرفه بل ويحفظ تفاصيله.
-(دفنة)الحب واضح بعينيك وبارتعاش صوتك وأنتِ تتحدثين عنه؛ابتسمت وزفرت لتقول:ليكن خيراً لكما الساعة التاسعة مناسب؟
-(آسيا)موافقة؟
هزت رأسها إيجاباً لتقفز عليها وتشبعها بالقبلات وتمتم بامتنان.
-(آسيا) سأذهب لأخبره.
_______________________________________
وفي طرف آخر كان هناك أخوين يتحدان عن نفس الموضوع لكن أحدهما باسطنبول والآخر في ميونخ:

(كريم)أهلاً بأخي المشغول،لم أعد أراك يا رجل،متى ستعود؟
(عمر)لم يتضح بعد،لكنني بدأت أفقد الأمل.
(كريم)لو أنني أفهم السر وراء زياراتك المتكررة إلى ميونخ كل فترة.
(عمر)بتوتر:وماذا يكون غير العمل؟
(كريم)رغم سفرك المتكرر إلى ألمانيا إلا أنك لم تقم بأي صفقة مع أي شركة،لكن سأتظاهر بتصديقك؛على العموم غداً سأذهب للتعرف على عائلتها...
(عمر)طالبة المدرسة الشقراء! اووو حلال عليك يا فتى فيبدو أنها قدرك حقاً وإلا ما كنت لتجدها تدخل نفس الجامعة بنفس الكلية،أهنئك حقاً!
(كريم)كنت أتمنى لو أنك موجود لكي تساندني فأنا متوتر من هذا اللقاء.
(عمر)راح يضحك على كلامه:ماذا ستفعل إذاً حين تذهب لتطلبها رسمياً!، "خطر له شيء لكنه لم يبح به" :هيا هيا لا تشغلني،واذهب لتتدرب على لقاء الغد.
(كريم)باستهزاء:هاهاهاا،مضحك إلى اللقاء...آسيا تتصل سأرى ماذا حدث!
-(عمر) حسناً روميو العاشق، تصبح على خير.
______________________________________

فتاتي النرجسية 🌼حيث تعيش القصص. اكتشف الآن