أبناء الصبا الثامن عشر

26.9K 585 66
                                    

بدأ الجميع بتناول الطعام وأثناء تناول الطعام كان يتناول إياس من طبق عائشة دون أن يلاحظة أحد فنظرت الية بغيظ ولم تتحدث  مدت يدها تحت السفرة حتى تعدل من اسدالها فاستغل إياس الفرصة وأمسك يدها فنظرت أمامها بصدمة ثم
نظرت إلية بصدمه ممزوجة بالخجل فوجدته منشغلا
فى طعامة بيدة اليمنى كأن لم يفعل شيئ
ظلت تجذب يدها من يده ولكنه ظل ممسكا بيدها لم تستطيع تناول الطعام لأنه كان ممسكا بيدها اليمنى فنظرت الية بغيظ قائلة بهمس لا يسمعه سواه:وسع بقا هياخدوا بالهم
نظر امامة ببرود ثم شد على يدها أكثر من قبل فكادت تبكى من هذا الكائن البارد الذي يجلس بجوارها

صبا باستغراب :مش بتاكلى ليه يا عائشة
عائشة بتوتر:أصل أصل أنا أكلت
صبا :انتى لحقتى كلى بس عشان العلاج لازم تاكلى عشان متتعبيش
مصعب بمكر:ما هى لو عارفه تأكل كانت كلت
ترك إياس يد عائشة بسرعه ثم نظر لوالده الذي غمز إلية بمرح يا الله ما هذا الرجل الذي يلاحظ كل كبيرة وصغيره لأ بد أن يأخذ حذرة منه فيما بعد
نظرت عائشة إلى مصعب بخجل فوجدته يغمز لإبنه فتوعدت لإياس الذي وضعها فى هذا الموقف المحرج
صبا :مش عارفه تاكلى ليه فى حاجه ولا ايه
عائشة بتوتر :لأ مفيش
صبا :طيب كملى  أكلك يلا
اومأت إليها عائشة بخجل من هذا الموقف الذي وضعها فية زوجها حمدت ربها أنها ترتدي نقابها الذي لولاه لرأوا وجنتيها التى تكاد تنصهر من الخجل

بعد نصف ساعة كان الجميع جالسا فى الحديقة يتناولون التسالى فجاءت حفصة وعمار وجلسوا معهم وظلوا يمزحون مع بعضهم البعض وكانت عائشة تجلس بشرود
حتى هتف أوس قائلا:انتو عارفين ايه اللى حصل فى الصيدلية بتاعة إياس هههههه
نظر إليه الجميع باهتمام بما فيهم عائشة التى انتبهت للحديث بمجرد ذكر اسمه
أوس:روحنا الصيدلية اللى فيها نساء لقيناهم قاعدين فى الصيدليه يقطفو ورق عنب  ههههه وإياس بقا بهدلهم هههه
ضحك الجميع على قوله وظلوا يمزحون مع إياس الذي كان شاردا فى تلك التى تجلس أمامه بصمت دون أن تشاركهم الحديث هو يعلم أنه عصب عليها دون أن تذنب ولكن عندما يتذكر أن ذاك الدكتور كان يتحدث معها ويتودد اليها يشعر بالغضب الشديد يتسرب فى أوردته
بعد فترة انسحب الجميع واحدا تلو الآخر ولم يتبقى سوي صبا ومصعب وإياس وعائشة  فهتفت صبا :ايه يا عائشة هتطلعى  دلوقتى ولا ايه
عائشة :اما انتى تطلعى هطلع معاكى
مصعب :طب تعالى يا صبا نتمشى شويه
اومأت له صبا بايجاب واتجهت معه إلى الخارج ولم يتبقى سوي إياس وعائشة
أخذت عائشة هاتفها وتصنعت أنها منشغله به
فقال إياس:وبعدين
قالت ببرود وهى تنظر إلى هاتفها:وبعدين ايه
إياس:ارمى النيلة اللى فى إيدك  دا وبصى لى وانا بكلمك
ألقت هاتفها بجوارها ونظرت الية قائلة:بردوا بيزعق ماشى على فكرة أنا هشتكيك لربنا واقوله انك ظلمتنى
شعر إياس وكأن خنجرا طعن قلبة ألهذة الدرجه ياااة لقسوة هذة الكلمة التى ألقتها على مسامعه لشخص آخر تبدو هذه الكلمة ليس بها شيئ ولكن اذا تأمل معناها فحقا ستؤلمه فنظر إليها بحزن قائلا:هتشتكينى لربنا
ندمت على ما تفوهت بة بعدما رأت الحزن فى عينية ألمها حزنه هى لم تقصد بها شيئ كيف لها أن تشكية لربها وهو من تدعو لة فى  صلاتها ليلا ونهارا كيف يستطيع لسانها أن يفعلها تعلم أنه يخاف الله كثيرا يخشى كثيرا من دعاء أحد علية هو حساس من هذا النقطه فكيف لها أن تضغط على نقاط ضعفة
نظرت إليه بتردد قائلة:مش قصدي على فكرة
إياس :وأنا مكانش قصدي ازعلك وانتى عارفه كدا كويس أنا عارف انى غلطت فى رد فعلى  بس اعمل ايه المفرود اما أعرف أن فى واحد بتاع بنات بيتكلم معاكى ويهتم روحتى ولا لأ ابقى أقولك برافو وأسقف لك صح
عائشة :أنا مقولتش كدا بس كان ممكن تكلمنى براحه
إياس :عارف انى انفعلت بس غصب عنى أصلا كل ما بفكر انك وقفتى معاه واتكلمتى بتعصب أكتر
عائشة:طيب خلاص مش هتتكرر تانى بس انت كمان مش تزعلى تانى ماشى وبعدين صح ايه اللى انت عملته على الاكل دا
إياس بمكر:عملت ايه
عائشة بغيظ:والله كسفتنى والله أحرجتنى مع عمو وهو ما بيصدق
إياس :هههههه أبى دا مشكله والله هههه
عائشة:بتضحك يا رخم
إياس:لسانك بقى بيطول كتير
عائشة بغرور مصطنع :براحتى
إياس:لا والله
عائشة:بس صحيح انا مش بكلمك
اياس:انتى مجنونه يا بنتى انا عملت لك حاجه تانى
عائشة:انت روحت الصيدليه ليه
إياس:آااه قولى بقا كدا يعنى مش دا مكان شغلى مروحش
عائشة:ماشى انت بتروح اما يكون فى حاجه ضرورية وبس وتقعد فى الصيدليات التانية لية روحت دي
إياس:كنت عايز حاجه من هناك
عائشة بفضول :حاجة ايه
إياس:مش هقول
عائشة:قول بقا عشان محللش انا اللى عايزاه وانت حر
إياس :ههههه وتحليلك بقا وصل حضرتك ﻹية
عائشة:اسراء دي اتصلت بيك قالت لك الحقنى يا دكتور إياس فى حرامى هنا
اياس:ههههههههه اسراء دي هتجننك يا بنتى هى مش زي ما انتى متخيلة دي متجوزه ومخلفه وممكن أصلا تكون أكبر منى كانت قاعدة تقطف ورق عنب يعنى هتتصل بيا عشان امسكها متلبسه هههه
عائشة:معرفش بقا
إياس:على العموم أوس كان تعبان شوية وعايز علاج ودي كانت أقرب صيدليه
عائشة:أوس تعبان ماله فى ايه
إياس:عشان تبلغى أريج وأمى صح
عائشة :لأ طبعا مش أخويا حبيبى  لازم اطمن عليه
إياس بغضب :أخوكى ايه قولى الكلمتين دول تانى كدا
عائشة بارتباك:يا دي النيلة مش قصدي والله حاجه وبعدين أوس زي أخويا والله
إياس:مفيش حاجه اسمها زي أخوكى فاهمه ما انا زيه يبقى أنا كمان أخوكى بقا
عائشة بتسرع :لأ طبعا
إياس باستمتاع:لأ ايه اومال أنا ايه
عائشة بخجل: معرفش
إياس:والله
عائشة بخجل:بس بقا
إياس :بس بقا
عائشة:متتريقش عليا بقا أنا فرحانه أوي
إياس بغرور مصطنع:اممم فرحانه عشان قاعده معايا
عائشة:قاعده معاك مين عشان بنات خالتى جاييين وهيقعدوا معايا اسبوع
إياس:ايه قصف الجبهه  دا طب اضحكى عليا طيب
عائشة:هههههه يعنى أكذب
إياس:وبنات خالتك بس جايين ولا أخوهم الرخم هييجى معاهم
عائشة:هههههه مش عارفه مش بتحبه ليه فاكر واحنا صغيرين كنت تعمل انت وأوس وعمار عليه عصابه وتضربوة هههههه
إياس:هههههه مش كان بيلعب معاكى انتى وأريج و حفصة وحور واحنا عيله محافظة هههه
عائشة:ما هو ابن خالتى زي ما انتو ولاد عمى
إياس رافعا احدي حاجبيه:طب متقوليش بس زيكوا عيل رخم 
عائشة:عمال تغتابه من الصبح حرام عليك
نظر إليها بحرج قائلا:عندك حق المهم
عائشة :شو
إياس:البنات تقعد لوحدها لا تقولى ابن خالتى ولا معرفش ايه
عائشة بابتسامه:حاضر عشان انت صح بس حاضر
اياس:الامتحان هتمتحنيه امتى تاخدي الورقه تحليها دلوقتى
عائشة:زمانى نسيت طيب استنى بس ساعه أراجع فيها
إياس:ماشى هروح اقعد مع عبدالرحمن شوية على ما تخلصى
عائشة :طيب الكتاب فوق عايزة أطلع فوق
هب إياس واقفا:طيب تعالى اطلعك يلا
عائشة بخجل:صبا هتساعدنى
اياس:انتى خايفه اعرف انك تقيله عارف عارف
عائشة بغيظ:واللة بقا أنا تقيلة
إياس:يا شيخه دا أنا ضهري اتكسر
عائشة :والله
إياس:يلا بس
واقترب منها موهما اياها  انه سيحملها فنظرت الية بخجل شديد قائلة:اسندنى بس وانا بعرف أمشى
إياس :ليه بس الصراحه انا ندمت انى مش رميتك فى الماية  امبارح
عائشة بخوف:والله يا إياس لو شيلتنى لأصوت والله يا مااااماااا
إياس وهو يسندها:خوفت أنا مينفعش أشيلك أصلا بقولك انتى تقيله
عائشة:بجد
إياس:كلهم قاعدين جوة مينفعش أشيلك
نظرت إليه بخجل بسبب اقترابه منها بشده فالتفت  إليها فنظرت أمامها بخجل فابتسم عليها وصعد بها إلى الأعلى
أجلسها على سريرها وسألها عن مكان الكتاب فأخبرته بالمكان الذي وضعته صبا به وأثناء جلبه للكتاب وقع شيئ ما من الكتاب الذي كان يوجد بجوارة والذي تحرك بفعل يده فنظر إلية  باستغراب وابيضت  مفاصل يده مما يقرأ فنظرت اليه بتوتر فاستمر فى القراءه حتى انتهى فنظر إليها قائلا بغضب:ممكن اعرف ايه دا
عائشة بتوتر:ممكن تهدي الله يكرمك  احنا لسه متصالحين وأنا هفهمك
إياس:عاااائشة اخلصى مين كاتب لك دي
عائشة بارتباك:والله الولد اللى كان بيضايقنى وأنا اما قريتها اتوترت وحطيتها فى الكتاب ونسيت اقطعها و عشان الماده دي بذاكرها من المحاضرات مش بفتح الكتاب ومشوفتهاش
إياس بغضب:واداها لك ازاى اصلا ازاى يتجرأ ويكتب لك كدا
عائشة:والله مش هو اللى اداها لى واحده ادتها لى ومشيت قرأت اللى فيها خوفت واتوترت ومعرفتش اعمل ايه قلت اسيبها على ما اوريها لماما صبا وهى تقولى أعمل ايه بس نسيت خالص
إياس بغضب :يعنى واحد بيضايقك بقاله فترة كبيرة واتجرأ انه يبعت لك ورقه فيها كلام غزل زي دا وكمان بعت لك على التليفون وهددك زي ما واضح من الرساله وأنا معاكى فى الجامعه ومهانش عليكى تعرفينى ايه اللى انتى فيه دا
عائشة :والله انا خوفت أقولك تعمل له حاجه وكمان مكنتش أصلا بتكلم معاك وقتها
زفر بضيق وركل الكرسى الموضوع أمامه بغضب ومسح بيدة على وجهه محاولا تهدئة نفسة فنظرت الية بخوف قائلة:إياس ممكن تهدي الموضوع عدي بقاله فترة وهو اتعاقب على دا كله متزعلش بس خلاص اهدي لو سمحت
نظر اليها بضيق ثم اعطاها الكتاب الذي طلبته وأعطاه لها وخرج من الغرفه دون أن ينطق بكلمه واحده
نظرت فى اثرة بحزن هى تعلم غيرتة الشديدة على أهل بيته حتى أن حفصة كانت تعانى كثيرا بسبب غيرته هو وأوس عليها

أبناء الصباحيث تعيش القصص. اكتشف الآن