_ نزلت دَرجات السُلم بسرعة رهيبة وابتسامتها التي تُزين وجهها البرئ و شعرها الذي يتطاير خلفها ، دلفت غُرفه الطعام وجدتهُ جالس بهيبته المُعتادة و يتناول الطعام في صمت تام الي أن قطعت هذا الصمت هي قائلة بمرح :
" صباح الخير يا بابي "
_ نظر لها والدها و علي وجههُ ابتسامه هادئه :
" صباح النور يا حبيبه بابي ، نمتي كويس ؟؟ "
_ هزت رأسها مُجيبة وبحماس قالت :
" جدا جدا "
_ ضحك والدها عليها ثُم أردف قائلاً :
" طب يلا افطري بسرعه عشان تجهزي نفسك لمفاجأه انهارده "
_ رمقتهُ بسعادة وهي تقول :
" واو بجد ، مفاجأه ايه بقي ؟؟ "
_ أجاب :
" لا مش هقولها دلوقتي هتعرفيها في الحفلة "
_ تعجبت من حديثه قائله :
"حفله !! هو فيه حفلة انهارده؟؟ "
_ اجابها قائلاً :
" اه أنا عامل الحفلة ديه بمناسبة رجوعك ، وكمان عشان المفاجأة الي عملهالك "
_ صفقت بيديها بحركة سريعة كالأطفال والتمعت عينيها بسعادة قائله :
" أنا مبسوطة جدااا " .. ثُم صمتت للحظه بتفكير و عبست بوجهها بتذكره قائله :
" بس انا مش جاهزه خالص محتاجه اعمل شوبنج وكده مش هلحق "
_ تحدث والدها قائلا :
" كل حاجه في اوضتك دلوقتي اختاري اللي عايزاه وشوفيه مناسب ليكي وإذا كان علي الميكب فاأنا جايبلك ميكب ارتست ليكي عايزك تكوني ملكه جمال الحفلة "
_ ابتسمت لوالدها واقتربت منه تُعانقه ..._________________________________________
" ايه ياعم ، ماصدقت نزلت علشان تيجي الشركه كده علي طول مش ترتاح من السفر ؟ "
_ قالها يوسف الذي ظهر علي ملامحهُ التعجب
_ رد عليه الأخر ببرود :
" انت عارفني يا چو إني مش بحب أتأخر علي الشغل وراحه ايه اللي بتتكلم عنها الراحه هتيجي بعدين مش في الشغل "
_ أجابه يوسف بمرحهُ المُعتاد :
" ماشي ياكبير ، المهم أخبار السفرية ايه ؟ تلاقيها لوز صح "
_ ترك ثائر الملف الذي بيده مُواجهاً نظرتهُ نحوه وقد تشكلت وجه ابتسامة خبيثه قائلاً :
" كله تمام بس بقولك جهز نفسك عشان فيه حفلة هنروحها انهارده "
_ نظر له يوسف ببلاهه قائلاً :
" حفله ايه ؟؟ انت لحقت يا بني تعرف حتي الحفلات موعدها امتي كمان !! "
_ رد ثائر ببرود :
" انت عارف إن مافيش حاجه بتستخبي عني وكمان اتبعتلي دعوتين فعشان كده بقولك هنروح "
_ نظر له يوسف وظهر الحماس علي ملامحه وهو يقول :
" ماشي ياعم عرفنا إن مافيش حاجه بتستخبي عنك بس قولي بقي حفلة مين ديه "
_ ابتسم ثائر ثم نظر للفراغ قائلاً بخبث :
" حفلة فؤاد الراوي .. "
_________________________________________
_ أخذ الهاتف يُعلن عن أتصال ، ضغطت هى زر الاجابة وهى تقول بغضب مُصطنع :
" لسه فاكره تتصلي بيا .. "
_ أتاها الصوت من الطرف الآخر مجيب :
" معلش والله يافوفه أنا جيت من السفر تعبانه وقولت انام شويه وأصحي اكلمك "
_ أجابت صديقتها بعد أن هدأت من روعها :
" خلاص سماح المرة دى ، المهم حمدالله علي السلامه يا قمر "
_ ابتسمت الأخري قائلة :
" الله يسلمك ياروحي ، وحشتيني جدا ونفسي أشوفك بقي "
_ ظهر المرح بنبرتها قائله :
" وانتي كمان والله ده أنا ماصدقت انك نزلتي عشان نخربها بقي ، ويلا بقي روحي اجهزي عشان نخرج سوا "
_ اعترضت قائله :
" لا ده انتي اللي هتجهزي وتجيلي عشان فيه حفلة عندي بابا عاملها بمناسبه رجوعي "
_ عقدت حاجيبيها باستغراب :
" حفلة!! ايوه ياعم ، خلاص مسافة السكة وهكون عندك "
_ ظهر في نبرتها القلق والخوف قائله :
" بس بسرعة يافرح عشان انا خايفه أوووي ومتوتره "
_ ردت فرح بتساؤل :
"خير يا أفنان خايفة من ايه قلقتيني "
_ أجابت أفنان :
" عايزاكي تكوني معايا متسبنيش مش متعوده علي جو الحفلات هنا "
_ زفرت فرح بضيق قائله :
" يا شيخة خضيتيني أنا قولت فيه حاجة مادام قولتي فرح من غير فوفه ، أنا قولتلك ميت مره بلاش فرح ديه وخليها فوفه ، يلا بقي اقفلي خليني أروح ألبس عشان أجيلك "
_اغلقت أفنان الخط ثم توجهت نحو المرحاض لتنعم بحماما دافئ ....
_________________________________________
أنت تقرأ
أعتقدتهُ حُبًا
Action_ وقفت هى تنظُر لفتات روحها وصَدماتها المُتتالية فى من أحبت .. سالت على جبينها دموع أثر بُكائها .. _ كانت تُتابع امواج البحر الهائجة كاقلبها .. _ أخذ تفكيرها يُعيد ما مضى من حياتها .. نظرت واذا بها تجد نفسها مُحاطة بحبال سجنها .. لم تكفى صدمت...