_ إنتهت من صلاتها وأخذت تدعي ربها ، ثم سمعت صوتٍ من خارج الغرفة يقول :
" يلا يا فرح عشان الفطار "
_ أجابتها بصوتٍ مرتفع نسبياً :
" حاضر يا ماما جايه أهو "
_ أخذت حقيبه يدها ثم نظرت لأنعكاس صورتها في المرآه لتتأكد من هيئتها ثم توجهت نحو الخارج لتقول بمرح :
" صباح الخير يا سوسو "
_ نظرت لها والدتها بعد أن إنتهت من وضع الطعام قائلة بعبوس :
" صباح الخير يلا اقعدي أفطري عشان تلحقي تروحي شُغلك "
_ تعجبت فرح عُبوس والدتها ، وتسألت قائلة :
" في إيه يا ماما مالك بتكلميني كده ليه؟؟ إنتِ زعلانه مني ولا إيه "_ إبتعدت عنها والدتها وهى تَترُكها مُتوجها نحو غُرفتها ..
_ تعجبت فرح وهى تُحادث نفسها قائلة :
" إيه ده للدرجادي زعلانه مني أوي كده طب زعلانه مني ليه ؟؟ " .. ثم صمتت للحظة تَتذكر وأكملت قائله : " اااه عشان إمبارح جيت متأخر ، ياجزمة يا فرح إزاي نسيتي حاجه زي ديه طب ياربي أعمل إيه أنا لازم أصالحها وأفهمها " .. ثم توجهت نحو غرفة والدتها طرقت عليه بخفه لم تجد ردٍ فدلفت للداخل فنظرت لتجدها جالسه علي السرير ، تحركت نحوها ثم جست علي رُكبتيها لتمسك يديها وتتحدث قائلة :
" أنا عارفه انتى زعلانة منى لية و أنا ياستي غلطانة حقك عليا مكنش قصدي أتأخر عليكي والله هي بس أفنان بعد الحفله قالتلي أقعد معاها شويه فالقعده خدتنا ومحسيتش بنفسي خالص هتقوليلي إنك اتصلتي بيا هقولك والله ماشوفتهوش خالص وجيت عشان أكلمك لقيته فصل شحن مني وانا جاية عشان أطمنك عليا بس والله ده اللي حصل "
_ نظرت لها والدتها وهى تقول :
" طب ليه أول ما جيتي ما عديتيش عليا في الاوضه عشان تطمنييني عليكي "
_ أجابتها فرح :
" والله أنا بحسبك نايمة قولت مقلقكيش"
_ ردت سُهير :
" إنتِ عارفاني اني مش بنام غير لما تيجي وأطمن عليكي "
_ أقتربت منها فرح وطبعت قُبله أعلى رأسها قائله :
" خلاص أنا أسفه ومش هعمل كده تاني ... إيه سمحتيني ولا لا يا ست سُهير "_ أبتسمت سُهير وهى تُردف بحنان :
" ماشي اعتذارك مقبول وبعدين أنا مقدرش أزعل منك أبدااا كنت بس عايزه أعلمك الأدب انهارده وبس كده "
_ضحكت فرح عليها وهى تقول بمشاكسه :
" ماشي يا سوسو يلا بقي عشان أنا جعانه يرضيكي أنزل الشغل من غير ما أفطر وكمان كفايه إنك أخرتيني علي الشغل بس كله يهون علشانك يا سوسو "_ ضحكت عليها سهير ، وتوجهوا خارج الغُرفة ..
***********************************
_هبطت لأسفل و توجهت نحو والدها الذي وقف بشموخه المُعتاد وتحدث قائلاً :
" صباح الخير يا أفنان "
_ نظرت له وعلي وجهها إبتسامة هادئة تُزين ملامحها قائلة :
" صباح النور يا بابي انتَ فطرت ولا لسه ؟؟ "
_ اجابها فؤاد :
" أه فطرت عشان مستعجل ولازم أمشي دلوقتي "
_ تعجبت من حديث والدها و جاءت أن تتحدث ولكن قطع حديثها نزول أحد الخدم مُمسكاً بيده حقيبة سفر متوجهاً نحو الخارج ، نظرت لوالدها قائلة بتساؤل :
" هو حضرتك مسافر ولا إيه؟؟ "
_ اجابها :
" أه مسافر أمريكا كده كام يوم أخلص الشغل اللي هناك وهاجي علي طول "
_ تغيرت تعبيرها للحُزن وهى تقول :
" يعني هتسافر وتسيبني شكلك ماصدقت إني جيت عشان تمشى "
_ اقترب والدها منها ولف ذراعيه حولها يحتضنها قائلاً :
" لا يا أفنان مش كدا ، هما كلموني من هناك وعايزني عشان في مشكله في الشركه هناك ولازم أروح وأحلها "
_إبتعدت عنه بأستسلام قائلة :
" خلاص ماشي " .. ثم أكملت بتحذير : " بس أوعي تتأخر عليا ، وخلي بالك من نفسك "
_إبتسم والدها قائلاً :
" ماشي و انتِ كمان خلي بالك من نفسك وماتطلعيش من غير حراسه أنا جبت حراسة أكتر علشان خايف عليكي مش عشان أحبسك تمام " .. ثم أكمل بتحذير قائلاً : " أفنان خروج لوحدك مفيش فاهمة "
_ أومأت رأسها بالموافقة ، وطبع قبله هادئه فوق رأسها ثم تحرك من أمامها متوجهاً نحو الخارج بل خارج القصر بأكمله ...
أنت تقرأ
أعتقدتهُ حُبًا
Action_ وقفت هى تنظُر لفتات روحها وصَدماتها المُتتالية فى من أحبت .. سالت على جبينها دموع أثر بُكائها .. _ كانت تُتابع امواج البحر الهائجة كاقلبها .. _ أخذ تفكيرها يُعيد ما مضى من حياتها .. نظرت واذا بها تجد نفسها مُحاطة بحبال سجنها .. لم تكفى صدمت...