(2) اهدافي ثابتة

1.1K 66 125
                                    

بدأ تجمع الفتيات انهن متحمسات لما ستقوله لهن هذه المحاربة الفاتنة وما نوع المستقبل الذي سترسمه معهن للقرية..
كُن يثرثرن عما اذا كان الجنود الرائعين سيكونون خلفها وعما اذا كانت مرتبطه بأحدهم وعن القصص الرومانسية و اللطيفة التي قد تحدث اثناء التدريب او في وسط المعركة..
حين حضرت ناوري كانت قد ارتدت ملابس مختلفه عن ملابسها العسكريه ملابس ناعمه وجميلة ولكن داكنة اللون .. جلست مع الفتيات لتتحدث عن امور التعلم و الترابط و المعونات المادية التي يمكن ان توفرها لهم حكومتهم الجديدة وما إلى ذلك..
"هل انت مرتبطة بأحد الفرسان؟!" سألتها احدى الفتيات
"ماذا؟! ههههههه لا لست كذلك"
"هل الفارس صاحب الشعر المجعد مرتبط؟!" سألت اخرى..
"لماذا اخذ الحديث منحنى آخر؟!" سألت بإحراج.. ليضحكن جميعا
" كيف حياتكم في العاصمة.. وهل قابلتي الحاكم؟!"
"اممممممم.. انها اكثر صخبا.. نعم فهو من طلب مني القدوم إلى هنا للوقوف على طلباتكم ورفعها إليه"
"هل حقا سيلبي الحاكم طلباتنا؟!"
"هو يريد تحقيق افضل حياة لرعاياه لذلك هو سيفعل"
"يااااااا.. آآآآآآه.. يااااااا.. آآآآآآه"
زالت دهشتها من صراخهن المفاجئ حين رأت ساسكي يقترب.. لتبتسم هي الاخرى
"احتاجك ناوري " رمى هذه الكلمة و ابتعد..
"حسناً.. يا فتيات لم ينتهي وقتنا بعد سآتي بعد قليل"
و بعيدا عن تجمع الفتيات..
"مالأمر ساسكي؟!"
"الفتاة!"
"الفتاة؟" رددت بتساؤل "آآآآآ.. اعرف بأنها لم تأتي لأنها الوحيدة التي تهتم بجدتها.. لقد اخذت موعدا معها في مساء اليوم سأذهب لمنزلهم و احدثها.. وسأرى تلك الجدة"
" لكني اريد مقابلة تلك المرأة.. اريد ان اسمع القصة كاملة"
"ساسكي.. الفتاة منعت جدتها عن الحديث.. قد يكون في الامر سر لذلك دعني اتصرف و اعدك أن تقابلها"
" حسناً"
" ثق بي نحتاج بعض الوقت"
" انا اثق بك دون ان تطلبي ذلك" غادر و عيونها تتابعه.. وحين عادت للفتيات..
مازحتها احداهن "هل انت على علاقة بالقائد؟!"
"مستحيل!!" ردت بسرعة..
بدأن في التهامس فيما بينهن..

بقلة حيلة كانت تتخذ مكانها بينهن"بربكن.. هل تفكرون بذلك حقا؟!"

ذات الوقت كان رجال القرية يحاولون ثني ساسكي عن قراره..
"سيدي القائد.. دعنا نتحدث مجددا"
"لقد قال لكم كلمته وانا لم استطع اقناعه مازال غاضبا من تصرفكم في المجلس"
"لكننا كنا نتناقش ولكل شخص وجهة نظر"
"بربكم هل كنتم تناقشون؟! لقد كنتم تتهربون من قبول التدريب لتدافعوا عن ارضكم.. تريدون ان يحميكم رجال من جيش العاصمة ومن المدن و القرى الأخرى"
"سيد شيسوي نرجوك حاول مع القائد مجددا"
" إن اقنعته يجب عليكم تحمل المسؤولية.. فهو سيحاول ان يقسو عليكم.. هذا اذا اقنعته طبعا"
"شكرا لك سيدي.. سنتحمل مسؤولية القرارات التي سيتخذها"
التفت للداخل بعد ان غادروا..
"دائما تُلقى عليَّ مهمة اقناعك"
"هه" كان هذا رد ساسكي
في حديقة القصر صوت نافورة الماء التقليدية و الاشجار الخضراء البهية و الممرات الجلية جلس كاكاشي تحت ظل شجرة، يمسك بأحد الكتب من يراه يهيئ له بأنه يقرأ..
"كاكاشي!! من النادر رؤيتك بدون الحاكم"
"اهلا رين"
"اراك شاردا"
"كنت اقرأ.. لم نعد نراك في الارجاء هل انشغلتِ بجديد؟!
" كنت اعالج اصابات الجنود مع الفريق الطبي"
" احسنت عملا"
ضمت قدميها إلى صدرها" اتسائل هل كنت تفكر في اوبيتو؟! "
هنا انتفض كاكاشي "هل تقرأين افكاري؟!"
"هل هناك أي اخبار عنه؟!"
"كان ذلك اللقاء هو الاخير كما تعلمين"
اطلقت تنهيدة طويلة..
لاحت امامهما ذكريات متعلقه به..
تمتم كاكاشي"ذلك الفاشل صاحب القلب الطيب"
" بالضبط.. هو ذو قلب طيب"
كان النهار يمضي سريعا في تلك القرية التي كان اهلها يعملون بجد فلا وقت للتذمر او للتوقف منذ الصباح الباكر وحتى المساء وهم يعملون و يتحركون.. لقد انتهى يوم جديد ويحق للجميع اخذ راحتهم.. دخلت ناوري إلى المقر الذي اتخذه أصدقاءها " اشكركم على جهودكم الجبارة"
"نحن نشكرك ايضا ناوري فعليا لقد انقذتنا بقدومك مع الامدادات"
ابتسمت لشيسوي وتابعت "ساسكي هل ستأتي معي"
"اخشى ان تخاف الفتاة "
" من هذه الفتاة؟! ولماذا تخاف؟!"
"انها قصة طويلة ناكا لا تتعجل في معرفتها.. لقد اخبرتها بأني سآتي ومعي احد الفرسان.. واخبرتها بأننا نريد الحديث مع جدتها"
"وافقت؟!"
هزت رأسها بالايجاب في حين ان عيناه تلألأت بشدة.. وخلال لحظات كانوا عند باب المنزل الذي فتح بهدوء.. قدمت لهم الحليب الطازج مع العسل "هذا الحليب هو انتاج بقرتنا"
"انه لذيذ"
"شكرا لك ايتها المحاربة"
"مهلا الم اخبرك ان اسمي يكون ناوري حين انزع الدرع و السيف؟!"
"انت لطيفة وجميلة جداً هل كل نساء العاصمة مثلك؟! "
كاد ساسكي يفقد اعصابه اكثر من مره وهو يستمع لحديث النساء ذاك "يالكمية المجاملات والكلمات الغبية" كان هذا ما يدور في رأسه حين لاحظت ناوري نظرات تلك الفتاة نحو ساسكي الشارد في لهب الموقد نبهتها" هل يمكن ان نلتقي بالجدة؟!
" حسناً جدتي في الفراش سآخذ لكما الاذن بالدخول .. انتظراني" ثوانٍ حتى جائت لأخذهم للجدة التي ما إن رأت ساسكي حتى بدأت عيناها بذرف سيول الدموع "اقترب مني بني" هنا توجهت الانظار نحو ساسكي الذي اقترب من الجدة.. احاطت وجهه بكفيها "دعني اعانقك ارجوك..ستُفرح قلبي ان قبلت" بعد ان كانت تحيط وجهه بكفا اصبحت تحيط جسده كاملا وما إن استقر في حضنها حتى انفجرت بالبكاء وهي تردد بأنها اخيرا التقت به وتحمد الله لأن ابناء السيدة ميكوتو بخير .. انتقلت عدوى البكاء للفتاة الواقفة بجانب ناوري فغادرتا الغرفة..
ساسكي المتأثر فصل عناقه معها ليحاول تهدأتها
" انت ابن السيدة ميكوتو الصغير؟!"
" اجل.. انا هو"
استبشرت "و ايتاشي هل هو بخير؟!"
"اجل"
تنهدت براحه "الحمدلله"
"قلت انك كنت مع امي"
"اجل يا بني.. لقد كنت معها حتى آخر لحظة.. قبل أن يقتلها ذاك المجرم"كانت تتحدث و عبراتها تخنقها
اغمض عينيه شد على قبضته و على اسنانه.. ذكرى ذلك اليوم حين كان طفلا معلقا بكُم والدته يرجوها ان تبقى و يرجوه الا يقتلها..
"هل تعرفين اين تم دفنها؟!"
"اجل.. ان قبرها في ليراج مع زوجها و بقية الاوتشيها الذين اعترضوه" وضعت يدها على رأسه "بني.. سعيدة لكونك و اخاك بخير هكذا اموت مرتاحة"
"لا تموتي الآن.. انا ارغب بأن تبقي حتى نسترد حقنا و نأخذ ثأرنا"
"لا تفعل..انا ارجوك ابقى من اجل والديك.. من اجل ان تعيدا السلام للمملكة لا تقاتله"
"نحن نعيد السلام والعدل للعالم وليس للمملكة فقط"
كانت دموعها لازالت بمقلتيها ولكن حين ابتسم ليودعها اطلقت كل تلك الدمعات لتبلل وجهها من جديد ان ابتسامته تذكرها بأمه "بني..عد سالماً"
خرج ساسكي فورا من المنزل قلبه يرفرف وتنفسه سريع.. يا إلهي كم مضى من الوقت وهما يبحثان عن قبر والداتهما ليفاجأ بوجود القبرين معا.. ليراج ومن بين كل الاماكن هي هناك؟!
تلك المدينة التي بدأ منها كل شيء..
تلمس مكان قلبه.. لحن عزف من الماضي حمله على غيمات الاحلام و الذكريات الجميلة حيث امه تجلس بين العشب و الناي بين يديها تعزف برقة لحنا طالما حمل معه الامان و السعادة..
"ساسكي.. اميري اللطيف" لقد اكتشفت وجوده..
"امي!! الا يمكن ان افاجئك؟!" كان يعترض لأن خطته لم تنجح..
ضحكت برقة" سيمكنك يوماً ما.. تعال واجلس بجانبي"
اقترب في ادب.. وهي بدأت مجددا بالعزف..
:
:
"ايها القائد!! هل ستغادر؟!"
"نعم سأرحل إلى ليراج"
" ارجوك ايها القائد لاتذهب"
" سأذهب ناوري.. سأذهب أطال الزمن ام قصر" كان صوته دافئا عميقا ومشتاقاً..
"لن تذهب ايها القائد"
ركل الحصان ركلة خفيفة ليبدأ الحركة.. فتعلقت ناوري باللجام لتمنعه..
"هل جننتِ؟!" صرخ..
"ارجوك" كانت تقولها و عيونها تغطيها طبقة من الدموع "ارجوك ساسكي لا تذهب وحدك..خذني معك لأحميك و اساعدك"

تنهد ذلك الذي يركب حصانه قبل ان يتابع " ناوري.. تعلمين مكانتك عندي.. انت مهمة جداً لنا و لجميع المملكة ابقي هنا و اكملي اعمال الاصلاحات حتى اعود"

تحدثت مع رجفة في صوتها"ولكن ايتاشي وصانا عليك"
هز رأسه نافيا "لا تحاولي.. لقد قررت وانتهى الامر.. ثقي بي كما اثق بك.. احتفظي بهذا ريثما استرده منك" متى كبر ذاك الطفل ليتحدث بهذه الطريقة الهادئة ان كلامه وصوته يشعرها بالامان و الثقة..
افلتت اللجام و نظراتها ثبتت على الارض شكرها وانطلق.. عادت وحدها لمقرهم وكان في استقبالها شيسوي"هل ساسكي يراقب النجوم؟!"
"انه يحلق نحو النجوم" قالتها بحزن..
"هي!! ناوري هل انت بخير؟!"
"ساسكي غادر إلى ليراج"
"لماذا لم توقفيه؟!"
"لم استطع.. لقد *قاطعها*

"اي غباء هذا؟! سوف ألحق به.. كان يجب ان اعرف بأننا لا يمكننا الاعتماد عليك" كان يتحدث مع نفسه وهو يرتدي الدرع" ماذا سأقول لإيتاشي ان اصاب ساسكي مكروه.. تباً.. تباً"
"

لقد طلب مني ان نتركه ينهي هذه المهمة لوحده"
"بربك!! انها مسألة حياة او موت.. هل تفهمين معنى انه لبس جناحيه.. هل تعرفين ما ينتظره هناك؟!"
" اعرف تماما ما يعني هذا اعرف كل شئ .. ولكنه طلب مني ان اثق به.. شيسوي لا تلحق به رجاءاً"
نظر إليها بغضب و صرخ" لا الحق به؟! ماهذا الطلب المجنون؟! هل انت واعية لما تقولين؟!"
انفجرت تلك المحاربة باكية هي لا تعرف ماذا يحمل لها القدر بين لحظة و اخرى فكيف تتنبأ بمصير من حمل احلامه و طموحه وروحه على جناحين و انطلق..
خرج بقية الجنود و المساعدين حينما سمعوا صراخ شيسوي و بكاء ناوري..
ناكا" لماذا تصرخ على ناوري؟!"
" لم اكن اصرخ عليها كنت اصرخ بسببها"
"ماذا حدث؟! واين القائد؟! " تحدث احد الجنود..
" لقد ذهب لوحده لــ.."
قاطعت ناوري" يريد ان يكون وحده.. هل من مشكلة؟!" كان شيسوي ينظر إليها بغضب واضح..

ناكا" ولما تتشاجران؟! ساسكي دائما يحب البقاء لوحده"
"آسفه يا أصدقاء.. لقد وبخني شيسوي لأني لم اتصرف جيدا وانا لم اتحمل.. عودوا للنوم رجاءاً "
"منذ متى اصبحتِ رقيقة كي تبكي لمثل هذا السبب التافة" قالها ناكا وهو يغادر..

بعد ان غادروا التفت إليها شيسوي قائلا" يجدر بك عدم النوم و الراحة يجب عليك ان تصلي ليعود بسلام لأني لا اعرف ما سأفعله بك ان هو اصيب"
ضغطت على ناي ساسكي الذي ائتمنها عليه حتى يعود.. خائفة من ان يصيبه مكروه ولكن  فساسكي يعني لها الكثير..وبينما هي جالسة وحدها فإذا بوردة تمتد إليها..
"كوجيرو؟!“
" فكرت بأنك يجب ان تتأملي شيئا جميلا بدل ان تنظري للأرض"
"شكرا لك" امسكت الوردة وبدأت بتدويرها "سوف يداهمك التعب ان بقيت مستيقظا"
" لا يمكنني النوم وانا اعرف انك حزينة.. لم يوبخك شيسوي بسبب سوء تصرف انت لم تسيئي التصرف من قبل"
نظرت له بتفاجئ.. التقت عيناهما فتهرب .. بقيا صامتين طول الوقت هي تتأمل تلك الوردة مع الناي وهو يسرق بعض النظرات الخجولة إليها..
في البعيد يثار التراب تحت حوافر خيل اسود مخلفا سحابة .. من يراه يظن أن له جناحان و سيحلق في أي لحظة.. تلك الاجنحة لم تكن للخيل و إنما للفارس للذي يمتطيه.. (ليراج) مدينة المنفى ومقبرة الاوتشيها.. السعادة و الدموع.. الامان و الخوف.. الحياة والموت يجتمع بها.. سيصل إليها بحلول المساء بعد يومين...

(اعزائي القاكم بعد 5 ايام لنتابع
ماهي المفاجأت التي سيلقاها ساسكي في ليراج
وهل سيعود منها بسلام؟!)

سيد المعركة (اكتملت)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن