الى الابد (كاملة)

20

_انت ليه كده؟
نظرت له وقد ظنته رحل مع البقية
اكمل معاتبا بصوت اجش _ليه كده؟ كنت اكتر وحده مدللة فينا اكتر وحده بابا كان شايف فيها انها هتكون بارة بيه وبمرتو ليه بتحبي نفسك للدرجة دي ليه؟
نظرت له بتهكم رافعة حاجبيها _ انا !
وقفت متجهة نحوه لتضغط على كتفه باصبعها بسخرية _انا مش بس احب نفسي انا اعشقها عارف اعشقها واي كانت الحاجة الي هتكون في صالحي هعملها سامع
ابعد يديها بعنف وتقزز  _ انت&*$# و@*#٪ ومش عاوز اشوفك تاني وبصراحة مش فاهم ازاي مازن عرف يبص في وشك يوميا ل 5سنين تقريبا
زفرت يحنق وهي تلتقط حقيبتها وتتجه للخارج تحت صوت حذائها العالي
********
غيرت ثيابها بسرعة قسوة وعادت لغرفة العمليات بعد ان اطمئنوا على خديجة واخيرا سمع صوت بكاء لتتفرج اساريرهم بالفرح
بدأت بالقفز كالطفلة نظرت لها نور بعدم فهم _هي اثيل ولدت؟
_اه يا روحي وده صوت بكاء النونو طيب؟
امأت نور بحماس لتخرج ممرضة بعد دقائق  ممسكة الطفلة بين يديها لتأخذها الى الحضانة _مبروك بنت زي القمر
همت بالرحيل ولكن ميان اختطفتها من بين يديها بحماس وجلست ليقترب منها مازن ضاحكا _يا ميان اعقلي لازم ياخدوها للحضانة
_شايفها شبهي ازاي
نظرت لها مديحة بذهول ثم قالت ضاحكة_شبهك ايه دي ملامح وشها لسة مش باينة
امأت لها ايجابا بحماس_هتبان وهتشوفو انها شبهي
****
نقلت اسيل لغرفة عادية تحت زغاريد مديحة وامل وخديجة التي كان الاحباط واليأس باديا عليها رغم ابتسامتها الفرحة المباركة لعمر واسيل
_هتسميها ايه
سكت الكل على سؤال دعاء التي تهز الطفلة برفق ليقول عمر بحنان وهو يداعب شعر اسيل  _كاميليا
نظرت له اختان بصدمة لتصرخا في نفس الوقت _قول والله
ضحك بخفوت _والله
احتضنته ميان بفرح شاكرة اياه تحت ابتسامة الاخرين بينما بدى على مازن الغيرة لاحتضان عمر لها
لاحظ عمر نظراته ليدفعها برفق ضاحكا _روحض احضني جوزك احسن لياكلني دلوقتي
دفعت كتفيه بمرح قائلة بمزاح _والله الغلط على الي يحضنك
اقتربت من مازن واحتضنت يده بحب وتملك مسا قلبه بشدة رغم بساطة تلك الحركة _احضن جوزي احسن
نظر لها بابتسامة محبة وهو يفكر بسخرية من قربها الشديد رغم بعد كلاهما غافلا عن قرب مشاعر كلاهما ،شاردا عن تلك الاحاديث التي تتبادلها النساء بينهم وبين اسيل
****
الغد عادت اسيل للمنزل لصحة حالتها واقيمت العقيقة بفرح مرحبين بــ"ـكاميليا" التي اضائت المنزل على قول مديحة
****
مر اسبوع جلست امام طاولة الزينة تنظر لانعكاسها بشرود تفكر فيما حدث بالامس
"" عودة للامس""
تمدد كل في غرفة اخرى نظر للسقف باؤهاق ولم يجافه النوم رغم تعبه فكر في حالته فلم تتغير رغم انه لا ينكر سعادته بكونه ليس حراما لو تلامست ايديهم ليس حراما لو تأملها وهي تحدثه ليس حراما ان ان …
رغم انه في غرفة اخرى ولا حق له في الاقتراب منها بمعنى الكلمة كزوج حسب اتفاقهم وكان هو من وضع هذا ااشرط ولكنه يذكر نظرة الراحة بعينيها
وقف بعد ان اخس بعطش ولم يجد قارورة بغرفته تسلل لغرفتها ليجدها تحتضن ذلك الدب الضخم كالعادة يذكر اول ليلة بعد قدومهم من المستشفى وكيف دخلت بوجه احمر كالطماطم بعد ان اوقفتها مديحة وامل يكلمانها عن اشياء خاصة ودهشتها لذاك القميص الذي وضعته احداهن على الفراش فلاش باك
سحبت القميص وخبأته وراء ظهرها واتجهت بسرعة للخزانة لتقف مفكرة في مكان مناسب كي لا راه احد متمتمتا _طنط امل على نياتها والله
انتفضت بفزع وهي تسمع صوته العبث ورائها _مين على نياتها
خبأت القميص بسرعة وقد احمر وجهها زيادة تراجعت بينما قال هو متأملا فضيتيها _انتو بترغوا في ايه ساعة تحت
_اه امممم احنا احم كنا بس يعني
ضحك باستمتاع لارتباكها _انتوا ايه وكنتوا ايه مالك وكأنك بتسرقي
ارجعت احدا خصلات شعرها خلف اذنها ومسحت على حاجبها تلك الحركة التي تكررها كلما توترت لتقول بخفوت _عاوز الصراحة ؟
امأ بابتسامة حنونة لتقول بخفوت _امك كانت بتقولي حاجات غريبة
ارتفعت قهقهته بينما تدفق هي الدم بسرعة الى وجهها وبدأت حرارتها بالتصاعد ويكاد يغمى عليها من الحرج وضع يده جانب رأسها مردفا بعبث_زي ايه
رفعت نظراتها المحرجة له ودفعته قائلة بسخط محاولة اخفاء حرجها _والله انت قليل ادب
جلس على الفراش ضاحكا بينما دخلت هي للاستحمام وخرجت بعد 15 دقيقة
رفع رأسه عن هاتفه بدهشة _خلصتي
امأت متناسية ما حدث منذ قليل
_ايه 15 دقيقة خلصتي استحمام
امأت مستغربة من تفاجأه _ عمري ما شفت ست بتخلص حاجة بالسرعة دي
رفعت رأسها بفخر قائلة بغرور مصطنع _امال حضر نفسك عشان هتشوف اسرع ست في العالم
ضحك رافعا حاحباه بعدم تصديق لتقول مأكدة وهي تخرج بعض الاشياء من الخزانة _والله هو اه معروف عن ستات انهم هما بيتأخروا في كل حاجة بس بما اني ضابطة وكنت على سيستام جيش وعارف المفروض اكمل في 10 دقائق بس بما اني تقاعدت وبس
التفتت ناظرة له لتجده يتأملها باعجاب
مسحت حاجبها وسعلت باصطناع لتوترها _احم اه صح انا ابات فين
ابتسم بعبث وقال  _جنبي طبعا
تحول وجهها لاشارة مرور حمراء بينما انفجر هو ضحكا _امال فين ،الزوجة الصالخة بتنام جنب جوزها اناديلك امي تكمل المحاضرة الي بدتها قبل نص ساعة
لترميه بمخدة التقطها ضاحكا _قليل ادب انت كنت سامعنا
امأ ضاحكا ثم وقف بجدية مصطنعة  وقال_اختار الغرفة الي انت عازاها
نظرت له بقلق _مازن انت زعلت ؟
تجاهلها قائلا _يلا اختار انهي غرفة هتنامي فيها عشان اعرف انام
اقتربت بقلق _مازن هو انت زعلت
نظر بعيدا عن وجهها كي لا ينفجر ضحكا
هزت كتفه _مااااازن انت زعلت عشان قلت قليل ادب ؟
امأ ليرى ردة فعلها _طيب اسفة اخر مرة والله
نظر لها ليجدها تهمس بخفوت وصل اليه  _بس الصراحة  انت قليل ادب
رفع حاجباه _سمعتك ع فكرة
كممت فمها بيديها قائلة _ اسفة اسفه
نزعت يديها ثم قالت بخفوت حزين بعض الشيئ _بس ما  تزعلش
رق قلبه لنبرتها وضع جبينه على جبينها لتلتقي عيناهما في حديث طويييييل صامت ليقول بعدها بحشرجة في صوته_عمري ما هزعل منك وحتى لو زعلت هفضلك سند واقف جنبك الى الابد
لمعت عيناها بامتنان لتقول _وانا كمان مش هزعل منك وحتى لو زعلت هفضل وقفة جبنك الى ابد مش معنى اننا متزاعلين معنى اني هجي ضدك
نظر لها باعجاب لتفلت شفتاه مقبلة جبينها محاولا التحكم في نفسه ابتعد قائلا وهو يتجاهل مشاعره ليقول _طيب هتنامي في انهي غرفة
_دي بس هقولك حاجة الاول
عقد حاجبيه_ايه
اتجهت للخزانة مخرحة دبا كبيييرا يصل لكتفيها وربما اطول قليلا احتضنته بحب وقالت _مش هعرف انام من غيرو
ضحك بدهشة قائلا _نامي يختي زي مانتي عايزة ''"
نهاية الفلاش باك
تنهد وكم يحسد ذلك الدب هز رأسه ساخرا من نفسه واتجه يلتقط قارورة الماء بهدوء كي لا يوقظها انتبه لتنفسها المتسارع وكأنها كانت تركض وضع القنينة متمتما بحمد بعد ان اكمل شربه ليجدها تهمس بطلاسم لم يفقه منها شيئا وبدى الخوف على ملامحها التي اظهرها ضوء القمر الخافت المتسلل من النافذة كاشفا قطرات العرق التي تتصبب من جبينها ،ازدادت انتفاضتها فجأة ليحركها برفق  محاولا ايقاظها 
استيقظت بفزع لتجده يتمتم بأيات قرأنية لتهدأتها ،هدأت اخيرا هامسة له انها بخير وهي تشكره وتتأسف لايقاظه
عاد الى سريره بمضض بعد ان اخبرته انه مجرد كابوس وستنام مجددا تثاقل جفناه ليغافيه النوم لكنه فتحهما بسرعة وهو يشعر بتحرك الفراش نظر لظلها الذي تسلل تحت الغطاء لتتمسك يسراها بقميصه هامسة _اسفة بس انا خايفة
دار على جانبه الايمن ساحبا اياها لحضنه لتنفجر باكية وهي تتمسك به كطفلة خائفة من ترك والدها يد تحتضنها واخرى تربت على ظهرها لتهدأها بينما تحرك هي رأسها على صدره بعشوائية باكية تحاول محو تلك الذكريات التي لا تكف عن زيارته بين حلم واخر تتعالا شهقاتها مع كلمات مبعثرة تحاول التعبير عن ما يألمها ويستمع هو لها دون نقاش  يقبل رأسها بحنان لم تذقه من فترة لتتمسك به اكثر متمتمتا بشكر وامتنان لتغلق بعدها عيناها بتثاقل شعرت بانامله تمسح دموعها بحنو ثم قبل جبينها وراح كليهما في سبات عميق
فتحت عيناها بنعاس لتجد نفسها تتوسد صدره وانفاسه المنتظمة تضرب جبينها احمرت وجنتها بخجل الا انها ابتسمت بسعادة لذاك الدفئ الذي يتسلل اليها غمست رأسها في صدره اكثر تستغل فرصة نومه وتشكر عادة الاستيقاظ المبكر قبله كل يوم لتتمتع بهذه اللحظات يده التي تحيط كتفيها والاخرى على ظهرها بينما تتلامس اقدامهما احست براحة عجيبة تتغلغل داخلها لتعاود النوم لساعة او اكثر حتى يوقظها هو بحنان بالغ ممازحا اياها على احتضانها له _الظاهر اني بقيت دبدوب
""العودة الى الوقت الحاضر"" 
تبسمت بحب ثم لمست قلادتها بشرود
              هل ستوفق في زيارة اليوم؟؟؟؟
********يتبع
كتابة :رزان حسن