23

1.5K 64 8
                                    

مرت دقائق صمت قبل ان  تقول وهي تراه  يزيد السرعة بسبب قلة السيارات _طيب في حاجة مهمة لازم تعرفها اكتر من باقي الذكريات
استرعت جملتها انتباه كل حواسه لتكمل هي بتنهد _قبل جوازنا ،زفرت مغمضة العينيان واكملت،السبي الي خلاني اوافق ع الخطة دي هو اني اكتشفت ان حضرة عمر سيوفي لعب بكل املاكه و لما خسر مقبلش انه يعطي كل املاكه واتفق مع الرابح انه يجوزني من ابنه
اخذت زفيرا عميقا وقالت بحزن_انا عارفه اني كده واضح كده وضوح الشمس اني بستغلك عشان كده اسفه جدا والله انا بس ،اعادت رأسها مغمضة العينان لتكمل _انا بس تعبت
فتحت عيناها وهي تحس بتوقف السيارة على جانب الطريق وتراه يرجع رأسه على الكرسي ويضع اصبيعيه على انفه بين عينيه وقد اغلق جفنيه لثواني قبل ان تضع يدها على كتفه قائلة بقلق _مازن
اجابها بتشوش _انا بس مش فاهمة ازاي المخلوق ده ابوكي
صدر عنها صوت كضحكة سخرية ليفتح عينيه ناظرا لها وقد اكتسح الالم والحزن ملامحها _ابويا ايه بس ،زفرت بحنق ويبقى الصمت تحت اصوات السيارات المسرعة
**********
:)
وقفت السيارة امام القصر بعد ان فتح الحراس البوابة بسرعة عندما رأؤوها دخلا معا وقد شبكت يدها بيده تستمد الطاقة ملس باصبعه على يدها وهمس بحنو_انا معك
امأت بتوتر واخرجت مفتاحا وفتحت الباب دخل كلاهما ودلفا الى غرفة الجلوس لتنادي هي بصوت حهوي _يا استاذ عمر السيوفي
التفت رجل بالستينات او ما قبلها بقليل وقد خط الشيب خطاه الى خصلاته الثقيلة المصففة بعناية ولمعت عينه بخبث وشراسة وقف لتظهر بدلته الكحلية وجسمه المتناسق رغم عمره_ازيك يا حبيبتي
وقف اخر بنفس العمر ربما ببدلة سوداء ولحية بيضاء وشعر ابيض بخصلات نادرة سوداء معه
_مش تعرفينا
تقدم مازن متجاهلا اجابتها ومد يده ليتصافح كلاهما ويقول _مازن العابدي جوز بنت حضرتك
وقف شاب الثلاثينات لم يره مازن ولا ميان ليقول بانزعاج_جوز مين يا انت احنا ما اتفقناش كده
نظر الرجل الى والد ميان بغضب وهم بالرد غير ان الاخر لم يعطه فرصة ليبرر قائلا_والله ما كنت اعرف وكمان ايه رأيك لو
قطاعته ميان بغضب جم_بقولك ايه انت وهو هات الورقة عشان اقطعها قدام عينيكو وارجع لبيتي يلا  وتفاهموا زي ما عايزين
نظر لها عمر السيوفي بحنق لتكمل _انت عارف ان كلمة مني وكل حاجة هتروح ها ايه رأيك؟
_طب خلينا نتفاهم
قاطعته بحزم_اخليلك الشركة
زفر بحنق وهو يبتلع سبابا قذرا كاد يخرج من ثمه _طيب
مد اوراقا لتتقدم هي وتقرأها بتمعن ثم توقع وتأخذ اخرى لتقوم بتمزيقها وتقترب منه على حين غفلة قائلة بتوعد_والله لو عرفت انك فكرت تلعب بديلك تاني لكون طالعالك زي عفريت العلبه كده سامع
هتف الشاب الثلاثيني قائلا بمكر _طب انا متنازل على كل حاجة بشرط واحد
التفت له عمر السيوفي بامل وقال_اتفضل اشرط
اشار لميان وقال وعيناه تتفحصها بقذارة _ليلة مع بنتك دي وبس
شهقت بفزع وهي ترى مازن يلكمه  بقوة القته بعيدا عن موضعه ليمسكه من تلابيب قميصه ليهمس بفحيح وتوعد _ عيد الي قلتو ها؟ما سمعتش
نفى الشاب بسرعة_مفيش كان مجرد اقتراح
لكمه مجددا اقوى من المرة الاولى  ليرميه تحت نظراتهم ويسحب يد ميان ويقول بصوت جهوي منبها ثلاثتهم _ يا ويل واحد فيكم لو شفتوا قريب منها ،اشار لوالدها واكمل بصراخ،سامع
واسرع ليخرج وتلحقه هي والابتسامة تزين ثغرها
جلسا في السيارة بصمت ولم تجد هي ما تقله وما ان خرجا من البوابة قال لها _لو عايزة تتغدي او تاكلي حاجة عشان الطريق طويل
نفت بسرعة وهي تتمتم_لا شكرا ،
ادار مقود السيارة ليخرج من انهج الاثرياء تلك ويسرع ،ظلت تتأمله لدقائق قبل ان يجافيها النوم لتقول بنعاس واناملها تمتد لتتشابك مع مع انامله_شكرا بجد
والتقت اهدابها لساعاتنظر لاناملها المتشابكى مع خاصته وابتسم بسخرية " ومالذي توقعته منه في موقف مشابه"حتى ايقظها قبل الوصول لمنزلهم  ،فركت عيناها بنعاس وهمست_وصلنا
نفى_لا لسه بس فكرت لو عايزة تزوري امك
نظرت لحدقتاه قليلا ثم امأت بالايجاب _اه
ادار السيارة ليقف امام المقبرة عقدت حاجباها_انت عارف انها في القاهرة!؟
_اه اسيل قالتلي
امأت وفتحت الباب لتقف ،لتصفعها الرياح الباردة ،ارتجفت وهي ترفع رأسها لترى الغيوم الرمادية احتلت السماء ويبدو انها ستمطر بقوة  
وضع سترته على كتفيها لتجتاح رائحة عطره انفها دفع ظهرها برفق ليدخلو ،وقفت امام قبر والدتها وجثت على ركبيتيها بعد ان قرأت سورة الفاتحة لتهمس وهي تلاعب وردا زرع على قبرها_هو يمكن ابدى حياة جديدة ؟
رفعت رأسها لمازن الذي تمتم _صدق الله مولانا العظيم
نظر لها وابتسم بدفء وربت على كتفها بادلته الابتسامة واعادت نظرها للزهور متمتمتا لوالدتها_يمكن ويمكن لا
هبت واقفة ليعودوا
*********
دخلا المنزل رحبت بهما امل وسألتهما وضع الفطور الا ان كلاهما رفض واستأذن مازن لينام
جلست قليلا مع امل ثم استأذنت هي الاخرى لترتاح قليلا
دخلت الغرفة لتجده ممددا على ظهره وينظر للسقف بشرود لدرجة انه لم ينتبه لها  دلفت الحمام لتغير ثيابها بسرعه صدر صوت رعد قوي لتنتفض بفزع اعتدل هو في جلسته ناظرا اليها لتسعل باحراج_اسفه انا بس اتفزعت
ابتسم بحنان وآمأ متفهما ثم اردف _لو خايفة تعالي هنا
اقتربت بلا تردد ودلفت تحت الغطاء الخفيف  عاد هو لوضعيته بينما تأملته هي لدقائق حتى غفى  لتقترب  منه محتضنة يده هامسة بامتنان  _شكرا
وصلته همستها كحلم جميل خفيف لترتسم الابتسامة على ثغره

الى الابد (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن