فتراهُ مُصفرًّا

7. نصٌّ يتلاشى

على الجدار القاتمِ أمامي
أرى انعكاسي الهزيل،
يرقصُ مع انعكاسٍ آخر أجهله تمامًا..
كان قلبي من يعزفُ لحنًا غارقًا بالسواد،
وينشدُ معها كلماتٍ من كتابٍ خالي السطور،
صفحاته بيضاء، معنونةٌ بأماكن أعرفها،
وتواريخ أحفظها، دون تفاصيل أخرى،
كان المكانُ والزمانُ جلَّا الأشياء،
ومصنع الذكريات التي بَهَت حبرها،
لكن القلب يذكرها..
غمامةٌ ثقيلةٌ، تحطُّ فوق رأسي،
وتمطرُ تراتيلَ، مقصودها الغياب..
المقطوعةُ اشتدت،
والقلب نزفَ في أوجها،
انتهت،
سقط انعكاسها بين يديه،
ثم تلاشت كأنها لم تكن،
ارتعش واضطرب،
تطايرت الصفحات،
حتى صار في كل مكان، وكل زمان،
صارت الصورة جليةً،
كل شيءٌ في مكانه غير الصحيح،
لا ينقصه إلا هي،
وانعكاسهما،
كأنها لم تكن موجودةً،
أو حتى هو.

• • •

-أيهم.