كنت أسير البارحة مترنحًا،
أصطدم بالمارّة دون قصد..
يتبعثر بضعٌ متعبٌ مني أرضّا..
تذروه الرياح بعيدًا فلا أقوى على جمعه..
وصلتُ وجهتي..
وإذ بي ثُلث جسد يعتريه الإنهاك..
شقوق الضعف تتخللني
مصدعةً ما تبقى مني..
في كل خطوةٍ أفقدني..
الأمتار القليلة التي تفصلني عن الباب المنشود
تصبح أضعافًا..
يدي التي كان عليّ طرقه بها اندثرت..
ويدي اليسرى أحمل عليها ما تبقى من قلبي،
الذي عزمت على إهدائه لها في مشواري الأخير..
انحنيت على الباب مرتطمًا..
فكرت: لعلها تسمعني.
كانت المشاعر قد وجدت طريقها خارجًا،
تسربت من جسدي..
وعقلي من فرط الإجهاد
ما عاد يستجيب للفقدان الجاري..
وسمحت للجزء الصغير المتبقي مني
أن يتهشم أرضًا..
واستقرّ قلبي فوق الهشيم..• • •
تفتح باب منزلها صباحًا
كي ترسل ظرفًا عن طريق البريد..
تجدُ حفنةً من التربة الخصبة،
تعتليها زهرةٌ أرجوانيةٌ عتيقةٌ؛
تفوح منها رائحة الأسف والندم..
تزرع الزهرة في الحوض القابع بجانب الباب..
برفقة النعناع الذابل نتيجة قلة اكتراثها..
وتعود إلى منزلها باكيةً..
ناسيةً أمر المظروف.• • •
-أيهم.
أنت تقرأ
فتراهُ مُصفرًّا
Aléatoire"حتّى أشدُّ الزهورِ جَمالًا تَذبُلُ". • • • • نصوصٌ ذابلةٌ. • جميع الحقوق محفوظة ©