على الطاولة الصغيرة في المقهى،
حيثُ أجلسُ على كرسيٍّ يأكُلُه القِدم،
دون رفيقٍ على الكرسي الآخر،
والناسُ من حولي يتحادثون بسعادة،
وأنا جُلُّ ما أفكر فيه كيف أحرر نفسي
من القيد وأنت،
أصواتهم ترتفعُ، والفرحةُ تغمر أصواتهم
بشكلٍ يُشعرني بفرطِ الألم،
أناظرُ البابَ كلّ حينٍ؛ أنتظركُ،
لكنك لا تأتي،
وعلاماتُ الوحدةِ التي تركتها تكسوني،
كالفراشةِ إن رحلتْ هي،
أثرُ الفراشةِ لا يرحلُ..
كلماتهم صارت كشريطٍ يسبح في عقلي،
تخِزُني، تجفلني، واضطرب،
حتى شعرت بالأشياء تختلُّ من كل صوبٍ،
وأردت لشخصٍ أن يعانقني
عندما لم توجد أنت،
وقفتُ، وأمام مرأى لا أحدٍ
عانقتُ نفسيَ مطولًا، وشددت قبضتيّ،
وأبكي، حتى التحمت أضلُعي،
خالقةً فضاءً تاه فيه قلبي،
أحسست به يهوي بعيدًا،
صار نجمًا منطفئًا، يحتضرُ
في السماء كلما حدقت فيها،
وقت الشفق المُدمي،
وأنا، وكياني كله،
أهوي معه.
• • •
-أيهم
أنت تقرأ
فتراهُ مُصفرًّا
Casuale"حتّى أشدُّ الزهورِ جَمالًا تَذبُلُ". • • • • نصوصٌ ذابلةٌ. • جميع الحقوق محفوظة ©