حينما يأتي الليل دائماً أدندن تلك التهويدة التي لا تفارق عقلي تلك التهويدة الهولندية مطبوعة في ذاكرتي
جاء إليّ أيوب ، كان يحتفظ بشيء يخفيه في ثيابه
أيوب " لقد وجدتُ هذه يا سيدي " كانت أوراق تعريفية
أمسكتها ، إنها الأوراق التعريفية الخاصة بالكابتن إيهاب
فان هارلم " هل تعلم ماذا يعني هذا يا صديقي ، لا تعني إلا شيء واحد .. أن الكابتن إيهاب قد لقى مصرعه .. و أن القاتل بيننا الآن "
أيوب " لقد وجدت تلك الأوراق في غرفة القبطان بيراك "
فان هارلم " إما أنه ترك الكابتن إيهاب يموت و إما أنه قتله .. لقد أخبرني إبراهيم أن بيراك قال لهم إن إيهاب يعاني من مرض معدي و أخذ حجراً من الأحجار الكريمة ليعطيه إيهاب ليتمكن من سداد مصاريف المشفى و إيجاد سفينة تأخذه إلى تركيا .. لكنني أعتقد أن الأمر أكثر من ذلك أيضاً .. أتعلم يا أيوب هذه الأحجار التي ينقلونها من البرازيل ، إنها باهظة الثمن ، حجر واحد صغير يمكنه أن يجعلك غنياً يمكنه أن يبتاعك قصراً ، فقط إذا تم بيعها في المكان المناسب .. تركيا "
أيوب " لماذا في تركيا ؟ "
فان هارلم " لأن العثمانيين ، العائلة السلطانية ، الأمراء و الأميرات .. يقدرون المجوهرات الثمينة تلك ، يدفعون الكثير لأجلها و هم يمتلكون الكثيير "
أيوب " أيها الكابتن فان هارلم .. بالنسبة لقصة الفتى الذي كان ينظف السفينة .. هل تعرف المزيد من قصته ؟ "
فان هارلم " هل أخبرتك أنه إنضم لسفينة قراصنة ؟! "
أيوب " نعم ، قولت أن القرصان أبقى عليه لأن القرصان كان جيداً "
فان هارلم " لم يكن الأمر كذلك .. اسمع يا أيوب ، البحر قاسٍ جداً .. القراصنة لا يرسون بسفنهم في المواني .. دائماً في البحار ، تجف قلوبهم من المياه المالحة و يصبحون قُساة مثل البحر .. القليلون من يحتفظون ببعض المبادئ
لم يكن الفتى الذي ينظف السفينة مجرد فتى عادي ، كان ذكياً مثلك يا أيوب .. حدثت عاصفة كما حدث معنا .. كان الجميع يحاول أن يحتمي أو يحاول الحفاظ على ممتلكاته الثمينة .. ثم لاحظ الفتى أن قبطان السفينة ، كان هذا القبطان رجلاً بغيضاً .. لاحظ أنه يخبيء شيئاً ما .. كنزاً واراه عن نظر الجميع داخل مكان سري في جدران السفينة
حينما هاجم القراصنة السفينة عقد الفتى صفقة مع القرصان ..أخبر القرصان مكان الكنز و أبقى القرصان على حياته "
أيوب " ماذا حدث لباقي البحارة ، هل قتلهم القراصنة "
فان هارلم " ألقوا بهم في البحر .. أتعلم كان يمكن أن يعقد القبطان نفس الصفقة مع القراصنة لكن القراصنة كانوا سيقتلونه رغم ذلك "
أيوب " إذاً لماذا أبقى القرصان على الفتى "
فان هارلم " القرصان أخبر الفتى أنه إذا كان القبطان أخبره عن كنزه و عقد نفس الصفقة كان سيقتله بعد أن يصل للكنز لكنه أوفى بوعده مع الفتى لأنه أعجب بذكائه و بشدة إنتباهه .. لم يبقيه على السفينة كأسير بل كقرصان صغير .. و بمرور الوقت أصبح الفتى ذات يوم هو قبطان تلك السفينة و أسماها الهولندي الطائر "
ثم أكملت " أيوب ، هذه الأوراق ليست دليلاً كافياً .. سأثق فيك يا أيوب .. أنت رجلي على تلك السفينة ، مهما يحدث لي لا تتبعني .. قد تحدث أموراً سيئة لي أريدك ألا تقلق ولا تتوقف عن البحث "
وضعت يدي على كتف أيوب و أكملت " لقد علمتُ أنك تبرعت بنصف طعامك للعبيد مثلما فعلتُ أنا و فيونا هذا أثبت لي أن قلبك لازال طاهراً و أثبت لي أنني وضعتُ ثقتي في رجل صالح "
أيوب " لن أخذلك أبداً يا سيدي "
ثم طلبت منه أن ينصرف و عدتُ أُدندن تلك التهويدة الهولندية كما كنت ..
أنت تقرأ
الأحجار العائمة
Mystery / Thrillerتدور أحداث الرواية في القرن الثامن عشر سفينة تركية تحمل أحجار كريمة من البرازيل إلى تركيا و لكن قبطان السفينة يقرر عقد صفقة أخرى لنقل مجموعة من العبيد من أفريقيا إلى أمريكا و يحتاجون القرصان و الأدميرال السابق فان هارم الهولندي ليبحر بهم عبر الأطلن...