إنه يوم لا أنساه ، كنت أقف في الميناء بعد مرور يومين من مغادرة أيسون
على جزيرة بربادوس تلك .. وجدتُ سفينة تركية في ميناء بربادوس ، اتفقتُ معهم على نقل فيونا إلى تركيا .. وعدتُ إلى الفندق حيث كنا نقيم
تفاجأت فيونا من الأمر عندما أخبرتها
فيونا " لقد فاجأتني يا لوليون بحق "
فان هارلم " لوليون ! أنا لا أحب هذا الاسم يا فيونا .. فيونا أنا أقدر إعجابك و شخصيتك الجميلة تلك ، لكن الأمور لن تنجح معي .. لديكِ حياة جميلة تنتظرك في تركيا ، ستتزوجين شاباً جميلاً في مثل سنك و ستحققين الكثير من الأشياء .. "
فيونا " فان هارلم ، لماذا لا تنجح الأمور ، ألا تجدني جميلة .. "
فان هارلم " إنك أجمل فتاة رأيتها يا فيونا "
فيونا " إذاً لماذا لا نتزوج و نعيش هنا على تلك الجزيرة مع بايروبي ، لدينا ما يكفينا من الأموال ، لدينا كل شيء "
فان هارلم " فيونا ، منذ أن رأيتك أعجبت بشخصيتك تلك البريئة و الجميلة ، ربما إذا كنت فان هارلم منذ عشرة أعوام كان الوضع سيختلف ، لكنني بعد أن فقدتُ أماليا و فقدتُ معها متعة الحياة .. أنتي تحتاجين لشخص مفعم بالحياة ، شخص يضيء حياتك لا يطفئها .. أنا سآخذ بايروبي إلى أهلها في داهومي و سأعود بعدها إلى مونروفيا ، سأسدد ديوني هناك و أعيش بهدوء حتى تنتهي حياتي تلك .."
كانت فيونا حزينة جداً لما فعلته و كأنني حطمتُ قلبها بكلماتي و موقفي
فان هارلم " سأخبرك أمراً ، إنها خطة من خططي المجنونة تلك .. عودي إلى تركيا و إذا لم تحققي شيء و إذا لم تأكدتي أنني فعلاً الشخص المناسب تعالي إلى مونروفيا .. عندها لن أتردد في أن أبدأ معكي حياة جديدة .. و سأحتفظ بكتاب مذكراتك هذا إذا سمحتي "
أعجبتها الفكرة جداً ، ابتسمت و تفتح وجهها كزهرة حمراء جميلة في الربيع و لكنها أرادت أن تأخذ الكتاب ، في النهاية اتفقنا على أن نقوم بشطر الكتاب لنصفين و كلاً منا أخذ نصف
و غادرت فيونا .. اصطحبتها إلى ذلك الميناء ، تقاسمنا أيضاً الأحجار الكريمة التي أعطانا إياها أيوب ، لا أعلم هل وجد هذا الصبي تلك الأحجار حيث خبأها بيراك لنفسه أم أنه أخذها من أحد الصناديق ، لكنني أعلم يقيناً أنه لن يواجه أي مشاكل مع الأمر و أعلم جيداً أيضاً أنه قد احتفظ بمثلها لنفسه
لقد حولته إلى قرصان ، لقد صنعتُ وحشاً جديداً .. ربما البحر هو من فعل الأمر ، إنه هو من يصنع القراصنة بمياهه المالحة تلك يجفف القلوب كما نجفف الأسماك
عدتُ إلى أفريقيا ، محملاً بعشرين ألف قطعة ذهبية و ذلك الحجر الكريم في جُعبتي
سددتُ ديوني ، ولكنني لم أجد أهل بايروبي .. فتبنيتها ، ربيتها كإبنتي ..
عشتُ في مونروفيا ، امتلكتُ بيتاً بالقرب من البحر هناك ..
انتظرتُ أن تأتي فيونا في يوم ما .. لكن بعد أن مرت خمس سنوات أدركتُ أنها لن تأتي .. تمنيتُ أن تكون حققت الكثير و أن تكون وجدت شاباً جميلاً ليكملا معاً حياتهما
أما أنا فلقد وجدت حياة جديدة هنا ، على تلك الأرض الساحرة ، كأب صالح
لازلتُ أغني لبايروبي تلك التهويدة قبل نومها ولازلتُ أرى أماليا تغنيها في أحلامي
أنت تقرأ
الأحجار العائمة
Mystery / Thrillerتدور أحداث الرواية في القرن الثامن عشر سفينة تركية تحمل أحجار كريمة من البرازيل إلى تركيا و لكن قبطان السفينة يقرر عقد صفقة أخرى لنقل مجموعة من العبيد من أفريقيا إلى أمريكا و يحتاجون القرصان و الأدميرال السابق فان هارم الهولندي ليبحر بهم عبر الأطلن...