الفصل السابع

45 7 0
                                    

في عام 1825 اكتشف بحار و قبطان مستكشف يدعى جورج نوريس إحدى الجزر في الأطلسي ، أطلقوا عليها جزيرة تومبسون
في طريق سفينتنا أيسون مررنا بجزيرة تومبسون و قرروا نفينا عليها .. تركوني و فيونا لنسبح إليه .. قرروا أن يتركوا لنا الخيار إما أن نقفز إليها بإرادتنا أو يقومون بدفعنا من السفينة في الماء بالقوة
قبل أن أقفز في المياه نظرتُ إلي بيراك كان يبتسم .. اقترب مني و أشار إلى الجزيرة " أتعرف تلك الجزيرة ، رغم خبرتي في البحر إلا أنني أستطيع أن أقسم أنها تومبسون ، ماذا تطلقون عليها أيها الهولنديون .. إسخيميا صحيح "
فان هارلم " يفاجأني الأمر صراحة و تلك المعلومة من صاحب اليدين الناعمتين "
اقترب أكثر و قال بصوت خافت " أتعلم .. كنت محقاً ، أنا أُدعى بهور قارمونا .. تذكر هذا الاسم جيداً حينما تموت على تلك الجزيرة عندما تغرق " و أعطى الأمر للبحارة ليدفعونا في البحر .. لم أنتظر الأمر و قفزت
وقفت على حافة السفينة و غمزتُ بعيني و أنا أبتسم دون أن أنظر مباشرة لأيوب ، نظرت لبيراك و أنا أبتسم و غمزتُ له بعيني و قفزتُ في المياه و تبعتني فيونا "

سبحنا نحو الشاطئ  لم تتمهل فيونا حتى تسألني ماذا كان يقصد بيراك بكلماته
فان هارلم " أتعرفين الهولندية ؟"
فيونا " بالتأكيد .." أخذت تفكر " اسخيميا ، اسخيم .. شبح "
فان هارلم " إنها الجزيرة الشبح ، إنها تظهر و تختفي .. أو بمعنى آخر تغرق .. عندما أخبر عنها جورج نوريس و عاد بعدها إليها بخمسة أعوام لم يجدها .. و وجدها بحارة آخرون بعد ذلك و في أماكن مختلفة في هذه المياه الأطلسية
لا يوجد عليها أحد إنها خالية ، فقط الأشجار و الصخور و الرمال "
فيونا " هل هذا يعني أننا سنموت .. هل سننتهي هنا " أخذت تتكلم  و كأنها في حالة صدمة بينما استلقيتُ على ظهري و يداي خلف رأسي و بدأت أستمتع بالشمس و المياه الزرقاء الساحرة .. إنها جزيرة ساحرة بكل معنى الكلمة ..
هدأت فيونا و بدأت تتعجب من موقفي السلبي " ماذا تفعل بحق الجحيم ، هل ستظل هكذا حتى تغرق الجزيرة .. ألن تقوم بعمل قارب أو مركب أو أي شيء "
فان هارلم " تتحدثين الهولندية .. هل استمعتي لي و أنا أغني لبايروبي
كم سأفتقد تلك الفتاة و أيوب .. " كانت فيونا تنظر لي بتعجب و اقتربت مني و هي لازالت واقفة و كأنها تقول ماذا تقول بحق الجحيم يارجل
فأكملت " أليست تلك أمنيتك .. إنها تتحقق ، جزيرة مهجورة و .. "
فيونا " رباااه ، لقد وجدت المذكرات و قرأتها " كان وجهها محمراً و كأن كل الدماء في جسدها قد تجمعت في وجهها ، استدارت و ابتعدت
فيونا " هل قرأت كل شيء "
فان هارلم " كل ورقة "
فيونا " أنا لا أعرف كيف أفكر أو كيف أتصرف .. أنا اااا " و بدأت تبكي ثم بعد دقائق من الصمت بدأت تهدأ و بدأت تحدثني
فيونا " فان هارلم ، إنه ليس اسمك الحقيقي صحيح ، جدي الأكبر كان يدعى فان هارلم ، مراد بك الأصغر كما يصفه الأتراك ... تلك التهويدة التي تغنيها "

بدأت أغني تلك التهويدة ، التهويدة الكاملة

لوليون لوليون يا طفلي الصغير لماذا تبكي بألم هكذا
هل كتب عليك البكاء كما كتب على أسلافك منذ القدم
وكتب عليك العيش في أسى دوماً إلى الأبد

لوليون لوليون يا طفلي الصغير إلى الدنيا الهمجية جئت كما جاؤوا قبلك
أحضرتك إليها سامحني يا صغيري

لوليون  لوليون يا طفي  الصغير ، الطيور في السماء و الأسماك في المياه وحتى الحوش
كل كائن حي من لحم ودم حين يأتي لهذه الدنيا يصنع الخير لنفسه ..إلا الشقي البائس ابن آدم
يصنع الشر لنفسه و يصنع الوحوش

لوليون   لوليون يا طفلي الصغير عندما تكبر و تصبح رجلا و ستكون صلباً
تذكر أنك ترعرعت في حضن أمك ، لا تنسى أبداً أمك و احفظها في قلبك

لوليون  لوليون يا طفلي الصغير لا تنسى أبداً ما أقول ، لا تنسى أمك و أحفظها في قلبك

لوليون  لوليون يا طفلي الصغير يا طفلي الصغير مع الحزن أتيت إلى هذه الدنيا و مع الحزن سترحل عنها
لوليون لوليون يا طفلي الصغير لا تأمن أبداً هذه الدنيا .. إنها تحول الغني إلى فقير و في لمح البصر الفقير إلى غني
إنها تقلب الضراء إلى سراء و بغمضة عين السراء إلى ضراء
لا يأمنها أي إنسان ، إنها تتقلب دائماً منذ القدم

لوليون لوليون يا طفلي الصغير  إنها تدور و تدور نحو الرغد أو الويل
ياطفلي الصغير أنت عابر سبيل في دنيا الشر
الموت سيأتي على متن ريح من حفرة حالكة الظلمة
إنه شر من فعل آدم و ورثه أبنائه
لوليون لوليون يا طفلي الصغير ها هو الويل يا طفلي الصغير هكذا سيكون الويل في أرض الفردوس بفعل الشرير
ياطفلي الصغير أنت لست مقيم ، أنت عابر سبيل أيامك معدودة و رحلتك محدودة
سواء استدرت شرقاً أو غرباً الموت سيصيبك بألمه المرير بين الضلوع

فيونا " هل هذه تهويدة .. هل كانت أمك تغني لك تلك الكلمات السيئة قبل أن تنام "

فان هارلم " اسمي الحقيقي هو لوليون .. لكنني لا أحب ذلك الاسم ..سأخبرك القصة و أنا أعمل و الآن عليكِ أن تساعدينني "
فيونا " أساعدك في ماذا ؟! "
فان هارلم " في جمع الأخشاب .. سنشعل اسخيميا "
بدأت بالتحرك و البحث داخل الجزيرة حتى وجدت شجرة جافة ، و بدأت بجمع الحطب و الفروع الجافة بالقرب من تلك الشجرة الجافة و بدأتُ أحاول إشعال النار و تغذيتها ..
تبدأ بشرارة صغيرة  ثم تلتهم الأشياء الجافة و عندما تتعاظم النار ستلتهم كل شيء الأشجار الجافة و غير الجافة
الأمر يستغرق الوقت ، و كنتُ أخبر فيونا عن قصتي

الأحجار العائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن