#لعنه_الماضى
الفصل التاسع
مرت أيام العزاء .. كانت "فاطمه" تستقبل المعزين فى حين مكثت "هنا " فى حجرة والدها
لاتخرج منها ولا تتناول طعامها الإ بعد محاولات عديده من صديقتها "نور " ..
تقضى وقتها وهى تمسك بصوره والدها وتحدثه أو تقرأ له القرآن وتدعو له ...جاء "عمر " و "يوسف " لتقديم واجب العزاء الى "هنا " لكنها رفضت مقابله أحد ..
منحها يوسف أجازه مفتوحه حتى تتماسك وتخرج من حزنها .
............................فى الشركة
اجتمع "يوسف " مع "علي" ليبدأ خطته
-انت عارف اننا هندخل المناقصه الجايه والمشروع ده هيبقى تحت اشرافك
من اول التقديم وتصميم المشروع لحد تنفيذه وتسليمه
- بس انا معايا مشروع المجمع السكنى ومش هقدر اتابع الاتنين مع بعض
- لا مهو انا نسيت اقولك ان مشروع المجمع "عمر" هو اللى هيشرف عليه وانت بقى تتفرغ للمناقصه الجديده
- دى مسئوليه كبيره يا بشمهندس وانا يعنى ....
-انت ايه ... ؟! مش أدها ...جرا ايه يا" علي" انت خبره كبيره وعملت مشاريع زى دى كتير ..
انا كنت فاكر ان انت اللى هتطلب منى تشتغل فى المناقصه دى
-خلاص يا بشمهندس ...تحت امرك
- اتفضل شوف شغلك
نهض" علي" وهو يغمغم ببعض الكلمات وفتح باب المكتب ليجد "عمر" يستعد للدخول
قال "عمر" بسخريه
- ازيك يا" علي" ..بقى نبقى شغالين فى مكان واحد ومش عارف اشوفك خالص
- اعمل ايه يا بشمهندس طول اليوم فى الموقع بتابع الشغل
ازدادت نبره السخريه فى كلامه وهو يجيب
- الله يعينك ..بتتعب انت اووى معانا
- دى امانه يا بشمهندس بعد اذنك
قال" عمر" لنفسه وهو يدخل ل "يوسف"
-"لا وانت امين اووى"
-مالك بتكلم نفسك ليه ؟!
- انا مش عارف انت هتفضل سايبه لامتى ؟! ..وهو متاكد اننا شاكين فيه
- مستنى انه يوقع نفسه فى المصيده..قولى انت عملت ايه فى المجمع ؟
متقلقش كل حاجه رجعت زى ما احنا عايزين.. وانا هتابع معاهم الشغل يوم بيوم
.......................مر اسبوع منذ وفاة " احمد"
بدأت "هنا" تخرج من غرفه والدها لتشارك والدتها حزنها ويروون ذكرياتهم معه
احست" هنا" بالاختناق فطلبت من والدتها ان تخرج لتتمشى فى الخارج قليلا
نزلت" هنا" وقادتها قدماها حتى كورنيش النيل
كانت تتأمل الناس فى استغراب
"كلهم عايشين عادى ...اللى بيتكلم واللى بيأكل واللى بيضحك واللى بتدور على فستان حلو تشتريه ..ولا كأن حاجه حصلت
ازاى الدنيا موقفتش ..ازاى مش حاسين بغيابك يا بابا..
موتك معملش فيهم حاجه ..لكن انا...انا عمل فيا كل حاجه ..حاسه انى ماشيه عريانه وسطهم
خايفه من كل الناس وانت مش جنبى ..كنا بنيجى هنا نتمشى وتسألنى نفسك فى ايه يا هنا ؟ ..
عارف دلوقت نفسى فى ايه ؟ ..ترجع تانى يا باباا.. عايزاك معايا متبعدش عنى ..
عايزاك تنصحنى وتوصينى على نفسى ...عايزه اسمعك وانت بتقرألى قرآن اما معرفش انام..
عايزاك تقعد جنبى تدعيلى وانا بشتغل..عايزاك ترجع ماما تضحك تانى
محتاجه تلون دنيتنا بدل الاسود اللى مبقناش شايفين غيره ...انت سامعنى يا باباا...تعبت يا رب ..الهمنى الصبر والسلوان "
..........................
- مالك يا" ياسر" ؟ ..سرحان على طول ليه ؟
- مفيش يا "نور"
- عليا انا برده...فيه حاجه شغلاك اووى ..تقريبا من يوم وفاه عمى" احمد" ..انت خايف على "هنا " ولا ايه
اكيد خايف عليها ...هى بنت فى الاخر ومفيش حد يقف جنبهم واحنا لازم نخلى بالنا منها ..قصدى منهم
- متقلش على" هنا".. هى تبان ضعيفه بس صدقنى وقت الجد هتلاقى واحده تانيه خالص.. تخاف منها متخافش عليها
قال فى نفسه
"ياريت يبقى كلامك صح يا" نور" .." هنا "لو عرفت المستخبى حياتها كلها هتتغير " .
ثم قال فى تردد
- "نور" ...تفتكرى لو اتقدمت ل" هنا" توافق عليا ؟
أجابت فى حماس
- بجد اخيرا هتقولها انك بتحبها ..طبعا هتوافق هى هتلاقى احسن منك فيك ..
ثم أكملت بعد تفكير
-بس الوقت مش مناسب ..استنى فتره كده وانا هكلمها
- لا بلاش انتى ..انا اللى هكلمها بلاش تفتحى معاها اى كلام عنى غير اما اقولك ..فاهمه يا"نور" .
- خلاص متقلقش
..........................
على أطراف العاصمه فى بيت منعزل
دخل "حازم" بعد ان القى التحيه على الحراس الواقفين امام المنزل
فتح الباب ليجد امامه رجل فى العقد السادس من عمره يجلس على كرسى متحرك
نظر اليه الرجل فى غضب استقبله حازم بسخريه قائلا
- ايه ده ..الباشا الكبير بنفسه فى استقبالى ...شكلك زعلان منى ..لا انا مقدرش على زعلك
قال الباشا فى تساؤل غاضب
- انا هفضل محبوس هنا كتير ؟!!
أجاب فى صرامه
- أمم... لحد ما ازهق منك وافكرلك فى عقاب جديد
قال فى سخط
- كل ده لسه مشفتش غليلك منى ...بقالى اربع سنين محبوس هنا مشوفتش الشارع ..
مبتكلمش مع حد ..حرسك بيرمولى الاكل زى الكلب .. اييه ؟!! نارك لسه مبردتش ؟!
ثم قال فى استجداء
-انت نسيت انى ابوك
قهقهه حازم فى سخريه
- أبويا ..ده من امتى ؟ ...عرفنى كده امتى كنت ابويا ؟
اقولك انا...اما طلقت امى وانا عيل صغير ورميتنا انا وهى فى الشارع
ولا أما سيبتنا جعانين مش لاقين لقمه ولا حيطه نتدارى وراها والكلاب تنهش فينا ..
ولا اما امى تعبت والمستشفى رفضت تدخلها علشان مفيش فلوس وجيت اترجاك تعالجها
خليت رجالتك يضربونى وقولتلى" انت مش ابنى ..روح دور على أبوك الحقيقي " ...
دلوقت بتقول انك ابويا ..انا اتربيت فى الشارع صحيح ...بس دلوقت عملت فلوس كتيره اووى ..بقى عندى بيوت ورجاله وشركات ...عارف عملت كل ده ليه ؟!
نظر له فى تساؤل فأجاب
- علشان اللحظه اللى احنا فيها دى.. انى اشوفك مذلول قدامى كده ..اعمل فيك زى ماعملت فى أمى وسيبتها تموت ..وهفضل اتفرج عليك كده لحد ماتموت انت كمان قدامى .
قال فى ندم
-انا ندمت يا "حازم" ورجعت دورت عليك وجبتك تعيش معايا
- انت بتضحك على مين ..انت مدورتش عليا غير اما خسرت كل حاجه بعد ما "فتحى" غدر بيك والبضاعه اللى كنت بتهربها اتمسكت ومبقاش حيلتك حاجه ...اوعى تكون فاكر انى مش عارف ..لا انا كنت براقبك كويس علشان يوم الحساب اما يجى ..اعرف احاسبك كويس
ومش انت بس ..اى حد يقف قدامى هدمره
قال بقهر
- انت جبت الشر ده كله منين ؟
- منك.. مش بيقولوا هذا الشبل من ذاك الاسد .. وانا نسخه منك وحظك بقى ان مكرهتش حد قدك ..
اقولك سر ...بعد كل اللى حققته ده ..لسه حاسس بالبرد اللى عيشت فيه سنين..لسه حاسس بالجوع وانا قدامى احسن انواع الاكل ..لسه بحسد كل واحد عايش مع امه وابوه .. وبكره كل واحد عنده حد بيحبه ..عرفت بقى انا جبت الشر ده كله منين !!
...............................
جلست" هنا" و"فاطمه" يتناقشون فى امور حياتهم ..ماذا سيفعلون بعد وفاة "احمد"
- مش هتنزلى شغلك بقى يا "هنا" ؟
اجاب" هنا" فى حزن
-مليش نفس أشتغل يا ماما ..كل حاجه ملهاش طعم ..حتى الحاجات اللى بحبها مبقاش عندى اهتمام بيها
-ايه اللى بتقوليه ده بس ...انتى عايزه" احمد" يزعل منك..لازم ترجعى شغلك وتكملى دراستك وتنجحى فى حياتك يا بنتى
ده مستقبلك يا "هنا" وسندك فى الحياه حققى حلمك وحلم ابوكى و...
قاطع حديثها جرس الباب ..ذهبت "هنا" لتفتح
- أهلا يا طنط ..اتفضلى
- مين يا" هنا" ؟
- دى طنط صحبتك يا ماما
- البقاء لله يا" فاطمة" ... ربنا يصبرك
- سميحه...؟!!يتبع
#لعنه_الماضى
أنت تقرأ
لعنة الماضي بقلم /مي محمد (مكتمله)
Romanceتحت ستار الظلام ترددت أنفاسه العاليه وسط السكون أخذ ينظر خلفه وهومستمر فى الجري حتى وصل الى مبنى من عده طوابق يحيط به سور ضخم... نظر الى الرضيعه بين يديه وقال فى ندم _"سامحينى..مش هقدر أخدك معايا ولا هقدر أحميكى منهم..ده أحسن مكان ليكى.. هنا هتك...