#لعنه_الماضى
الفصل العاشر
ذهبت" هنا" لفتح الباب
-اهلا يا طنط اتفضلى حضرتك
- مين يا "هنا" ؟!
- دى طنط صحبتك يا ماما
- البقاء لله يا "فاطمه" ..ربنا يصبرك
- سميحه...؟! .. ونعم بالله ..اتفضلى..روحى يا "هنا" انتى اوضتك دلوقت
- طيب بعد اذنكم
قالت "فاطمه" بصوت منخفض وهى تنظر ناحيه غرفه "هنا"
- ايه اللى جابك تانى ؟
- انا اول ماعرفت باللى حصل جيت اعزيكى ..البقاء لله
قالت "فاطمه" فى همس غاضب
- طول عمرى اسمع عن اللى يقتل القتيل ويمشى فى جنازته ..بس اول مره اشوفه قدامى
- قصدك ايه ؟
- قصدى انك السبب فى موت "احمد" ..اول ماعرف انك عايزه تقولى ل "هنا" على الحقيقه قلبه مستحملش ..
" احمد" روحه فى " هنا " وأول ما حس انها هتروح منه حصل اللى حصل
- ياست "فاطمه" انا مكنش قصدى شر انا كل اللى عايزاه ان هنا تاخد حقها .. انتى برده يهمك مصلحتها لازم تعرف الحقيقه ..
انا اتفقت معاكى على كده اول يوم جيتى فيه الدار .. فاكره ولا نسيتى .." -دى" هنا" ..اصغر طفله فى الدار عمرها اربع شهور ..وصلت الدار من اسبوع ..بس كل اللى يشوفها يحبها زى حضرتك كده
رددت "فاطمه" الاسم فى بطئ وكأنها تتذوق حروفه وتشعر بلذته
- "هنا "..بنتى "هنا"
- للاسف يامدام "فاطمه" مش هينفع تاخدى الطفله دى
- ليه ؟!
- "هنا " وضعها مختلف ومش متسجله فى ورق الدار ..انا دخلتها هنا مؤقتا على مسؤليتى الشخصيه
- شكلها وراها حكايه كبيره
- انا كل اللى اعرفه ان فيه خطر على حياتها ..وفيه ناس عايزين يوصلولها ويؤذوها ..
وانها ملهاش قرايب عايشين غير عمتها اللى عايشه فى اسكندريه ..الرساله اللى كانت معاها بتقول كده ..
انا روحت لعنوان عمتها ده وسألت بس للاسف عرفت انها ماتت هى وجوزها فى حادثه وكده هنا مبقاش لها حد ،
وكنت لسه هبدأ اجراءات تسجيلها عندنا .
اشفقت عليها "فاطمه" وتحركت عاطفتها تجاه" هنا" اكثر وقالت
- طيب طالما هى مش متسجله فى الدار .. ولسه فيه خطر على حياتها ..انا ممكن اخدها عندى لحد ماتبقى فى امان "يومها انا وافقت وانتى طلبتى تاخدى كام يوم تجهزى نفسك ..مكنتش اعرف انك ناويه تسجلى "هنا" باسم جوزك ..
وتعمليها شهاده ميلاد جديده وانتى عارفه ان ده مش من حقك وضد القانون ..اترجتينى يومها انى اسكت
وانتى صعبتى عليا علشان محرومه من الاطفال وقولت اكيد هتربيها كويس.. بس شرطت عليكى وانتى وافقتى ..
كان شرطى ان "هنا " اول ما تعدى سن الوصايه القانونى تقوليلها الحقيقه وتعرفيها هى مين وعيلتها الحقيقه مين
والسنين فاتت وجيت افكرك بالشرط بس فيه حاجه تانيه انا خبيتها عنك ..
"هنا" ليها ورث كبير من ابوها ..وديعه فى البنك باسمها الحقيقى ..انا خوفت اقولك زمان تطمعوا فيها ..
بس السنين عرفتنى انك بتحبيها ومش هتطمعى فى اى حاجه تخصها
قالت "فاطمه"فى تساؤل
- يعنى هى مش هتاخد حاجه غير لو عرفت الحقيقه ؟!
- انا عارفه انك خايفه عليها بس صدقينى كل ماتتاخرى اكتر كل ما تبقى الحقيقه أصعب ..
اتفضلى دى شهاده ميلاد" هنا" الحقيقيه ودى الرساله اللى ابوها سابها معاها
انا كده خلصت ضميرى يا" فاطمه" والدور عليكى .. ياريت متخيبيش ظنى فيكى
وتفضلى مصلحه "هنا " على مصلحتك ده لو بتعتبريها بنتك زى مابتقولى ..انا همشى واسيبك تفكرى فى كل اللى قولناه.
ونهضت وهى تقول ..
- سلام عليكم
............................
( اذا سمحت للاحزان ان تهزمك سوف تغرق فيها للابد )
كانت" هنا" تكتب هذه العباره التى طالما سمعتها من والدها فى شرود وهى تفكر فى حالها
- انا لأمتى هفضل مستسلمه للحزن ده لازم اخرج منه وارجع لحياتى ..
ونظرت الى صورها والدها الموجوده على مكتبها
- انا هحقق حلمى وحلمك يا بابا وهتخرج وابقى اشطر مهندسه فى مصر زى ماكنت بتتمنى ..وحشتنى اوووى يا بابا
فى اليوم التالى
فوجئت" فاطمه" ب " هنا " ترتدى ثيابها السوداء وتستعد للخروج
- على فين يا" هنا" ؟!
- هنزل شغلى يا ماما
- بجد يا هنا أيوه كده .. شغلك هو اللى هينسيكى حزنك يا بنتى ..يلا تعالى افطرى معايا قبل ما تنزلى .
...........................
عادت" هنا" الى عملها ..استقبلها زملاءها بكلمات المواساه لفقدان والدها وقدموا تعازيهم لها
فى مكتب" عمر"
دخلت" هنا" اليه بعد ان دقت الباب ليندهش "عمر" من وجودها قائلا
- "هناا" ؟!! تعالى .. احسن حاجه عملتيها انك رجعتى الشغل ..متتخيلش الشغل هينسيكى اللى انتى فيه ازاى..
اسئلينى انا مدوبهم اتنين
قالها بضحكه ألم وهو يشير الى فقدان أمه وابيه هو الآخر
استغربت" هنا" من كلامه ونظرت اليه فى تعجب وقالت
-الله يرحمهم
فقال لها
- متستغربيش انا كده بتريق على نفسى وحالى..كل واحد ليه طريقه يخلص بيها من حزنه
وانا بقى عارف انتى محتاجه ايه ؟!... رجوعك ده هيحل مشكلتين اول حاجه هيشغلك فى حاجه بتحبيها
وتانى حاجه بقى هتساعدينا فى الازمه اللى احنا فيها.. احسن يوسف بقى عصبى اوووى ومحدش قادر عليها
وجربت نصيحتك وعملتله ليمون مش هقدر اقولك عمل فيا ايه ...قالها وهو يشير الى ملابسه
فانفجرت" هنا" ضاحكه وهى تتخيل شكل ملابسه بعد ان اغرقه يوسف بالليمون
كان" يوسف" مارا فى طريقه الى مكتبه بعد عودته من احد المواقع ليسمع صوت ضحكات "هنا" ويراها عبر زجاج مكتب " عمر"
فتح الباب فى قوه ودخل ليفاجئ الاثنان به وقفت" هنا" فى حين اقترب منها "عمر" وهو يقول فى لؤم
-أهو شرشبيل وصل وهيعلقنا من رجلينا
لتنفجر ضاحكه مره اخرى وضحك" عمر" معها وسط استغراب" يوسف" الذى قال
- انتو بتضحكوا على ايه ؟!
ثم نظر الى" هنا" ومد يده ليسلم عليها قائلا
- حمدالله على السلامه
نظرت "هنا" الى يده الممدوده وتجاهلتها قائله
- الله يسلمك..بعد اذنكم هروح مكتبى
قاطعها فى اعتراض
-استنى يا"هنا" فيه شغل مهم عايزه منك.. اسبقينى على مكتبى وانا جاى
خرجت "هنا" فى حين نظر هو الى "عمر " بشر قائلا
- فهمنى بقى كنتوا بتضحكوا على ايه ؟!
....................- مش حضرتك كلفت بشمهندس "علي" بالمشروع يبقى انا هعمل ايه ؟!
- إفهمى يا" هنا"
- "علي "ده هيبيعنا واول ما اوافق ع التصميم اللى هيعمله ونقدم بيه فى المناقصه
هيبلغ" حازم" واكيد هم هيقدموا اسعار اقل مننا لنفس المشروع وبالتالى ياخدوا المناقصه مننا ..
لكن الحقيقه ان انتى اللى هتعملى المشروع وهتشرفى عليه
احست "هنا" بثقل المسؤليه عليها فقالت
- بس انا تحت التدريب لسه وكمان الدراسه هتبدأ بعد أقل من شهر مظنش هلحق اخلصه ولا هعرف اوفق بين كل ده
هتلحقى احنا هنشتغل سوا.. وانا شوفت المشاريع اللى عملتيها فى الكليه قبل كده ده ميفرقش عنهم حاجه ..
وهنخلص فى الوقت المناسب.. انا واثق فيكى
- شكرا يا بشمهندس على الثقه دى ..انا هبدأ علطول
- بس لازم الموضوع ده يبقى سر مفيش اى حد من زمايلك يعرف عنه حاجه لحد ما نخلص من على ..
ونكسب المناقصه....فاهمه
- حاضر
قامت لتغادر المكتب وتوجهت ناحيه الباب ليلحق بها "يوسف" وهو يقف امامها وينظر فى عينيها بنظره غريبه قائلا
- مش قولتلك قبل كده بلاش تضحكى تانى بالشكل ده ...ياريت تسمعى الكلام
نظرت اليه فى تعجب فمن هو ليتدخل فى ماتفعله همت بالاعتراض على كلامه فسبقها وفتح الباب وهو يقول
- يلا عندنا شغل كتير ..مش عايز تاخير
.........................
قام" علي "بالاتصال ب "حازم" واخباره ان "يوسف " اسند اليه المشروع الجديد ..فطلب منه اخباره بما يحدث فى شركه "يوسف " اولا باول
اخذ" حازم" يفكر بما ينوى عليه" يوسف"
قام بالاتصال ب "ميرنا" قائلا بأمر
- بكره تنفذى اللى اتفقنا عليه
.........................
فى مكتب الأستاذ" فاضل" أحد المحامين المشهورين
تجلس سيده أنيقه امامه وهى تقول
- كل السنين دى انا مفقدتش الامل انى الاقيها ..لازم تدور تانى وثالث وعاشر لحد ما نلاقى بنتى
- يا مدام انتى بتضيعى وقتك ..انا دورت فى كل الاماكن اللى ممكن تكون فيها ..
دورت على اسمها فى السجل المدنى ومكاتب الجوازات وفى الجامعات وحتى دور الايتام والملاجئ ..
وملقتش اسمها ولا حد يعرف بنت بالمواصفات دى
وبعدين ده فات عشرين سنه ..أكيد ماتت
قالت فى غضب
- عايشه ..قلبى حاسس انها عايشه وهلاقيها ..وانت تنفذ اللى بقولك عليه .. دور عليها تانى مش فى القاهره بس لا
فى كل مكان فى مصر وبره مصر كمان ..اصرف اى مبلغ المهم توصل لحاجه ..انت فاهم .
حاضر يا مدام ..هنفذ اللى حضرتك عايزاه...........................
جلست فاطمه وهى تنظر الى شهاده ميلاد " هنا " الحقيقه ..وتفكر فيما يجب عليها فعله
تعرف جيدا انها مخطئه فهى حرمت "هنا" من حقها أن تعرف اسمها وعائلتها لكنها حاولت تعويضها عنهم
لم تحرمها من اى شيئ ..اعطتها حبها وحنانها .."احمد" ايضا لم يبخل عليها بحبه علمها واحسن تربيتها ..
حثها على التفوق وكان دوما سندا لها ..هم لم يقصروا معها...
اذا اخبرت" هنا" بالحقيقه فهى لا تتوقع رد فعلها ..هل ستتركها وتبحث عن عائلتها الحقيقيه ؟..
هل ستهتم بأموال والدها والثراء الذى ينتظرها ؟..
هل ستبقى تحبها وتعتبرها أما لها ؟ ..
فكرت فاطمه كثيرا ونظرت الى شهاده ميلادها مره اخرى واتخذت قرارها ..يتبع
#لعنه_الماضى
أنت تقرأ
لعنة الماضي بقلم /مي محمد (مكتمله)
Romanceتحت ستار الظلام ترددت أنفاسه العاليه وسط السكون أخذ ينظر خلفه وهومستمر فى الجري حتى وصل الى مبنى من عده طوابق يحيط به سور ضخم... نظر الى الرضيعه بين يديه وقال فى ندم _"سامحينى..مش هقدر أخدك معايا ولا هقدر أحميكى منهم..ده أحسن مكان ليكى.. هنا هتك...