الفصل الحادى عشر

322 16 1
                                    

#لعنه_الماضى

الفصل الحادى عشر

عاد" يوسف"  الى منزله فلم يجد ابنه أو والدته ..قلق عليهم كثيرا فهو لم يعتاد خروجهم من المنزل ..
قام بالاتصال بوالدته للاطمئنان عليهم
- ايوه يا ماما انتو فين ؟.. هو" ادم " معاكى ؟! .....حاجات ايه.. بجد... المكتبه دى فين ؟..
  طيب انا هجيلكوا على النادى نتغدى هناك مع بعض .
ذهب" يوسف"  للقاء والدته وابنه وهو لايعلم ما ينتظره
............................
فى  النادى
جلس" يوسف"  وعائلته بانتظار الطعام ليتفاجأ بقدوم "ميرنا"
القت "ميرنا" عليهم التحيه وجلست بجوارهم أما "يوسف"  فكان يحدق فيها كيف تتجرأ على الجلوس معهم
بهذه السهوله بعد طرده لها من منزله  .
- مالك يا" يوسف"  انت بتبصلى كده ليه ؟!
نظرت لوالدته ثم أكملت حديثها قائله
- هو انت متعرفش ان طنط هى اللى عزمتنى ولا ايه ؟
نظر" يوسف"  لوالدته فى عتاب غاضب ولم يستطع ان يقول لها شيئا...
فى حين اقتربت  "ميرنا" من "ادم"  وهى تقبله قائله
- ازيك يا" ادم" ..انت كبرت اووى يا حبيبى..
ثم غمزت فى وقاحه وهى تكمل
- بقيت راجل زى أبوك ..انت عارف انا مين يا" إدم "؟
نظر اليها الصغير فى حيره وهو لايعرف ماذا يقول لتكمل هى
- انا ماما ياحبيبى ..انا مامتك ..اسمى "ميرنا"
قال "ادم " بتلعثم
-  ماما... بس انا اول مره اشوفك... انتى كنتى فين  ؟..ليه مش بتيجى تلعبى معايا؟ 
ردت فى مكر
- معلش يا حبيبى انا كنت مسافره علشان تعبانه..  بس رجعت علشانك وهفضل جنبك على طول
هلل "ادم " فرحا وهو يقبلها فى حين نظر "يوسف " الى والدته كأنه يقول لها انظرى ماذا فعلتى ؟
............................
بدأت "هنا " دراسه المشروع لوضع التخطيط المناسب له وانشغلت فى عملها حتى انها لم تلحظ شرود امها
طوال الوقت ولا غيابها عن المنزل كثيرا
حاولت الانتهاء من التصميم قبل بدايه الدراسه حتى لا تقصر فى عملها او دراستها
وبالفعل انتهت من وضع التصميم المبدائي بعد شهر من تكليف "يوسف "لها بالمشروع
كانت سعيده جدا حتى انها قررت الاحتفال مع صديقتها "نور"  بعد عودتها من الشركه
تغلب عليها حماسها فلم تستطع الانتظار حتى يطلبها "يوسف "فذهبت الى مكتبه حتى تريه ماذا فعلت
............................
عند مكتب "يوسف"
كانت السكرتيره منهمكه فى عملها حتى سمعت دقاء حذاء نسائي عاليه فرفعت رأسها
لتفاجئ بإمرأه جميله يبدو عليها الرقي..رحبت بها فى انبهار فقالت
- عايزه أقابل" يوسف"  ..هو موجود؟ 
- اه طبعا موجود... اقوله مين حضرتك ؟
- انا مراته... قوليله "ميرنا" 
وقفت السكرتيره فى احترام  عندما عرفت انها زوجته وقالت لها
- ياخبر هو حضرتك بتستأذنى كمان ..اتفضلى حضرتك ادخلى على طول 
وفتحت الباب لها وهى ترحب بها مره اخرى
دلفت "ميرنا"  الى الداخل فى غرور  وهى تقول بصوت مسموع للسكرتيره
- وحشتنى يا" يوسف"
ثم اغلقت الباب خلفها
فى الداخل
اندهش" يوسف"  من وجود "ميرنا"  فى شركته سألها عن سبب قدومها فقالت بنبره حزينه
- انت مش عايز تشوفنى  ولا ايه ؟!...  انت عارف انى اول مره اجيلك  هنا ..شركتك حلوه اوووى
- انا تقريبا بشوفك كل يوم يا "ميرنا"  فى البيت  او النادى   فاستغربت  وجودك هنا كمان
- انا جايالك بخصوص "آدم "  ..انت عارف ان بكره اول يوم فى المدرسه ودى حاجه مهمه فى حياته ..
ولازم نبقى احنا الاتنين موجودين معاه
- وانتى من امتى بيفرق معاكى "آدم " ولا حاجه تخصه ؟!!
قالت فى استعطاف
-  ارجوك يا" يوسف"  انا اتغيرت..  عارفه انى كنت انانيه ومش بفكر غير فى نفسى زمان ..بس اللى حصلى مش شويه ..
انا اتبهدلت اووى يا" يوسف"  من بعد ما طلقتنى..  وموت بابا مديون
ثم اكملت باكيه
- انت مش متخيل اللى حصلى ..كل أصحابى بعدوا عنى ..انا مبقاش معايا فلوس ومحدش فيهم وقف جنبى.. حتى الفيلا حجزوا عليها واضطريت  أبيع مجوهراتى علشان اعرف أعيش لحد ما خلصت كلها مبقاش فاضيلى غير عربيتى
قال فى سخريه
- آمال "حازم " باشا فين ..ازاى يسيبك كده  ؟!
نكست رأسها وتساقطت دموعها فى غزاره  وهى تجيب
- "حازم" هو الوحيد اللى وقف جنبى بعد ما سيبتنى..  كنت فاكره انه بيعمل كده علشان بيحبنى ..
لكن طلع بيدور على مصلحته وطلب منى انقله اخبارك  وهددنى انه يرمينى فى الشارع لو منفذتش أوامره  ..
بس انا مش هعمل كده  وعمرى ما اقدر اأذى ابو ابنى وحبى الوحيد  انا رفضت وطبعا نفذ تهديده وطردنى
- وجايه دلوقت عايزه ايه ؟
- ارجوك يا "يوسف"  انا مش عايزه غير انى اعيش جنب ابنى
واقتربت منه  ودموعها تغرق وجهها
- حتى لو خدامه ..انا عرفت قيمتك يا يوسف وعمرى مانسيت حبنا  ..وده اللى رجعنى 
وعايزاك تسامحنى وتنسى اللى فات  ..ونبدأ من جديد ..
.......................................
فى الخارج
-  ازيك يا "سها" ...البشمهندس موجود  ؟!
-  ايوه موجود ..بس معاه...
اتجهت " هنا"  الى الباب ولم تسمع باقى كلامها
دفعت الباب فى قوه وهى تحمل اوراقها قائله
- انا خلصت .......!!!!
وصدمت بما رأته أمامها
كانت ميرنا  تقف امام "يوسف " وهى تحيط رقبته بذراعيها فى دلال وهو يربت على وجنتها
لم تستطع ان تكمل جملتها فى حين استدارت لها "ميرنا" وهى تقول فى تسلط
- مش تخبطى قبل ماتدخلى ..انتى غبيه ولا ايه  ؟..مبتفهميش
أحست" هنا"  بالاهانه وشعرت بالرغبه فى البكاء
قالت وهى تقاوم دموعها
- انا اسفه
وخرجت فى سرعه  وهى تغلق الباب مره اخرى
رأتها السكرتيره  وهى تمسح دموعها فقالت
- انا حاولت اقولك انه مش لوحده بس انتى دخلتى بسرعه من غير ما تسمعينى
- هى مين اللى جوه دى
دى مراته..هو ايه اللى حصل  ؟!
    ذهبت هنا بدون ان تجيبها وهى تردد كلمه واحده  .. "مراته" 
وغادرت الشركه كلها الى منزلها
.................................
- ايه اللى انتى عملتيه ده  ؟!
- عملت ايه  ..هى اللى دخلت من غير ما تستأذن
- تقومى تهينيها بالشكل ده
- وانت  عاملها حساب ليه ..دى مجرد واحده بتشتغل عندك ..ولا فيه حاجه تانيه انا معرفهاش  ؟!!
- وانتى مالك ؟ ...متنسيش ان كل واحد مننا ليه حياته  ..مش علشان رجعتى تانى موجوده فى حياتى يبقى تتدخلى فيها  
أحست بفقدان السيطره عليه مره اخرى فقالت بتراجع
-مش قصدى يا "يوسف"  ..انت بس علشان تهمنى  بسأل ..اعتبرنى صديقه ليك
- طيب" ميرنا"  لو سمحتى امشى دلوقت علشان عندى شغل ونبقى نتكلم بعدين
- حاضر يا" يوسف" 
وقبلته فى سرعه وسط دهشته  قبل أن تختفى من أمامه
وقفت السكرتيره فى احترام عندما غادرت" ميرنا"   وهى تودعها
فنظرت اليها" ميرنا"   قائله
-  شكلك شاطره  فى شغلك ...قولتيلى اسمك ايه ؟
- انا" سها"  يافندم
- "سهاا" آه ..طيب يا" سها"  مين اللى دخلت المكتب من شويه دى
- دى مهندسه شغاله معانا .. اسمها" هنا"  
- تمام ..عايزه رقم تليفونك يمكن احتاجك  شكلك عارفه مصلحتك   وهتفيدينى
اعطتها "سها "رقم هاتفها فانصرفت" ميرنا" وهى تودعها
نزلت من الشركه  وركبت سيارتها  وقامت بالاتصال ب" حازم"
اخبرته مادار بينها وبين "يوسف"  وطمأنته على تنفيذ الخطه ثم سألته فى اهتمام
تعرف واحده بتشتغل معاه اسمها" هنا"  ؟!

............................
جلست "هنا "فى غرفتها والمشهد الذى رأته يعاد فى ذاكرتها مره بعد مره
سمعت جرس الباب فلم تهتم بمعرفه القادم لكنها سمعت صوت صديقتها" نور"   وهى تسلم على والدتها
ثم دخلت اليها فى غرفتها لتجدها على هذا الحال
سألتها "نور " ماذا بهافأخبرتها ما حدث
استغربت" نور"  من رد فعلها وسألتها
- طب وانتى زعلانه ليه ... هو انتى بتحبيه يا "هنا"   ؟!

يتبع
#لعنه_الماضى

لعنة الماضي بقلم /مي محمد (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن