في أحد الغرف يجلس رجل .يحمل في يد سيجارة واليد الأخرى أحد الصور يرتدي رداء رسميا في الأسود ويتقابل مع حائط مليئ بمجموعة من الصور هنا وهناك صور لأشخاص مختلفة و مرتبطة بخيوط حمراء .
نظر الرجل إلى الصورة التي بيده ونهض .ألصقها في وسط الحائط ثم سمع صوت خطوات تقترب من الرجل . و صوت يقول :
" سيد توفيق ".
بعدما ألصق توفيق تلك الصورة عاد خطوات نحو الوراء وركز ناضره عليها ثم قال :" هذه هي هدفنا التالي ".
ازاح توفيق رأسه ونضر إلى الرجل بجانبه
وقال :" كمال ".كمال :" نعم ياسيدي "
توفيق :"راقب هذه الفتاة جيدا وجلب لي جميع المعلومات التي تخصها "
كمال :"علم "
خرج كمال من الغرفة تاركا توفيق ينظر إلى الصور بإمعان .......
______________________________________
الساعة 04: 7 صباحاسطعت الشمس معلنة عن مجيئها بكل فرح وسعادة .ترمي بأشعتها إلى النوافذ المغلقة .يدخل نور خفيف إلى أحد الغرف ، فتسطع في وجه الفتاة النائمة بالداخل .بدأت الحياة تزور جفونها لتفتح عينيها باحثة عن منبع ذلك النور الساطع نهضت بكل نشاط وحيوية وقالت مع نفسها :
" انه اليوم الأول لي في الكلية "اختارت لها بعضا من الملابس من خزانتها توجهت نحو الحمام بعدما أكملت تجهيزات الخروج توجهت نحو النافذة تطل على الشمس فتحتها واستنشقت هواء كثيفا مستقبله الصباح بكل فرح ضلت دقائق وهي تتأمل في صفاء السماء .حتى سمعت صوت يناديها من الخارج :"عائدة "
ادارت راسها صوب الصوت لتلمح إمرأة صاحبة الزمن يظهر أنها في الأربعين تقريبا اقتربت هذه الأخيرة من عائدة وضمتها هامسة لها :
"صباح الخير إبنتي "
قبلت المرأة خد عائدة بكل حنين ونظراتها دافئة صوبها .سحبتها إلى الأسفل و إتجهتا صوب المائدة المتواجدة وسط المنزل جلسا يتناولان طعام الفطور بكل نشاط وحيوية
عائدة فتاة في العشرينيات تقريبا روحها تذوقت جرعات السعادة ذات تفكير إيجابي ونظرة مميزة للحياة تعيش مع أمها عائشة التي تعتبرها سر سعادتها
رمت عائدة بنظرها نحو الساعة لتنهض من مكانها وتتجه صوب أمها قبلتها من خدها قائلة :"بالسلامة يا أغلى ما في الدنيا "
توجهت عائدة نحو الباب أخدت تلبس حذائها وهي تستمع لأمها بكل إمعان
عائشة :"الله يحميك يابنتي وترجعي لي بالسلامة يارب .أنضري يا إبنتي إذا كلمك أحد ما لاتتكلمي معه إنتبهي لنفسك حينما تصلين إلى الجامعة أخبريني "
تومئ عائدة لأمها بنعم وهي ترتدي معطفها وعينيها لاتفارقان أمها ،إقتربت عائدة وضعت يديها فوق أكتاف أمها وهمست لها
عائدة : "حسنا يا أمي لاتخافي من شيء تمام سأهتم بنفسي وحين أصل أهاتفك "
قبلت عائدة يد والدتها الخائفة على إبنتها الوحيدة من شر هذا العالم الوحشي فبعدما فقدت زوجها لم يتبقى لها أحد في الدنيا سوى إبنتها الصغيرة وكانت مستعدة أن تفدي بروحها فقط لإسعاد عائدة ربتها وأدخلتها إلى المدرسة وعلمتها حتى وصلت إلى الجامعة
لقد كانت عائشة الوحيدة من راقبت نمو كل جزء من عائدة كل نطفة وكل تفاصيل حياتهاخرجت عائدة وهي تودع أمها والإبتسامة لاتفارق محياها . ضلت عائشة تراقب ابنتها من الباب اتبعتها بعينيها اللتين تكاد ان تدرفان الدموع حتى غابت عائدة عنهما .دخلت عائشة إلى المنزل بعدما أغلقت الباب
☣☣__________☣☣______
عائدة تقف في مكان إنتظار الحافلة بكل صبر ، جلست في المقعد قربها و عينيها تلمعان من الحماس والفرح .مجموعة من الأفكار تراود دهنها حتى انتشلت من العالم الواقعي دخلت إلى مخيلتها أصبحت في عالم آخر لاتحس بشيء .صماء وبكماء .تفكر فقط ،حتى قطعها صوت شاب لمحته تم دخلت إلى عالم آخر مجددا
الشاب :"سيدتي هل تستمعين لي "
نضرت إليه بشرود ليعيد نفس كلامه مرة أخرىعائدة :"اه نعم "
الشاب :"هل يمكنك إخباري برقم الحافلة التي تذهب إلى
كلية الطب "عائدة :" اه نعم انها نفس الحافلة التي سأستقلها رقمها 15"
الشاب :"شكرا"
ظل الشاب واقفا بجانب عائدة. سيطر الصمت على الموقف .عائدة عادت إلى شرودها لكن هذه المرة تفكر في الشاب الذي بجانبها .تبادرت مجموعة من الأفكار في دهنها حيث بدأت تتكلم مع نفسها
عائدة :"ياترى من هذا الشاب .لم أره من قبل .من سؤاله ذاك يبدوا غريبا عن المنطقة وكما أنه يبدو شاب لطيف ومتحضر "
بدأت تظهر ابتسامة خافتة على وجه عائدة لكن سرعان ما ضبطت نفسها وقلصت المسافة بين حاجبيها
عائدة :(مع نفسها) : " آه يا فتاة ما الذي تقولينه الآن بفففف إنتبهي "___☣☣___☣☣_________
دقائق وجاءت الحافلة ركبت عائدة وتبعها الشاب إختارت مقعدا بجوار النافذة والشاب جلس في الجانب المقابل لها انطلقت الحافلة في طريقها مبتعدتا . بدأت عائدة تتأمل في صفاء السماء والإبتسامة لم تفارقها لكنها لم تنتبه لأنظار الشاب التي عليها بعد مدة من الزمن وصلت الحافلة إلى الكلية نهضت عائدة من مكانها في عجلة وخرجت دون الإنتباه لذلك الشاب الذي هو بدوره خرج وراءها وقفت أمام الكلية تتأمل في كل جزء وكل التفاصيل فخورة بنفسها لأنها تقدم على تحقيق حلمها ، اتجهت إلى الداخل وكلها حيوية ونشاط . دخلت عائدة إلى أحد القاعات الكبيرة واتجهت إلى الأمام لتأخذ مقعدا لها . بدأت القاعة تمتلئ حتى لم يتبقى إلا القليل من المقاعد الفارغة من بينها المقعد الذي بجانب عائدة . بدأت تنضر عائدة إلى الباب وكأنها تنتظر شخصا ما وقالت مع نفسها :"ياترى هل ذالك الشاب يدرس هنا ؟ إذا لم سألني عن الكلية ". قطع حبل تفكيرها دخول ذلك الشاب نضرت إليه عائدة بفرح ونضراته هو كانت على عائدة كذلك أبعدت عائدة بصرها وعادت تنضر أمامها. دخل الشاب وبدأ يبحث عن مقعد له لمح المقعد الفارغ بجانب عائدة فتوجه نحوه وجلس. ظلت عائدة تنظر امامها لم ترد أن تلفت لها الأنظار استحوذ الصمت على الموقف حتى دخلت الأستاذة وبدأ الدرس . كان الشاب بين الحين والآخر ينظر لعائدة الجالسة بجانبه ......
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
يتبع ...
أنت تقرأ
الهروب من القاع
Actionمهما طال الزمن فكل الحقائق ستضهر يوما ، وتوضع فوق الطاولة شئت أم أبيث . ودلك الصدوق الذي حاولت إقفاله بشدة و إخفاءه في مكان بعيد على الجميع سيأتي من يمسك بمفتاحه . هو يقول : أحببثك بكل حواسي ، كنت ولازلت ستضلين النور الذي أضاء ليلي ، والنجمة السا...