الفصل الثامن : لا تذهبي ...

140 13 130
                                    

"إبقي قربي و لا تبتعدي "
"فقربك جنة و بعدك جهنم "

والشمس بدأت تبتعد ، و القمر بدأ يقترب ، ضهرت غيوم مكدسة في السماء ، و الضوء بدأ يختفي ، هطلت أول قطرة من أحد الغيوم ، لتتبعها كومة من القطرات المتتالية ، أمطرت السماء ، لتلفت إنتباه تلك الجتة الواقعة وسط أحد المنازل و يضهر وجهه الدابل و يلمح تلك ا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


والشمس بدأت تبتعد ، و القمر بدأ يقترب ، ضهرت غيوم مكدسة في السماء ، و الضوء بدأ يختفي ، هطلت أول قطرة من أحد الغيوم ، لتتبعها كومة من القطرات المتتالية ، أمطرت السماء ، لتلفت إنتباه تلك الجتة الواقعة وسط أحد المنازل و يضهر وجهه الدابل و يلمح تلك القطرات المتتالية ، يحس بالوحدة لتأتي السماء و تبكي معه ، تضهر أنه ليس وحيدا و حتى الغيوم أحست بك ، وفهمت شعورك ، يفتح عينيه الدابلتين و يمد يده نحو الفراغ طالبا من تلك المطرات أن تغيته ، حمل جسده التقيل ذاك بيده بصعوبة فبالإضافة إلى وزنه ، وزن أحزانه و همومه ، نهض بصعوبة ، يضع يده على الأريكة ليكتسب القوة على النهوض ، وقف أخيرا لكن جسده غير متوازن ، كمن شرب الخمر بمايكفي ليفقد توازنه فشرابه هو ، مرارة الحياة و قصاوتها ، وضع يده على جبينه ، و حاول فتح عينيه الذابلتين ، نضر حوله ليجد كل شيء مكسر في المنزل ، وهل أكتر من قلبه و كيانه ؟

هل أكتر من أحاسيسه و تقته ؟
أكيد لا ، عاد ينضر للخارج لتلك القطرات التي تسقط بقصوة على الأرض ، توجه ناحية الشرفة ، يراقب تلك القطرات ،كانت ملامحه هادئة عكس ذالك البحر الهائج وراءه ، عكس ذالك البركان الذي إنفجر و بات يأكل كل من أمامه ،

----------------------

تحاول عائدة فتح عينيها بصعوبة ، تحس بيد ناعمة تحط على شعرها و تداعبه بحنان ، يد خشنة ، عكس يد أمها ، إستمرت تلك اليد من مداعبة شعرها ، حاولت عائدة فتح عينيها ،وأصوات المطر تتخلل مسامعها ، إستطاعت فتحها لكن الرؤية لم تكن واضحة ، يضهر لها خيال شخص ، يجلس بجانبها و يداعب شعرها ، تستطيع إلتماس أنفاسه الدافئة التي إتخدت من خدها طريقا لها ، وتستطيع سماع صوت رجولي يخترق جدار أدنها ، مختلط مع موسيقى المطر الهادئة :
"إبنتي عائدة ، وأخيرا إلتقينا ، أنا آسف آسف ، على كل شيء آسف لأني تخليت عنك ، آسف لأني تركتك ، تذكري أن لكي أبا يحبكي ، "
مد ذالك الرجل يده و أغمض أعين عائدة ، التي لازالت تحت تأتير المخدر ، أغمضت عينيها و هي تحاول تحريك يدها ، عقلها خادع لذالك المخدر لا يستطيع أن يشتغل ، أغمضت عينيها و تركت العنان للمخدر بالإستحواد عليها ،
فتحت عينيها مرة أخرى لتزيح وجهها بصعوبة لجهة الأخرى و ترى رجلا ، بشعر أسود ، يرتدي رداءا رسميا في الأسود و يحمل في يده مضلة بجانبه يقف صبي صغير يحمل مضلة كذالك ، حاولت فتح عينيها بصعوبة لتضهر لها قطرات المطر تسقط على الزجاج يغطي الرؤية نوعا ما وركزت في ملامح الصبي كان دو عينين كقطرات العسل ، شعره يميل إلى العسلي ، ضئيل البنية ، مد له ذالك الرجل بعضا من المال و طبطب على كتفه ليدهب الصبي ، مسرعا يبتعد عن المكان و ذالك الرجل يراقبه حتى إختفت أتار الصبي ، نضر الرجل ناحية عائدة و إقترب منها مسرعا وهو يأخد من جيب بنطلونه دواءا و منشفة صغيرة فتح باب السيارة و إقترب من عائدة التي بدأت تسترجع قواها ، وضع تلك المنشفة على أنف عائدة بعدما ملأها بالدواء رفعت عائدة يدها و أمسكت بقميص ذالك الرجل بقوة محاولتا إبعاده ، أمسك بها الرجل جيدا ، حاولت عائدة أن تقاوم لكن أخدها ذالك الدواء ، وبدأ بالسيطرة عليها لتفقد القوة تدريجيا و تفلت قميص الرجل لتقع يدها جانبا و تغمض
عينيها تدريجيا و هي تحاول ترك ملامح الرجل في مخيلتها ، أغمضت عينيها في الأخير مستسلمتا للمخدر ، و ضلت أدنها تلتقط آخر الأصوات ، سمع من جديد ذالك الصوت الرجولي يقول : " لا تقصوا عليها إبني ، هل نامت "
أحست عائدة بتلك اليدين تبتعد عنها و تلك المنشفة تبتعد ويسمع صوت ينبعت من قربها : لقد نامت ، الآن سيدي
بدأت تلك الأصوات تختفي و حتى من إحساسها بالحياة إختفى و ذهبت إلى عالم آخر ....

الهروب من القاع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن