وكشخصٍ إعتادَ السَّيْر وحيدًا لمسافاتٍ طويلة، لم يعرف أبدًا كيف يبوح بتفاصيلهِ ومشاعرهِ البسيطة ، كان يُجيد إخفاء ما به من ألمٍ دومًا فيضَّحَك ويُضَّحِك ولكن كان ثمة شئٌ مكسور ، ثمةُ عَبْرة تلمعُ في عينيهِ لم يُلاحِظها أحد فقد كان تمثيله بارِعًا للغاية "!
ولكنه كان أمرًا طبيعيًا ألاَّ يصمدُ طويلاً فـ شخصٌ هشٌ مثله من السهل أن تُسقطه كلمةً _قيلت بقصدٍ أو بغير_ أرضًا وحين يسقطُ تنهال عليه دموعه بِلا شفقة كأنها تُعاقِبه علي صموده كُل هذه الفترة ، كأنها تصرخُ في وجههِ قائلة أنتَ بشر يحقُ لكَ أنَ تحزن ، أن تبكيَّ ، أن تتألم وتصرخَ من فرطِ ما تشعُر به ، لِمَ لا تسير مع فِطرتك ؟
لِمَ تُحمَّل نفسك ما لا تطيقه؟
لِمَ تُكابر ؟
لن يُجدي هذا نفعًا _أُقسم لكَ_ خفف من هذا الحِمل ي صديقي ، إبكِ إنَّ شئت واصرخ ولكَّن إياك أن تنكسر "!