الفصل الثالث

8.5K 321 74
                                    

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته 💜💜

كان حديث رعد كالصاعقه بالنسبه للجميع..
اقتربت نازلي من رعد قائله بعدم تصديق:رعد أنت بتقول إيه؟! مراد عمل كده إزاي؟!
نظرت روفان إلى رعد.. ثم إلى نازلي قائله بصوت مرتجف:هو مش حضرتك عارفه؟!
لم تجب نازلي ومازالت تنظر إلى رعد الذي شعر بتوتر الأجواء من حوله.. كان يجب أن يمنع مراد مما هو مقدم عليه... الآن أصبح يوجد طفل كيف سيتصرف الآن؟! أما روفان انسحبت الدماء من عروقها... أيعقل أن سذاجتها أوصلتها إلى هذا الطريق؟! والدته لاتعلم شيء!!هل كذب عليها واستغلها فقط؛ليلعب بها قليلاً ثم سيتركها.... وماذا عن طفلها؟! هل سيتخلى عنه والده أيضاً... طردت هذه الأفكار من تفكيرها.. مراد يحبها هي تعلم هذا.. شعرت بذلك الحنان معه.. رفعت رأسها من أحضان رعد الذي كان يحميها من نظرات يارا المتركزه على بطن روفان بحقد.. مافشلت هي به في ثلاث سنوات...أتت تلك الفتاه وفعلته فقط في أسبوعين... ستنجب له وريث وسيتزوجها ويعلن زواجه منها.. أما هي سيرميها بالتأكيد... ولكن لن تسمح بهذا ستقيضه بها حتماً.. إن لم يكن بطفل فسيكون بنسب عائلتها... ستجعل والدها يجبره أن يظل معها ويترك تلك الخادمه بالتأكيد...
ابتعدت روفان عن رعد.. لتتجه إلى غرفتها... مرت من جانب يارا بهدوء مريب... لتجذبها يارا من ملابسها قائله بغل:محدش هيخلف من مراد غيري...
أوقعت روفان على الأرض.. ثم جثت فوقها لتكيل لها اللكمات في بطنها.... أزاحها رعد بعنف... أما نازلي صفعتها قائله بغضب:أنتِ هتعملي إيه ياحيوانه؟!
دفعتها يارا قائله بصوت عالي:ملكيش دعوه.. أنا هرجع جوزي ليا... مش الخدامه دي اللي تاخده مني..
ضرخت روفان قائله بتألم:اه الحقوني... بطني بتتقطع يارعد الحقني...
حملها رعد قائلا:اهدي ياروفان... مفيش حاجه ان شاء الله...
نظر إلى والدته قائلا:ياماما اطلبي الدكتور بسرعه...
أومأت والدته وهي تنظر إلى يارا باحتقار... حتى لو أن ابنها أخطأ.. ولكن يارا كانت ستقتل حفيدها وهي لن تسمح بذلك..
صعدت مرام إلى غرفتها سريعاً... لتمسك هاتفها بيد مهتزه.. وضعت هاتفها على أذنها... لتقول ببكاء:اتجوزت من ورانا ليه يامراد؟!
تعالت دقات قلب مراد قلقاً.. ليسألها قائلا بتوجس:روفان حصلها حاجه؟!
صرخت مرام قائله:يعني بجد... روفان مراتك يامراد!! خبيت علينا ليه يامراد؟!
رد مراد قائلا بغضب:روفان حصلها إيه؟!
أجابته مرام قائله بسخريه:للدرجه دي تفرق معاك... لو كانت تفرق معاك مكنتش جيبتها لحد النار... على العموم يارا عرفت وادت مراتك علقه موت فتعالى شوف مراتك وابنك يامراد...
ردد مراد بعدم تصديق:ابني...
أغلقت معه مرام الهاتف... لتنهار باكيه... أخيها تزوج بدون علمهم... تكره يارا كثيراً ولكن يارا الآن امرأه زوجها تزوج عليها بأخرى....ماذا ستفعل؟! ولكن حتى لو حدث... هذا لايعطي الحق لها بأن تحاول قتل جنين روفان... أحاطت وجهها بين يديها...مراد لايمتلك أي حق ليفعل ذلك بيارا... وكذلك...
توقفت عن التفكير وكأن عقلها لم يعد يريد أي شيء سوى الإبتعاد عن كل هذا.. اتصلت بمصطفى؛فهو الوحيد الذي يفهمها في هذه العائله..
أتاها صوته قائلا بلهفه:أنتِ كويسه يامرام؟!
ابتسمت مرام وسط دموعها على خوف صديقها وابن عمها عليها... لتقول بصوت متحشرج:أنا كويسه يامصطفى...
تنهد مصطفى قائلا براحه:الحمد لله.. أصل أنا شوفت مراد بيجري هنا نازل على عربيته ومعرفش فيه إيه... فقلقت عليكِ...
عادت للبكاء مره أخرى... لترد عليه قائله:عشان خاطري تعالى يامصطفى فيه مصيبه...
استمعت مرام إلى صوت صراخ في الأسفل... لتترك الهاتف من يدها وأسرعت إلى الأسفل...
تسلل القلق لقلب مصطفى.. ليتناول مفاتيح سيارته ثم انطلق إلى الأسفل...
ماإن انطلق بسيارته حتى صدح رنين هاتفه.. رد قائلا:أيوه ياماما...
تنفست رانيا الصعداء قائله بدموع:الحمد لله إنك بخير يابني...
عقد مصطفى حاجبيه قائلا بقلق:في إيه ياماما؟! هو النهارده فيه إيه بالظبط؟!
تلألأت الدموع في مقلتي والدته.. لتقول:حلمت حلم وحش أوي يامصطفى... الحمد لله إنك بخير ومياسين كمان بخير...إيه الدوشه دي يامصطفى في إيه؟!
رد مصطفى قائلا:في مشكله عند مراد في البيت ياماما... مرام اتصلت بيا وسمعت صوت صريخ فيه حاجه مش عارف بقى...
نهضت رانيا من مكانها قائله:خلاص ياحبيبي روح شوف في إيه؟! وأنا هاجي أنا وأبوك بسرعه... يلا مع السلامه...
:مع السلامه...
ثم أغلق مصطفى الهاتف مع والدته...ليكمل طريقه ناحيه قصر مراد..
دلفت رانيا إلى زوجها المكتب قائله:يلا ياأنور... قوم غير هدومك بسرعه...
قطب أنور جبينه قائلا بقلق:في إيه يارانيا؟!
وضعت رانيا يدها على رأسها قائله بحيره:مش عارفه ياأنور... مصطفى بيقولي فيه مصيبه عند مراد في البيت... تعالى نشوف فيه إيه لتكون نازلي تعبانه ولا حاجه....
نهض أنور قائلا بتردد:طب افرضي لاقينا الراجل اللي اسمه جمال ده هناك...
اقتربت منه رانيا قائله بابتسامه مطمئنه:أنت عارف إن هو بس يبقى أبو يارا يعني أبو زوجه مراد وبس وكان شريكك في الشغل.. أي حاجه زمان إحنا نسيناها...
ثم استدارت مغادره للأعلى؛كي تبدل ملابسها..
ليقول أنور بهدوء:بس هو مش ناسي يارانيا وإحنا عارفين كده كويس..
عادت لتقف أمامه مره أخرى... احتضنته قائله:اللي عايزاك تعرفه إن بعد السنين دي كلها أنا مفيش في تفكيري غيرك أنت واولادنا... اتأكد من كده.. ولو زي ماأنت بتقول هو مش ناسي.. يبقى دي مش مشكلتنا ياأنور.. مش عايزه أسمع إنك بتفكر فيه تاني...
لف أنور ذراعيه حولها قائلا:حاضر يارانيا.. ربنا يخليكِ لينا كلنا ياحبيبتي...
ابتعدت عنه رانيا قائله بابتسامه هادئه وهي تأسره بعينيها السوداء الواسعه:يلا بقى ياأنور عشان نروح عند مراد...
ضحك أنور قائلا:على طول بتعرفي تضحكي عليا... ماشي ياستي يلا.. اطلعي غيري هدومك.. وأنا هاجي وراكِ...
ابتسمت إليه رانيا بهدوء.. لتصعد إلى الأعلى متوجهه إلى غرفتهما...
وقفت عند باب غرفه ابنتها عندما استمعت إلى صوت ضحكاتها... دلفت إلى الداخل... لتجد مياسين تحتضن سلسالها وتدور به في الغرفه...
ماإن لمحت والدتها حتى اقتربت منها قائله بسعاده:زيان عايشه يامامي.. أنا حسيت بيها...
تطلعت إليها والدتها قائله بصدمه:إزاي الكلام ده بس يامياسين؟!
أخذت مياسين يد والدتها.. لتضعها على قلبها قائله:ده حس بيها يامامي...وقالي إنها عايشه.. حلمت بيها النهارده!!أنا صحيح مشوفتش وشها بس سمعتها وهي بتعيط وتقول إن إحنا وحشناها... قالتلي إنها حوالينا وهترجع قريب صدقيني يامامي... أنا بقول الحقيقه زيان عايشه... قالتلي إنها قريبه مننا أوي...
جذبت رانيا مياسين إلى أحضانها... لتستنشق عبيرها.. تحاول أن تتحلى بالصبر على فقدان ابنتها.. توأم مياسين... اختفت من الحضانه يوم ولادتها... لا يعلم عنها أحد أي شيء...سوى أنها تتمتلك ذلك السلسال الذي وضعه والدها في رقبتها لحظه ولادتها... السلسال عباره عن قمر مقسوم إلى نصفين.. نصف مع مياسين مصنوع من الفضه والنصف الآخر برفقه زيان مصنوع من الذهب..أخبره أحدهم أنه عُثر على بقايا ثياب طفله صغيره.... وعندما أخذها كانت نفس ثياب زيان التي ارتدتها عند ولادتها... وجد عليها بقايا دمائها... ليعرف الجميع عندها أن زيان قد فارقت الحياه وإلى الآن لم يتوصل إلى من فعل هذا بهم...
ولكن حديث مياسين جدد الأمل لدى ورانيا....فطره الأمومه لديها لم تصدق أبداً أن ابنتها فارقت الحياه...وتعلم أيضاً أن التوأم يشعر كل منهما بالآخر... ليتحول شكها في حياه زيان إلى يقين بعد حديث مياسين...
أبعدت رانيا مياسين برفق عنها... لتمسح كل منهما دموعها...قالت لها والدتها بهدوء بعد أن استعادت ثباتها:مصطفى راح عند مراد بيقول فيه مشكله هناك... أنا وباباكِ رايحين هتيجي معانا؟!
أومأت إليها مياسين بالإيجاب..لتخرج رانيا من الغرفه بهدوء... وقفت مياسين أمام خزانتها قائله بحيره:ألبس إيه أنا دلوقتي؟!
عنفت نفسها قائله:فيه مشكله عندهم وأنتِ بتفكري...
لتبتسم قائله بهيام:مادام هشوف رعد يبقى ربنا يكتر المشاكل كمان وكمان...
استقر خيارها على سروال جينز وستره باللون الأحمر...
لتلتقطهم سريعاً... ثم شرعت في ارتدائهم...صففت شعرها الذهبي قائله بابتسامه هادئه:هو أنتِ يازيان هتطلعي شبهي ولا إحنا توأم مش متشابه...
ضحكت بحماس... لتجد أنها ارتدت ملابسها سريعاً...
لمعت عيناها وهي ترى تلك الألعاب والهدايا التي ادخرتها إلى أختها.. لتتلمسهم قائله بابتسامه:هتيجي وهتشوفكم كلكم أنا متأكده...
نادتها والدتها.. لترتدي حذاءها الرياضي سريعاً... ثم أسرعت إلى الأسفل...
**************************
نزلت مرام من الأعلى بعد أن استمعت لصوت صراخ عالي...
وجدت أخاها يكيل تلك الصفعات القويه ليارا قائلا بغضب:عايزه تموتي مراتي وابني ياحيوانه ياعديمه التربيه... وحياه أمك لأطلقك النهارده...
برغم من ألمها إلا أنها استطاعت دفعه بعيداً عنها قائله بحده:أنا هوديك في ستين داهيه يامراد.. ده أنا يارا إكرامي تتجوز عليا خدامه...
كان سينقض عليها مراد مره أخرى ولكن خروج الطبيب منعه... اقترب من الطبيب قائلا بقلق:خير يادكتور؟!
خلع الطبيب نظارته الطبيه قائلا بعمليه:مش خير خالص يامراد بيه.. المدام لصغر سنها الرحم عندها مش مستحمل أي تعب أو إجهاد وإلا كده هنفقد الجنين والمدام هتبقى في خطر كمان...
هذا الكلام جعل حساب يارا يتضاعف مليون مره...
ليغمض عينيه قائلا بصوت حاول جعله هادئاً:والحل يادكتور؟!
رد الطبيب قائلا:أنا كتبت فيتامينات ياريت المدام تاخدها... ده غير التغذيه والراحه الكامله ليها ده شيء أساسي...وأنا هعدي كمان أسبوع أطمن عليها عن إذنكم...
أشار مراد لزهره أن تتبع الطبيب إلى الخارج... نظرت زهره إلى مراد بعتاب.. ثم توجهت إلى الخارج مع الطبيب... اقترب مراد من يارا قائلا بهدوء مريب:سمعتي الدكتور قال إيه؟!
تراجعت يارا إلى الخلف بخوف... أخذت نازلي مراد من يده قائله:تعالى معايا يامراد...
سار مراد مع والدته وهو مازال ينظر إلى يارا بنظرات كفيله... لتجعلها تسقط قتيله..
دلفت نازلي إلى مكتب مراد... ليتبعها هو.. أغلق الباب خلفهما.. وعندما جاء ليلتفت إليها ارتدت رأسه على إثر صفعه قويه منها... تخلت نازلي عن هدوئها.. لتصرخ في مراد قائله بغضب:أنت إيه؟!إزاي تعمل كده؟! منظرك إيه قدام أختك اللي بتعتبرك مثل وقدوه ليها؟!والأغرب من ده كله أخوك رعد يبقى عارف ومشاركك في كل ده!!إيه لاغيتوا وجودي من حياتكم... وأنت لو كنت قولتلي أنا عايز أطلق يارا وأتجوز روفان أنا كنت همنعك؟! أنا من إمتى بمنعك يامراد عن حاجه؟! لو كنت جيت قولتلي مكنش ده كل حصل... مكنتش حياه البنت المسكينه المرميه في الأوضه دي بقيت في خطر هي وابنك....فاهم يعني إيه ابنك؟!ده منظر أب...أنت تلاقيك أخدت البنت تتسلى بيها وبعدين تسيبها...
ارتمى مراد في أحضانها قائلا بألم:بحب روفان ياماما.. والله العظيم بحبها ومتجوزها على سنه الله ورسوله.. مصطفى ورعد شهدوا على جوازنا ياماما... أرجوكِ متزعليش مني أنا كنت هاقولك على كل حاجه النهارده والله العظيم...ماما أنا مش عايز حاجه غير روفان ياماما عشان خاطري...متزعليش مني ياماما بس أنا بحب روفان أوي..
ربتت نازلي على ظهره بحزن...بعد وفاه والده وهو خير الابن لها... كان ونعم الأب لرعد ومرام.. لم يحب في حياته... كانت حياته عباره فقط عن العمل والمذاكرة والإجتهاد؛كي يعلُ بشركه والده رحمه الله...
أبعدت نازلي مراد برفق.. لتبتسم إليه قائله بحزن:مراد أنت ابني سيبك من أي حاجه.. أنت كنت عايز تحرمني من فرحتي بيك إن قلبك اختار اللي هتبقى زوجه كويسه ليك وأم حنينه على ابنك يامراد... أنت عارف إني بدعمك على طول في كل قراراتك..
ابتسم مراد قائلا:يبقى ادعمني المره دي ياماما... أنا مش عايز غير روفان وابني عشان خاطري ياماما...
أول مره تشعر نازلي بقله حيله مراد هكذا... لتحاول بث الطمأنينه في نفسه قائله بابتسامه هادئه:حاضر ياحبيبي... كل اللي نفسك فيه هيحصل بإذن الله..
ابتسم إليها مراد باتساع.. أيعقل أنه كان خائف من رد فعلها؟! هي والدته ولا يهمها شيء سوى أن تراه سعيد هو وإخوته.. قاطع حديثهما دلوف رعد بقلق... ابتسم إليه مراد... ليفهم أن والدته تقبلت الموضوع... خرج مراد من الغرفه بهدوء متوجهاً إلى غرفه روفان.. كاد أن يتبعه رعد ولكن صوت والدته أوقفه:أنا قلتلك تمشي؟!
هز رعد رأسه بالنفي... وهو يعلم أن والدته ستبدأ الآن جلسه استجوابه... أشارت له بأن يغلق الباب...
ابتلع ريقه بتوجس وهو يقترب منها... همست إليه والدته قائله:هتحكيلي من الأول...
أومأ إليها رعد قائلا بتوتر:حاضر والله العظيم حاضر....

جعل قلبي ينبض من جديد "كامله" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن