الفصل الرابع

9.2K 310 58
                                    

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 💜💜

تراجعت روفان بصدمه... لتنظر إلى مراد قائله:لا متهزرش...أرجوك متهزرش... يعني كل حاجه كانت كذب... قولي إن الأسبوعين دول كانوا كذب... قولي إن كل لحظه حلوه عيشناها مع بعض كانت كذب... إن كل ابتسامه ابتسمتها ليا كانت كذب... كل ده كان تمثيل وأنا للدرجه دي كنت غبيه...
صرخت فيه قائله وهي تمسكه من تلابيب قميصه:بكرهك يامراد... بكره اليوم اللي شوفتك فيه... طلقني يامراد... طلقني وسيبني أنا وابني...
أمسك مراد ذراعها قائلا بقسوه:ابنك إيه اللي أسيبهولك أنتِ اتهبلتي في عقلك ولا إيه؟! أنا اتجوزتك أصلاً عشانه تقومي تقوليلي أطلقك وأسيبك... متستعجليش أوي كده هطلقك بس بعد ماتولدي ابني...
همست إليه روفان قائله بجنون:هاموت نفسي يامراد وأموت ابني معايا ولا إني أسيبك تاخده..
أمسكها مراد من فكها قائلا بغضب:لو فكرتي مجرد تفكير تسببي أي أذيه ليكِ أو لابني الموت ساعتها مش هيرحمك من إيدي...
ثم تركها وخرج من الغرفه سريعاً.. ليغلق الباب عليها بالمفتاح.. أخذت روفان تطرق على الباب قائله بصراخ:بكرهك يامراد... ربنا ياخدك يارب.. حسبي الله ونعم الوكيل فيك...
ثم جلست على الأرض تبكي وتنتحب بصوت عالي..
أغمض مراد عينيه بحزن... وهو يستمع إلى صوت بكائها.. نظر أمامه ليجد زهره واقفه وهي ترتعش من شده الخوف.. اقترب منها قائلا بحده:متخرجش من الأوضه دي فاهمه... الأكل هيدخلها وبس... والأدويه كمان وتبعدي عنها أي حاجه حاده..
نظرت إليه زهره باشمئزاز... ليدفعها مراد من طريقه..
اقتربت زهره من غرفه روفان قائله ببكاء هي الأخرى:روفان عشان خاطري متزعليش نفسك ياروفان... روفان خلي بالك من نفسك ومن ابنك ياحبيبتي... روفان ردي عليا أرجوكِ..
لم تستمع إلى ردها بل استمعت إلى صوت شهقاتها الذي صدح في أرجاء غرفتها... لتقول زهره في نفسها بحزن:هو أنتِ ياحبيبتي مش مكتوبلك تفرحي خالص...

وقفت نازلي أمام مراد قائله بحده:أنت بتلعب ولا إيه يامراد؟! شويه تقول اتجوزت روفان وشويه تقول هطلق يارا... وشويه تقول هطلق روفان.. إيه الجنان الرسمي ده؟!
كذلك رعد عقد ذراعيه أمام صدره قائلا بتهكم:في إيه يامراد؟! كل يوم ليك حال.. أنت مش مراهق عشان تعمل كده.. المفروض إنك كبير وعاقل بما فيه الكفايه إنك تعرف تاخد قرار...
طالعه مراد قائلا بحده:هتديني نصايح ولا إيه يارعد؟! أقولكم على حاجه روفان عباره عن نزوه في حياتي خلاص وانتهت... ربطني بيها للأسف طفل.. الطفل ده هيبقى ابني أنا وهربيه مع اللي تستاهل إنها تبقى أمه مش خدامه..
وقف أمامه أنور قائلا بتحدي:ولما هي خدامه اتجوزتها ليه يامراد؟! عشان تتسلى بيها وبعدين ترميها مش كده؟! ماشي يامراد كلنا هنعمل نفسنا مصدقين المسرحيه بتاعتك دي... بس أنت مصدق نفسك؟! قلبك مقتنع بالكلام ده؟! لو قلبك مقتنع بيه ماشي يامراد.. بس اتأكد من حاجه واحده إن إحنا كلنا مش معاك في القرار ده... ولو جيت بعد كده ندمت عليه.. إحنا مش هنقف معاك ساعتها.. عارف ليه؟! عشان أنت دلوقتي بتدمر حاجات كتير أوي يامراد..
أومأ مصطفى قائلا:بابا معاه حق يامراد... وكمان هو مشافش زيي أنا ورعد فرحتك يوم كتب كتابك أنت وروفان.. مراد أنت أخيراً لاقيت السعاده مع البنت اللي قلبك اختارها.. عايز تضيعها من ايدك أنت حر...
ليشير إلى والده قائلا:يلا يابابا... إحنا ملناش لازمه هنا... البيه كبير وهو عارف بيتصرف إزاي؟!
أومأ والده بهدوء... ليذهب معه هو ومياسين ورانيا...
أما نازلي صعدت إلى الأعلى بعد أن نظرت إلى مراد بعتاب... ورعد تبعها هو الآخر...أما مرام اقتربت من أخيها قائله بحزن:أنا كنت متضايقه إنك خبيت علينا جوازك من روفان يامراد.. دلوقتي أنا زعلانه منك عشان كسرت قلبها يامراد...
ثم صعدت إلى غرفتها دون أن تضيف كلمه أخرى..
ابتسم مراد بشر لجمال الذي كان يراقب مايحدث بانتصار... ليقترب من يارا.. سرعان مالف ذراعها حول ظهرها قائلا وهو ينظر لوالدها:مش أنت مش عايزني أطلق بنتك هاحققلك طلبك... بس أوعدك إني هخليها تعيش عيشه تتمنى إنها تعيش في الجحيم ولا إنها تعيش معايا...
ثم تركها.. لتسقط على الأرض أسفل قدميه... رمقها باشمئزاز ثم مال عليها قائلا بسخريه:أبوكِ باعك لتاني مره...
ليذهب من أمامهم متجهاً إلى خارج القصر..
أسرعت دينا إلى ابنتها تساعدها على النهوض... لتتفاجأ يارا بصفعه والدها.. نظرت يارا إلى والدها بصدمه.. سرعان ماجذبها جمال من شعرها قائلا بغضب:ماأنتِ لو كنتِ خلفتي مكنش ده كله حصل...بسبب غبائك وعقمك اضطريت أحرق كرت من كروتي... هتعملي إيه تاني فيا أكتر من كده؟!
ابتعدت عنه يارا قائله بجنون:وأنت حد قالك تخلي سميره تجيبها تشتغل هنا؟! أنت اللي عملت فينا كده!!
لسه لحد دلوقتي بتنتقم من أنور السيوفي...مش قادر تنسى إنه اتجوز رانيا وخادها منك...
انهال جمال على وجهها بصفعات متتاليه.. لتبعده دينا عنها قائله بدموع:أبوس إيدك ياجمال... والنبي إبعد عنها...
أبعدها جمال عنه قائلا بجفاء:يلا... يلا قومي ياروح أمك اغسلي وشك وعلى الله ألاقيكِ بتعملي حركه من حركاتك دي تاني... كنتِ هتودينا كلنا في ستين داهيه.. بدل ماتشكريني إني رجعتلك جوزك إللى كان هيطلقك ولا هيسأل فيكِ بتحاسبيني...
بكت يارا قائله بحرقه:كان يطلقني ولا يعاملني كده...
ثم نظرت إليه قائله بكره:أنت اللي زرعت الشر فيا وأنت اللي هتحصده...
ثم صعدت إلى الأعلى...
نظرت دينا إلى ابنتها بألم...ثم نظرت إلى زوجها جمال بحزن... لتخرج من القصر بهدوء... أما جمال شدد على شعره بغيظ..ثم ذهب وهو يسب ويلعن بابنته... دلف إلى سيارته... لينظر إلى زوجته التي تتساقط دموعها بغضب.. أمسك فكها قائلا بسخريه:إيه ماتلك ميت ولا إيه؟!
صرخت فيه دينا قائله:إيه أنت إيه ياأخي؟! عايز تدمرنا كلنا ليه؟! عملنا ليك إيه؟! مش عايزنا نعيش حياتنا ليه؟! بنتك خليتها نسخه منك بحقدك وكرهك للناس...كل ده عشان تنتقم من أنور عشان اتجوز رانيا وأنت لا....
صفعها جمال قائلا بغضب:اخرسي بقى...
أكملت دينا باصرار:لا مش هخرس... أنا مراتك...مراتك اللي بتسمعك كل يوم وأنت بتنادي على رانيا وأنت نايم... رانيا اللي ربنا رحمها من إنها تعيش مع واحد مريض زيك وعاشت مع واحد بيحبها زي أنور... معرفش عملت إيه لمراد خليته يعمل كده؟! بس اللي أعرفه إنك بتدمر ناس كتير باللي أنت بتعمله... حسبي الله ونعم الوكيل فيك...
صفعها جمال مره أخرى.. ثم قال بجنون وهو يكاد يقتلع شعرها في يده:مش هخلي بنت أنور هي اللي تكسب... هخلي مراد هو اللي يكسر بنت عمه بإيده!! هخلي روفان قدامهم وهما مش عارفين إنها من نسلهم...أنا خليتها تشتغل خدامه هنا تخدم بنتي أنا!!وهاخد ابنها وأديه لبنتي عشان أكسرها أكتر... مراد ميعرفش إنه مش بيعمل كده في مراته بس.. لا دي بنت عمه كمان...محدش يعرف هي مين؟! هحركهم كلهم في ايدي زي اللعبه....
ثم ابتسم قائلا بشر:زي مادبرت وخطفت روفان من الحضانه في المستشفى من ١٨ سنه وكسرت قلب أنور ورانيا عليها... هاكسر قلب بنتهم برده في ابنها وبنتي هي اللي بتربيه!!
*************************
انطلق مراد بسيارته وهو لايرى أمامه من تلك الدموع التي سقطت من مقلتيه...
انهار ذلك الجبروت الذي تمسك به أمام الجميع..
اتخذ ذلك القرار من أجل سلامه عائلته ولكن ماذا عنها؟!
حسناً لن يكن أناني سيتركها تختار شريك لحياتها مناسب لها... حتى وإن أخذ منها طفلها؛ فهذا لأنه سيذكره بها.. سيذكره بتلك المده القصيره التي قضاها معها...سيكون نسخه منها.. يذكره بها...
أخذ يتذكر حديث جمال الذي عكر صفاء يومه...
اقترب جمال من مراد قائلا بخبث وهو يناوله فلاشه كمبيوتر:اتفرج يامراد ياحبيبي.. وقولي هتقرر إيه بعد كده؟!
تناولها مراد منه بتعجب... ليذهب إلى حاسوبه المحمول...ثم وضعها بداخله... سرعان مابرزت عروق عنقه بغضب وهو يرى والده في وضع مخل مع إحدى العاهرات...
أزاح مراد الحاسوب ليسقط على الأرض متهشماً.. نهض من مكانه قائلا بعيون حمراء من الغضب:الفيديو ده مش حقيقي....الفيديو ده متفبرك عشان تخليني مذلول ليك صح؟!
ابتسم إليه جمال قائلا بسخريه:ياحبيبي لو عايز تتأكد الفيديو ده حقيقي ولا لا؟! روح اتأكد...
ثم اصطنع التفكير قائلا بخبث:هتروح تتأكد وهيطلع حقيقي... تخيل بقى كده معايا والدتك الست المحترمه اللي فاكره جوزها راجل مثالي لو شافت الفيديو الجميل ده هتقول إيه؟! أخوك رعد هيعمل إيه؟! بص رعد هيعدي من الصدمه بس أختك الصغيره مرام.. العروسه الجميله اللي داخله على جواز.. أنت عارف أختك رقيقه إزاي؟! مش هتستحمل ياحرام أقل حاجه هتنتحر...ده غير الصحافه بقى والشوشره وكده... أنا معاك إنها هتعمل دوشه شويه وبعدين الموضوع هينام على الآخر بس وصمه عار في تاريخ العيله المشرف بتاعكم..
زاغت عينا مراد باضطراب... ليكمل جمال بشفقه مصطنعه:طبعاً أنا زي ماسكتت على الموضوع ده من سنين هسكت عليه دلوقتي.. إحنا برده عيله واحده ولا إيه يامراد؟!
نظر إليه مراد قائلا بتهكم:قصدك إن يارا تفضل على ذمتي؟!
هز جمال رأسه بالنفي قائلا بمكر:لا يامراد..مش كده وبس...هتطلق روفان كمان!!
اقترب منه مراد والشررات تتطاير من عينيه.. ليطبق على عنقه قائلا بغضب جحيمي:نجوم السما أقربلك من إني أتخلى عن مراتي وابني...
أبعده عنه جمال قائلا بحزن مصطنع:يبقى خلاص.. أنت اللي اختارت دمار عيلتك كلها.. وبعدين يعني كل اللي هيحصل إنك هتطلق روفان وتسيبها تعيش حياتها... مش أحسن لما عيلتك كلها تتضفح قدامها.. حتى ابنك اللي هييجي هيعمل إيه لما يعرف إن جده كان للأسف بيعرف عاه..
قاطعه مراد قائلا بغضب:اخرس خالص وبس بقى.. َأنت إيه استحليتها؟!
شدد مراد على شعره بغضب... وهو يتذكر كيف اختار مكانه عائلته مقابل ثقه زوجته وامرأته التي كُسرت فيه... يكفي أنه سينتزع منها ابنها... ولكن ماذا يفعل؟! وضع في اختيار صعب بين سمعه عائلته وروفان...
استمع إلى صوت الآذان في المسجد بجانبه... هربت من عينيه دمعات عديده وهو يتذكر أن أول مره سجد لله فيها كانت برفقه روفان...
في أحد الأيام...
شعر مراد ببروده الفراش بجانبه... ليفتح عينيه ببطئ..ثم تطلع للفراش الخالي بجانبه بدهشه.. اعتدل في جلسته ليلمح إمرأته الجميله جالسه تصلي في خشوع... أخذ يراقب روفان بشغف وهي تصلي.. ماإن أنهت صلاتها حتى نهضت عن حجابها الذي وضعته على الارض؛ كي تصلي عليه.. وهي تسبح للمولى عز وجل.. وضعته في مكانه.. لتلمح ذلك الجالس يراقبها بحنان... نهض مراد من على الفراش قائلا بحنان:صباح الخير ياحبيبتي...
ابتسمت إليه روفان قائله:صباح النور يامراد...
حمحم قائلا بارتباك:هو أنتِ كنتِ بتصلي يعني..
ابتسمت إليه بحنان وهي تفهم ماذا يقصد... لتجلس بجانبه على الفراش.. ثم سحبته من يده.. ليجلس بجانبها... أراح رأسه على صدرها قائلا:عمري ماصليت ياروفان... بصراحه عمري ماشوفت بابا ياخدني معاه عشان نصلي أو كده... يعني عمي أنور ملتزم شويه بالصلاه.. لكن بابا مكانش كده... عشان كده كلنا منعرفش يعني إيه صلاه؟!
ربتت روفان على رأسه قائله بهدوء:يامراد ربنا معانا على طول ومستنينا إننا نصلي ليه ونقرب منه..
ابتعد عنها مراد قائلا بابتسامه خذابه:أنا عرفت إن ربنا بيحبني لما خلاني أشوفك وتبقي مراتي...
داعبت روفان لحيته قائله بمرح:وأنا ربنا بيحبني عشان خلاني أتجوز زوج حلو زيك كده...ويلا بقى
عشان تصلي بيا... الرجل إمام أهل بيته على فكره...
نهض بحماس من جانبها.. ليسرع إلى المرحاض؛كي يتوضأ... أما هي نظرت في أثره بسعاده..وهي لاتصدق أنها حصلت على زوج مثله...
**************************
مرت ثمانيه أشهر...
رفضت فيهم روفان رؤيه مراد بأي شكل من الأشكال بعدما طلقها... أو بالأحرى بعث لها ورقه طلاقها برفقه زهره..وقعت عليها بلا تردد.. أعطاها مؤخرها وحقها كاملاً... ليس هذا فقط بل أمَّن لها العيش في كندا بعد ولادتها... وقدَّم لها في إحدى الجامعات هناك...
روفان انعزلت تماماً عن العالم... فقط يأتي إليها الطبيب باسم؛للاطمئنان عليها من الحين إلى الآخر.. لم تعرف جنس جنينها؛حتى لاتتعذب أكثر على حرمانها منه... تحادث جنينها دائماً عن مدى حبها له... حتى أنها كتبت دفتر مذكرات تخبره بها عن حياتها من بدايتها حتى تلده...
مراد أصبح آله عمل... لا يأتي إلى البيت سوى الفجر؛كي ينام بضعه ساعات أو الأصح؛كي يشبع عينيه برؤيه روفان أثناء نومها...تخاصم مع عائلته جميعها حتى عمه وأبنائه...
يارا أصبحت أخرى بلا حياه...حاولت أن تظهر سعادتها؛كي تعطي ذلك الطفل الذي ستضعه روفان بعض الحنان... لا تعلم هل ستتقبل وجوده وهو ابن غريمتها أم لا؟! الآن هي تمثل أمام الجميع دور الحامل... لاأحد علم بزواج مراد من روفان أو حتى بأمر طلاقهما!!

جعل قلبي ينبض من جديد "كامله" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن