الفصل الأول

22.5K 432 51
                                    

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ❤️❤️

أمسكتها مديره الملجأ من ذراعيها قائله بغل:ماأنتِ هتيجي معايا يعني هتيجي...
بكت روفان أكثر وهي تمسك يدها لتقبلها قائله بدموع:عشان خاطري ياأبله مش عايزه أشتغل خدامه...
أبعدتها سميره عنها قائله بقسوه:ماهو ده مش بمزاجك..أنتِ خلاص بقى عندك ١٨ سنه وهتطلعي من الملجأ ده...
استجمعت روفان شجاعتها.. لتقف أمامها قائله:بس أنا من حقي بعد ماأتم ١٨ سنه إني أطلع من الملجأ وأعمل اللي أنا عايزاه مش أشتغل خدامه!!
هوت سميره على وجهها بصفعه أسقطتها أرضاً.. لتمسك روفان من حجابها قائله بغضب:أنتِ هتعملي اللي أنا بقولك عليه.. فاهمه ولا لا؟! مبقاش غير بنت الحرام هي اللي تعلمني أعمل إيه ومعملش إيه...
بكت روفان أكثر بحسره على حالها.. فهي فتاه أتمت من العمر الثامنه عشر عاماً.. نشأت في هذا الملجأ اللعين الذي انتزع منها طفولتها وبراءتها...

بعد فتره..
كانت تقف بجوار تلك التي تُدعى سميره منزوعه الرحمه من قلبها... رفعت عينيها السمراء لتجد قصر رائع الجمال مزخرف بطريقه رائعه هذا غير أسطول السيارات التي رأته مصفوف أمامه...
استمعت إلى همسات سميره وذلك الحارس بجانبها.. لتجد سميره تجذبها من ذراعها فجأه نحو الداخل..
فتحت إحدى الخادمات باب القصر الداخلي.. لتدلف إلى الداخل بأقدام مهتزه..
وقفت أمام تلك السيده التي أصبح شعرها يميل إلى الرمادي؛لكبر سنها... وتلك الفتاه التي قد تكون أكبر من روفان بعده أعوام..
كانت تجلس نازلي والده مراد صاحب القصر بارستقراطيه ترتشف من فنجان قهوتها على مهل... أما يارا زوجه مراد كانت تنظر إلى روفان نظرات مشمئزه.. لتشير بطرف اصبعها على روفان قائله:بقى هي دي الخدامه الجديده اللي هتشتغل هنا؟!
نظرت إليها روفان بانكسار.. لتقول لها يارا بحده:سميره معرفتكيش إن محدش هنا بيرفع عينه في عيني ولا إيه؟! أما خدامه عديمه التربيه صحيح..
وكزت سميره روفان قائله بقسوه:روحي بوسي إيد نازلي هانم ويارا هانم بسرعه...
تطلعت إليها روفان قائله بتحدي:وأنا مش مجبره إني أبوس إيد حد... مش معنى إني هشتغل هنا إني أبقى عابده وبس...
تركت نازلي فنجان القهوه من يدها... ثم نهضت لتقف مباشرةً أمام روفان..
ثم قالت بهدوئها المعتاد:اسمك إيه؟!
ردت سميره سريعاً قائله:روفان ياهانم..
نظرت نازلي إلى سميره قائله:سميره أنتِ أخدتي حسابك.. خلاص اطلعي بره...
لا تنكر روفان سعادتها عندما نظرت إلى سميره بشماته.. أما سميره هرولت إلى الخارج بعد أن أخذت قيمه بيعها لروفان..
تطلعت نازلي إلى روفان قائله:مردتيش عليا برده اسمك إيه؟!
ابتلعت روفان ريقها قائله بثبات:روفان...
أومأت إليها نازلي قائله:لازم تعرفي ياروفان قواعد الشغل هنا..
اعترضت يارا قائله بغضب:هتتكلمي ياطنط مع خدامه بنفسك.. أنتِ عايزاها تتجرأ علينا ولا إيه؟!
أخرستها نازلي بإشاره من يدها.. لتبتلع يارا باقي كلماتها..
ثم أكملت حديثها مع روفان قائله:بصي ياروفان أوضتك هتبقى في الدور اللي تحت مع باقي زميلاتك...أنا مش زي سميره وعارفه سميره بتعاملكم إزاي سواء أنتِ أو بقيه البنات... هتفضلي عارفه حدودك كده هتكسبي محبتي ليكِ..
ثم أشهرت إصبعها في وجهها قائله بتحذير:لكن هتخالفي أوامري ياروفان هتشوفي مني وش أصعب بكتير من سميره.. ماشي..
أومأت روفان برأسها قائله بهدوء:ماشي..
ثم استدارت لتغادر... لتستمع إلى صوت نازلي وهي تقول بهدوء:أنا قلتلك تمشي؟!
رجعت روفان إلى مكانها قائله بدهشه:هو مش حضرتك خلصتي كلامك؟!
ابتسمت نازلي قليلاً.. لتكمل قائله:ده قصر جوزي الله يرحمه كرم السيوفي...عايشه فيه مع ابني مراد بيه السيوفي ويارا تبقى مراته وأخوه رعد مسافر دلوقتي و أختهم الصغيره مرام... أهم حاجه ياروفان في شغلك هنا النظام حسب ماهتقسمي أنتِ وزميلاتك لازم تلتزمي بدورك..تمام ياروفان...
أومأت روفان قائله بهدوء:تمام يانازلي هانم..
لتبتسم إليها نازلي قائله:كده خلاص خلصت ياروفان.. امشي على طول يمين هتلاقي سلم تحت.. شوفي فيه أوضتك...
ابتسمت إليها روفان بهدوء.. ثم استدارت لتذهب حيث أخبرتها نازلي..أوقفها صوت يارا وهي تقول بتحذير:خليكِ بعيده عن مراد بيه السيوفي...
أكملت روفان طريقها دون الالتفات إليها..
أما نازلي صعدت إلى الأعلى حيث غرفتها؛لتستريح قليلاً قبل وجبه الغذاء..
لتزم يارا شفتيها قائله بغيظ:دي خدامه دي... إيه القرف ده؟!
ثم رفعت هاتفها؛ لتهاتف زوجها..
************************
في شركه السيوفي للتصدير والاستيراد..
خرج مراد من الاجتماع بوجه خالي من الملامح....
هو يمتلك من العمر ثمانٍ وعشرين عاماً... رغم سنه الصغير نسبياً إلا أن شركته التي ورثها عن عائله والده ارتفع اسمها عالياً بفضله..
أراح ظهره على كرسي مكتبه... ليغلق عينيه باسترخاء..
في الخارج..
أشار ابن عمه مصطفى للسكرتيره بأن تتوقف.. ثم تبع مراد إلى الداخل...
ابتسم مصطفى إلى مراد قائلا بثقه:عملتها يامعلم..
فتح مراد عينيه الزرقاء التي ورثها عن والدته.. ليعتدل في جلسته قائلا بهدوء:مين سمحلك تدخل؟!
حك مصطفى مؤخره رأسه قائلا بحرج:أنا آسف..
ثم لمعت عينيه البنيه قائلا بمرح:وبعدين ياميمو بخاف عليك من الوحده..
قذفه مراد بكوب الماء الفارغ.. ليلتقطه مصطفى سريعاً.. نظر إليه مراد قائلا بنفاذ صبر:عايز إيه يامصطفى؟!
جلس مصطفى على طاوله المكتب أمامه قائلا باصرار:ماأنا لازم أعرف قريت دماغهم إزاي؟!ده الألمانيين كانوا هيتجننوا جوه.. أنت تُعتبر عملت اللي أنت عايزه بسعر أقل من اللي قالوه ٣٠٪...
خلل مراد أصابعه بين شعره البني الكثيف قائلا باستهزاء:لما تكبر هبقى أقولك..
كاد أن يتحدث مصطفى ولكن صوت رنين الهاتف أوقفه.. ليشير له مراد بأن يصمت... ثم رد على الهاتف قائلا:أيوه يايارا..
حمحمت يارا قائله برقه:هتيجي إمتى ياحبيبي؟!
أغمض مراد عينيه.. ليرد قائلا بهدوء:كمان ساعه يا يارا..
:طيب متنساش ميعاد الغدا وتتأخر..
:حاضر يايارا..
استرسلت يارا قائله بتذكر:اه متنساش تقول لمصطفى ييجي معاك... طنط قالتلي أقولك تعزمه معاك..
:ماشي يا يارا.. مع السلامه..
:مع السلامه..
أغلق مع يارا.. ليلقي الهاتف بجانبه ثم أراح ظهره مره أخرى...
وكزه مصطفى في ذراعه بخفه..ثم قال بفضول:مش هتحكيلي يامراد...
همهم مراد قائلا بخفوت:برا يامصطفى...
طالعه مصطفى بغيظ وهو يراه يغلق عينيه ويعود للاسترخاء مره أخرى.. لينهض متجهاً ناحيه باب المكتب.. قبل أن يدير مقبض الباب استمع إلى صوت مراد وهو يقول بهدوء:جهز نفسك كمان ساعه تبقى هنا عشان معزوم على الغدا عندنا...
صفع مصطفى الباب خلفه بغيظ... لتنتفض السكرتيره من مكانها ظناً منها بأنه مراد.. غمز إليها قائلا:ده أنا ياسهيله..
ثم اتجه إلى مكتبه هو الآخر في آخر الرواق..
هو المدير الآخر للشركه ولكنه يختلف كثيراً عن ابن عمه مراد... خفيف الظل كثيراً...يمتلك من العمر أربع وعشرين عاماً...استلم العمل برفقه مراد منذ ثلاث سنوات.. وتولى الإداره معه بعد تخرجه من الجامعه...
************************
بعد العصر...
أنهت روفان صلاه العصر... لترفع يديها تناجي ربها قائله بدموع:يارب خليك معايا.. أنا مليش حد غيرك كله اتخلى عني.. أهلي معرفش هما مين؟! وكمان بعد الملجأ بقيت بشتغل خدامه.. يارب ساعدني ويسرلي حالي...
كفكفت دموعها بصمت ماإن دلفت زميلتها في الغرفه زهره...
طوت سجاده الصلاه.. لتضعها على الكرسي الموجود بالغرفه.. أخذتها منها زهره قائله بمرح:إيه ده ياروفان مش عايزاني أصلي ولا إيه ياستي؟!
ابتسمت إليها روفان قائله:بجد أنتِ كنتِ وحشاني أوي يازهره...
جلست زهره على الفراش قائله:وأنتِ أكتر ياروفان..
ثم أكملت قائله بسخريه:شوفتي أنا قلت إني هطلع من الملجأ والقرف اللي كانت بتعمله فينا سميره ألاقي نفسي بقيت بشتغل خدامه...
جلست روفان بجانبها.. ثم قالت بحسره:طلعنا من الملجأ عشان نبقى خدامين في الآخر يازهره..
تطلعت إليها زهره قائله بحماس:يابنتي أنتِ دلوقتي تقدري تدوري على أهلك.. مش لسه معاكِ السلسله؟!
أومأت روفان.. ثم أردفت قائله بسخريه:وهو أنا لو أهلي كانوا عايزيني كانوا راموني في ملجأ يازهره؟!
أمسكتها زهره من كتفيها قائله:وليه ماتقوليش إنك اتخطفتي منهم؟!
ثم ابتلعت تلك الغصه المريره في حلقها.. لتردف بألم:مش لازم يكون عمامك هما اللي راموكِ بعد ماأبوكِ وأمك ماتوا زيي ياروفان؟!
نظرت روفان إلى الساعه أمامها.. لتشهق قائله بصدمه:يالهوي ده الوليه اللي اسمها يارا هتعملني كفته لما أروح أصحي مرام دي هي كمان...
ضحكت عليها زهره حتى أدمعت عينياها وهي تراها تركض سريعاً من الغرفه كمن لدغته أفعى...
هدأت زهره قليلاً... لتنهض هي الأخرى تصلي فرضها؛ كي تستكمل إلى عملها..

جعل قلبي ينبض من جديد "كامله" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن