" تعيشُ كوريا اليوم في ظلِّ رُعبٍ مُطلق بسببِ الانتِشارِ الَّذي شهِده فيروس كورونا، حيثُ دعَت الحكومَة إلى الحجرِ الصحيّ، عن طريقِ تطبيق حظرِ التَّجوال الكامِل على سول، والحظرِ الليليّ على بقيَّة المُدن، كآخرِ حلّ لاحتِوائِه. سيُنفَّذُ هذا القرار بدأً مِن صبيحَة الغدّ، ويترتَّب على كلِّ مواطِن ينتهِكه دفع غرامات ماليَّة... "
لم تنهِ المُذيعَة مقالَها بعد، وهاهِي ذا غاهيون تُطفِئ التِّلفازَ ضجِرةً مِن مواضيعِه الَّتي باتَت مُتشابِهة، كُلّ القنوات تتحدَّث عن هذا الفيروس، حتَّى مواقِع التَّواصُل الاجتِماعيّ، حيثُما فرَّت منه باغَتتها أخبارُه، وقد سئِمته بالفِعل!
عائِلتُها ليسَت على وِفاق، وهذا الحجرُ الصحيّ الَّذي مِن المُفترضِ أنَّه سيحمِي الملأ مِن العدوى، يعنِي نشوبَ الحربِ العالميَّة الثَّالِثة في منزِلها، والِداها وشِجاراتُهما البليغَة، وهِي وأختُها اللَّتان تختلِقانِ الدَّواعِي للاشتِباكِ!
مضى على تطبيق الحجرِ قُرابَة الشَّهر، هِي بالكادِ تُطيق التنفُّس تحتَ سقفٍ مِلؤُه أكسيدات أُسرتِها الخانِقة، كيفَ مِن المُمكِن للوضع أن يتفاقَم؟ بالطَّبع أن تنفَذ عبواتُ الفُوطِ الصحيَّة مِن البيتِ، فمَخلوقٌ مُتخلِّف يُدعى يوهيون لم تُحضِر سِوى اثنَتين بِناءً على افتِراضاتِها الفذَّة بنهايةِ الحجرِ سريعًا، والآن ليسَت اللَّيلةُ وحدَها هِي الَّتي تحتضِر إذ راوَدها الفَجر، بل حتَى غاهيون.
وبينَما الجميعُ نِيامٌ في سَلام، كانَت هِي بصدِد الخُروج بعدَ أن اكتَست ثِيابًا مُلائِمة له، بنطلونٌ مِن الجينز الدَّاكِن، وهودي أسوَد بقُلنسوته، أمَّا مِحفظةُ النُّقود فأودَعتها بجيبِها، ثمَّ تمشَّت بين الشَّوارِع الخالِية، الَّتي لا حِسَّ فيها سِوى مُواءَ القِطط، أو المصابيحِ المعطوبَة في الطَّريقِ إلى السُّوبر ماركت، راجيةً ألَّا يُقبَض عليها.
استَطاعت الوُصولَ بأمانِ والظَّفرِ بغايتِها، ابتِسامتُها لحظتَها لم تسَع ثغرَها، بعدَ أن أوفَت البائِع ثمَنها شقَّت طريقَ العودَة إلى المنزِل، ولكنَّها دوهِمت مِن دُبر... كانَ صوتًا رجوليًّا صارمًا، كأنَّه ملكُ الموتِ حطَّ على كتِفها.
" أنتَ هُناك، توقَّف. "
لم تفكِّر كثيرًا، بل جرَت برُعونَة بينَما الرَّجلُ يُلاحِقها، كانت مُوقنةً أنَّه ضابِط شُرطة، ولو أمسَك بِها فهِي هالكةٌ لا محالة!
لوهلةٍ ظنَّت أنَّه قد يئِس واستَسلم، إذ انقَطع صوتُ خطواتِه، لكنَّه اعتَرضَ طريقَها مِن الجانِب الآخر، وثبَّت كتِفها بالحائِط لئلَّا تهرُب.
" هل ظنَنت أنَّك ستفلت بفِعلتِك؟ "
" دعنِي أنتَ تُؤلِمني، هل الشُّرطَة مُكلَّفة بالاعتِداء على النَّاس؟ "
صوتُها الأرقُّ مِن أن يصدُر عن رجُلٍ شوَّشَ مُعتقَداتِه، فأزاحَ القُلنسوَة عن رأسِها بيدِه الطَّليقة.
" فتاة! "
سُرعان ما تَناءَى عنها ساخِرًا.
" لو أنَّكِ تحدَّثتِ مُنذ البِدايةِ كآدميَّة لَما تلقَّيتِ مِثل هذه المُعامَلة أيَّتُها الصَّغيرة... أتعَبتني. "
ظلَّت صامِتةً تُحدِّق بمَعالِم وجِهه الخَياليَّة المنصوبةِ في مجالِ بصرِها، إذ هُيِّئ لهَا وكأنَّه هارِبٌ مِن إحدى القصصِ المُصوَّرة، بشعرِه الفوضويّ، بشرته الصَّافيَة، عينيه النَّاعِستين، وشِفاهه المنحوتةِ بدقَّة... كانَ وسيمًا في بذلة الشُّرطة الزَّرقاء!
" هل معكِ رُخصةٌ للخُروج؟ "
استَفاقَت حينَما سألَها رافِعًا أحدَ حاجبيه، لكنَّها امتَنعت عن الإجابَة، لذلِك سحَب مِن جيبِ قميصِه ورقَة المُخالَفة، كذا قلمًا.
" كوني جاهِزةً لدفعِ غرامةٍ لانتِهاكِك حظرِ التَّجوال، علاوَة على عرقلةِ سيرِ القانون، لقد جعَلتني أركُض لمسافةٍ طويلة، لن أمرِّرها لكِ بالطَّبع. "
بسطَ كفَّه الَّتي احتضَنت حُدودَ الوَرَقة وراحَ يُدوِّن سببَ المُخالفة على مهل.
" ما اسمك؟ "
" إلــهي، أتظنُّ أنَّه مِن السَّهل إخبارُ أحدٍ أنِّي بحاجةٍ إلى الخُروج مِن أجلِ الحُصول على فوطٍ صحيَّة، لمُعالجةِ مُشكلةٍ نسائيَّة، أخطَر مِن الوباء؟ "
تعثَّر قلمُه بالصَّدمة، فتعرَّج الحرفُ الَّذي كانَ يخطّه على الوَرقة.
دفعتُه بعيدًا عن طريقِها وهرَبت، ولأنَّه رجلٌ ذو قلبٍ نبيل سمَح لها بالنَّفاذ مِن العُقوبَتين.
فكَّر...
لاشكَّ وأنَّ النِّساء تُعانين!
-
هلا مرة ثانية 😎
شو رأيكم بالفصل!
غاهيون!
بيكهيون!
الشُّرطي المثير 😭💔
كان في صورة بالانستا عن الشرطة التركية وكيف اذا مسكوك... تعتبَر مصدر إلهامي 😂
القاكم بالفصل الثاني، رح حاول حدثو بالليل
🌙
أنت تقرأ
I owe it to you | B.BH
Hayran Kurguكيف ستتَعامل غاهيون الفتاة الَّتي لا تطيق المُكوثَ في المنزِل مع حالةِ الحَجر الصحيّ؟ - مدينةٌ لكَ، لأنَّك أجرتني من الجُنون الَّذي كان يتربَّصُ بي. - Lee Gahyeon - Byun Baekhyun بدأت بتاريخ: 28-03-2020 اكتَملت بتاريخ: 30-03-2020 فائزة بمسابقة لآلئ...