(2)
الأربعاء 19/2/2020
الرنين المتواصل لهاتفه أيقظه من النوم، فتح عينيه بانزعاجٍ شديد وهو يرد دون أن ينظر للاسم ويتحدث باللغة الإنكليزية التي صارت جزءاً أساسياً من حياته "ملهم القادري يتحدث."
"أمازالتَ نائم؟! نحن في منتصف الظهيرة!" جاءه صوت لوسيان الساخر ليبعد الهاتف عن أذنه وينظر للساعة التي قاربت الثانية عشر ظهراً ثم أعاده وهو يجيب "أجل، ما الأمر؟"
"لقد قلتَ أنكَ تريد أن تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم، ولكن يبدو أنكَ تحولتَ لباندا!"
"بحق الله لوسيان، لم أنم حتى الرابعة صباحاً، ماذا تريد الآن؟" أجابه بملل وهو يتذكر القلق الذي أصابه مثل كل ليلة حتى سهر للصباح ولم يستطع أن ينام إلا بعد صلاة الفجر، اعتدل بجلسته وهو يسمع صديقه يقول "هل يمكننا أن نخرج لمكانٍ ما؟ أريد شراء بعض الملابس، كما أنني أرغب بدعوتكَ للغداء."
"ما المناسبة؟"
"هل استيقظتَ أم مازلتَ نائماً؟"
"أنا مستيقظ لوسيان، ما الأمر؟" تمتم وهو ينهض من سريره ويمرر يده خلال خصلات شعره ليجيبه الآخر بحماس "أحد الأشخاص المقبولين في منحة الدكتوراه للعاملين في مجال الطيران قد أعلن انسحابه لأنه يريد التفرغ لزواجه، لذا أرسلت لي إدارة الجامعة البارحة تعلن قبولي، وغداً هو اليوم الأول! لا أصدق أنني حصلتُ على المنحة!!"
"تبدو كطفلٍ صغير سيدخل المدرسة لأول مرة، هل كل هذا لأنكَ ستكون زميل دراستي لأول مرةٍ في حياتك؟!" قالها بسخرية وكأنه ينتقم من صديقه الذي يسخر منه مهما كان الأمر الذي يقوم به ليسمع صوت لوسيان يلعنه بصوتٍ عالٍ، انفجر ضاحكاً ثم اعتدل بجلسته وتابع "مباركٌ قبولك، الأمر يستحق الاحتفال حقاً."
"أنا لا أصدق أنني سأكون طيَّاراً وبنفس الوقت طالباً في الدكتوراه، هذا كان أعمق أحلامي جمالاً."
"أجل، أظن أنني لم أتوقع هذا بالنسبة لنفسي أيضاً، على كل حال.. إن كنتَ تريد أن تشتري ملابس فيمكنني الخروج معكَ للمركزٍ التجاري."
"في الخامسة؟" نظر للساعة مجدداً ثم أومأ وهو يقول "أجل، في الخامسة."
أغلق هاتفه ثم نهض من مكانه وهو يمدد عضلاته بتعب، توجه للمطبخ وفتح الثلاجة ليخرج بعض الطعام المتروك من أيام، لم يكن يشعر بالرغبة لصناعة أي شيء لذا تناول إفطاره سريعاً وهو ينظر للمدينة من نافذته الكبيرة، ثم نهض ليبدل ملابسه ويتجه للنادي الرياضي.
كانت ممارسة الرياضة باستمرار جزءاً من عمله إلى حدٍ ما، لم يكن ثمة أحدهم يلزمه على أن يحصل على بنيةٍ جسديةٍ قوية، ولكنه كان يشعر أن هذا يدعمه إلى حدٍ كبيرٍ في الرحلات الطويلة ويساعده حتى لا يصاب بالإرهاق سريعاً.
أنت تقرأ
Two stars in the galaxy | نجمتان في المجرة
Romanceكان يؤمن أنَّ كل شيءٍ في هذه الحياة يدور حول قدرته على التحمل! "أحبكِ حتى نهاية الزمان والمكان، إن كان ثمة شيءٌ بعد ذلك فسأظل أحبكِ بكل ذرة شعورٍ أملكها.." نجمتان في المجرة "ملهم القادري" R.M
