(15)
الاثنين 9/4/2020
صوت السماعات في أذنه يخبره أنه يستطيع الإقلاع، بينما تجلس بجانبه تلك الفتاة ذات الشعر الأسود الطويل، يحلقان معاً برحلةٍ تدريبية، رغم كون جميع فصلهم قد تخرج منذ فترةٍ طويلةٍ بالفعل.
كانت تستلم المقود الرئيسي، لذا فقد أوصل لها الرسالة لتبدأ عملية الإقلاع وورائهما أربع طائرات أخرى تحوي زملائهم في منحتهم الدراسية، وقد تجمع بعض الطلاب الأصغر سناً يشاهدون في الأسفل.
"الارتفاع المطلوب منا أعلى بخمس مرات من الارتفاع الذي كان مخصصاً في الرحلات التدريبية حين كنا طلاباً." قال وهو يغلق مجموعةً من الأوراق ويضعها أمامه بينما يمسك المقود الثاني ويركز أمامه لتنظر له بابتسامةٍ صغيرة وهي تضيق عينيها الصغيرتين أصلاً وترد "هل أنتَ الآن تحذرني؟ كم من الرحلات قد قدتُ برأيك؟"
"بالتأكيد كما قدتُ أنا، ربما أكثر أو أقل ببضع رحلات، أنا لا أحذركِ لأني أعلم أنكِ خبيرة وربما أكثر من الجميع معنا، ولكن من واجب الكابتن المساعد أن يمنح معلومات الرحلة للكابتن الرئيسي."
ضحكت بخفة حين سمعت كلمته وتأكدت من استقرار طائرتها في الجو قبل أن تبدأ بالصعود برتمٍ بطيء وهي تسأل "هل أنتَ غير معتادٍ على كونكَ كابتن مساعد طالما أن لوسيان دوماً موجودٌ لأجلك؟!"
"أنا ولوسيان لا نتعامل على أساس قائد ومساعد، أحب أن أصنف عملنا كشركاء لنجاح الرحلة وحسب!"
"هذا لطيف.." تمتمت بصوتٍ خافت ولكنه سمعها، تجاهلها تقريباً وهو يمرر يده في خصلات شعره ويركز أمامه. في الأسبوع الأخير واجه نفسه بالحقيقة، أنه سيواصل الكتابة لزوجته، سيواصل زيارتها والاعتناء بها وقراءة القرآن على مسامعها، ولكنه سيتقبل حقيقة أنها قد تستيقظ في أي لحظة، وقد تموت في أي لحظةٍ أيضاً منجيةً إياه من ورطة المنتصف التي علق بها!
زملاؤه لم يلاحظوا التغيرات التي حصلت في شخصيته، أنه كان مشتتاً أو هادئاً أكثر من اللازم في الفترة الأخيرة، أو على الأقل جميعهم باستثناء لوسيان، من المقلق دوماً أن تكون صديقاً لشخصٍ هادئ وصامت، لا يمكنكَ أن تعرف أبداً متى ينكسر، ومتى يحتاجكَ لترممه!
"هل جرى الأمر بخير مع اللجنة التأديبية في المطار الذي تعمل به؟" سألته دون أن تنظر له ليلتفت لها مستغرباً، أراد أن يعرف من أين علمت بهذا ولكنه تجاهل الأمر وأجاب "أجل.. وقد قدتُ رحلةً بعد تلك الجلسة أيضاً."
"هذا جيد، ميرال أخبرني أنه ذهب برحلةٍ مع لوسيان تعويضاً عنك، هكذا عرفت!" قالت مفسرة ليبتسم بينه وبين نفسه لأن لوسيان لم يكن من حدثها ولأنها أخبرته بالفعل دون أن يضطر للكثير من الأسئلة، أومأ لها ورد "لم يكن هناك أي واحدٍ متفرغ ذلك اليوم."
أنت تقرأ
Two stars in the galaxy | نجمتان في المجرة
Romantikكان يؤمن أنَّ كل شيءٍ في هذه الحياة يدور حول قدرته على التحمل! "أحبكِ حتى نهاية الزمان والمكان، إن كان ثمة شيءٌ بعد ذلك فسأظل أحبكِ بكل ذرة شعورٍ أملكها.." نجمتان في المجرة "ملهم القادري" R.M
