(7)
السبت 7/3/2020
كان جالساً يتناول غداءه في منزله بينما يضع حاسوبه أمامه، كان طعاماً مصنوعاً في المنزل على الطريقة البريطانية، لم يكن ماهراً كثيراً بالطبخ، ولكنه قد تعلم الكثير من الأطعمة خلال الفترة الطويلة الماضية.
مازالت زيارة إيما من اليوم الفائت تشغل تفكيره، خصوصاً أنه كان نهاراً فارغاً لا يملك به أي رحلة أو حتى ذهاب للجامعة، عاد من النادي الرياضي، صنع الطعام لنفسه، شاهد فلماً، ومازال يشعر بمللٍ كبير، بالإضافة إلى تفكيره المستمر حول كون تلك الفتاة ستعود إليه، فلم يكن يثق بقواها العقلية أبداً!
قرر التركيز مع الفلم الذي يشاهده، ولكن رنين هاتفه معلناً اتصالاً من لوسيان قاطعه، رد عليه ليأتيه صوته المرح من الطرف الآخر "كيف حالك؟ وماذا تفعل؟"
"بخير، ولا شيء؟" أجابه بملل ليرد الآخر "هل يمكنني أن آتي لمنزلك؟"
"أجل، هل ثمة مشكلة؟" قال مستغرباً لأن لوسيان لم يدخل منزله سوى مرةً واحدة من قبل، أطلق الثاني تنهيدةً طويلةً وهو يرد "في الحقيقة، كنتُ أقرأ بحثك وقد وجدتُ العديد من الأشياء المعقدة التي ذكرتَها أنتَ وري نا، وبما أن اليوم عطلة فكرتُ بأن آتي لأسألكَ ونقضي بعض الوقت معاً."
"أجل لا مشكلة!" أجابه وتبادلا التحية قبل أن يغلق الهاتف، أكمل متابعة الفلم الذي بدأ به وخلال نصف ساعة كان لوسيان يطرق باب منزله، نهض ليفتح له بعد أن تأكد أنه هو لأنه لم يكن يرغب بأن يرى تلك الفتاة في منزله مرةً ثانية.
"أهلاً.." قالها وهو يفسح المجال للوسيان الذي يحمل على كتفه حقيبةً كان من الواضح أن بداخلها حاسباً محمولاً، دخل لصالة المنزل ليجد صحون الطعام الفارغة موضوعةً على الطاولة، وألقى نظرةً على اسم الفلم الذي يشاهده صديقه ليقول "إنه فلمٌ جيد، أنتَ تحسن الاختيار."
"شكراً لك، هل تناولتَ غداءك؟"
"أجل.." أجابه ليومئ ويحمل الصحون الفارغة للمطبخ، لحقه لوسيان مما دفعه ليشير له على آلة صنع القهوة وهو يقول "سأقوم بتنظيف الصحون، اصنع لنا البعض."
"حسناً.." قالها بهدوءٍ غريب، بدأ يصنع القهوة بصمتٍ قبل أن يرفع نظره لملهم ويسأل "هل يمكنني أن أسأل عن شيء؟" أومأ له ليتابع بهدوئه الغريب نفسه "هل وجدتَ حبيبة؟"
التفت له بحاجبٍ مرفوع ليجد تعابير الجدية على وجهه، زفر بملل وأعاد نظره للصحون المتسخة وهو يحرك رأسه نفياً ليقول لوسيان "حسناً، في الحقيقة.. رائحة العطر النسائي كانت تفوح في المنزل بأكمله، بالإضافة للخمر المعتق، لذا أنا أسألك."
أنهى كلماته تزامناً مع إغلاق ملهم لصنبور المياه، التفت له ليجد نظره مركزاً على سلة القمامة وعلبة النبيذ الفارغة المرمية هناك ليحك رأسه بسخط وهو يقول "كان يجب أن أتخلص منها حقاً؟"
أنت تقرأ
Two stars in the galaxy | نجمتان في المجرة
Romanceكان يؤمن أنَّ كل شيءٍ في هذه الحياة يدور حول قدرته على التحمل! "أحبكِ حتى نهاية الزمان والمكان، إن كان ثمة شيءٌ بعد ذلك فسأظل أحبكِ بكل ذرة شعورٍ أملكها.." نجمتان في المجرة "ملهم القادري" R.M