(11)
السبت 21/3/2020
مر أسبوعٌ كاملٌ على مغادرة عائلته وعودته ليعيش وحيداً، روتين حياته اليومي عاد نفسه، ولكن زيارة والديه وإن كانت ليومٍ واحد فقد ساعدته كثيراً، كان يكفي للإنسان أن يتذكر دفء العائلة لتحتل السكينة قلبه للأبد..
راوده شعور غيابه الكبير عن العائلة، لذا قرر التواصل مع جميع عائلته أكثر من ذي قبل، في صباح ذلك السبت بعد أسبوع كان خارجاً من المنزل وهو يرتدي ملابسه الرسمية واضعاً هاتفه في جيبه وسماعاته في أذنيه وهو يحادث ابنة أخيه الكبرى..
كانت الصغيرة في السابعة من عمرها، اتصل بها في اليوم الفائت ولكنها كانت نائمة، واستيقظ في الصباح على صوتها الطفولي وهي تصرخ بأنها تحبه وتريد رؤيته..
فتح باب منزله وخرج ليجد فتاةً عرفها جيداً واقفةً أمامه، كانت قد غيرت لون شعرها للرمادي الفاتح وكان عليه أن يشهد أنه لونٌ جميل، إلا أنه لم يكن يطيق النظر لوجهها..
"علي الذهاب للعمل صغيرتي، سنتحدث قريباً، عمكِ يحبكِ كثيراً.." قال موجهاً حديثه لابنه أخيه وأغلق الهاتف ثم رفع نظره إليها لتبتسم وتسأل "كيف حالكَ أيها الكابتن؟"
"ماذا تريدين إيما؟ أخبرتُكِ بوضوح ألا تعودي إلى هنا؟" تحدث بشزر محاولاً إبعادها عن طريقه قدر المستطاع لتبتسم وترد "كنتُ فقط أريد أن أرى كم أنتَ رجلٌ صادقٌ بانتقالكَ من المنزل، انظر لنفسك.. الكابتن الذي يحترمه الجميع يكذب على فتاة لأجل الهرب منها، هذا سيجعل أسهمكَ بين الآخرين تنخفض أرضاً."
"إن كنتِ قد انتهيتِ فيمكنكِ الذهاب لأني لن أرد عليكِ بأي كلمة.." قال وهو يمشي متجاوزاً إياها، همت أن تمسك بيده لكنه أبعدها سريعاً ليوقفه صوتها الساخر "هل أنتَ راضٍ عن نفسكَ وأنتَ شخصٌ كاذب؟"
"أنا كذلك منذ زمن.. " همس بصوتٍ خافت محادثاً نفسه بينما تجاهلها نازلاً الأدراج للأسفل، متجاهلاً فكرة أخذ المصعد لأنها ستلتصق به بالتأكيد، سمعها تتمتم ببعض الكلمات ورغم أن اللغة الإنجليزية متأصلةٌ بداخله، ولكنه لم يكلف نفسه حتى بترجمة ما قالته، ركب سيارته إلى المطار حيث التقى بلوسيان وتوجها لرحلتهما..
كانت رحلةً سهلةً وبسيطة، لم تأخذ الكثير من الوقت ولم يعانيا فيها من أي متاعب، تبادلا بعض الأحاديث حول الدراسة والطائرات والسيارات، وتحدثا عن التجهيزات حول زفاف لوسيان بعد أسبوعٍ واحد فقط..
طريق العودة كان أكثر سهولة وأكثر يسراً، فوق السحاب وقبل ثلاثين دقيقة بالضبط من الهبوط رن هاتف ملهم المضبوط على إعدادات دولية، في مقعده ودون أن يتحرك ألقى نظرةً عليه ليجد اتصالاً من المستشفى، عاد الشعور المؤلم ليحتل قلبه، وبطريقةٍ ما تشنجت يديه وهو يمسك المقود طوال وقت رنين الهاتف حتى توقف صوته تماماً..
![](https://img.wattpad.com/cover/216480468-288-k924585.jpg)
أنت تقرأ
Two stars in the galaxy | نجمتان في المجرة
Romanceكان يؤمن أنَّ كل شيءٍ في هذه الحياة يدور حول قدرته على التحمل! "أحبكِ حتى نهاية الزمان والمكان، إن كان ثمة شيءٌ بعد ذلك فسأظل أحبكِ بكل ذرة شعورٍ أملكها.." نجمتان في المجرة "ملهم القادري" R.M