17 |تستمر الحكاية (12)|

1.6K 264 14
                                    

(12)

الأحد 22/3/2020

حضر محاضراته بتعبٍ بادٍ على وجهه، كان قد عاد من المستشفى ولم ينم ولو للحظة، فقط بدل ملابسه وجاء للجامعة، كان لديهم استراحةً لنصف ساعة وكان وقتاً مثالياً بالنسبة له ليذهب للمقهى لشرب القهوة، ميرال وإدوارد ذهبا معاً لتفحص عطلٍ في سيارة ميرال، بينما بقي برفقة لوسيان وري نا.

رنين هاتف لوسيان جعله ينهض من مكانه ليرد عليه بعيداً عن ضجيج المقهى العالي، عاد بعد لحظات والتقط حقيبته من على الكرسي وهو يقول "أعتذر.. عليَّ المغادرة."

"مازال لدينا محاضرة!" قالت له الفتاة الكورية باستغراب ليومئ ويرد "لقد اعتذرتُ عنها مسبقاً، هناك بعض الأمور الضرورية التي عليَّ تجهيزها مع خطيبتي." أومأت له بابتسامةٍ صغيرة ليلتفت لملهم ويسأل "هل ستكون بخير؟ تبدو مرهقاً!"

"أنا بخير، لا تخف.." أجابه ليلوح لهم لوسيان مغادراً، بينما بقي لوحده مع الفتاة للمرة الأولى بعد انتهاء مشروعهما، وبما أنهما لم يتحدثا من قبل إلا بالعمل فقد كان الصمت سائداً بينهما حتى قاطعته هي أخيراً "وجهكَ مليءٌ بالهالات، عليكَ أن تعتني بنفسك." نظر لها باستغراب وأومأ دون أن يتكلم لتبتسم وتضيف "إن كان ثمة شيءٌ تريد أن تقوله فأنا سأستمع."

ضحك بسخرية للكلمة التي سمعها مرتين على التوالي من فتاتين وفي أقل من أربعٍ وعشرين ساعة ثم هز رأسه نفياً وهو يجيب "لدي بعض المشكلات، ولكني أعمل على تجاوزها."

"إذاً.. أنتَ لا تريد مساعدتي؟" هز رأسه نفياً لتومئ بضحكةٍ صغيرة، رنين هاتفه أعلن وصول اتصالٍ من ابنة أخيه ليرد عليها، لم يكن على تواصلٍ كبيرٍ معهم، ولكنه حدثها في اليوم السابق وأخبرها أنه يشتاق لها ويحبها، لذا هي اتصلت به في المقابل لتقول له أنها لا ترغب بتناول طعامها دون أن يحدثها..

أغلق هاتفه بعد دقائق وهو يرسم على شفتيه ابتسامةً صغيرة بسبب محبة هذه الصغيرة له رغم كونه بعيداً، كان يتمنى لو أنه يملك طفلةً مثلها، ستكونان صديقتان حتماً.

شرب من قهوته مجدداً لينتزع الأفكار من رأسه محاولاً أن يجعل الهدوء يسيطر عليه بعد الحادثة التي حصلت في اليوم السابق، توقف قلب حبيبته لمدة ثلاث دقائق كان شيئاً من الجحيم، لا يكذب إن قال إنه ممتنٌ لأنه لم يكن موجوداً وقتها، هو يعلم أنه لن يحتمل رؤيتها والأطباء حولها يحاولون إعادتها لحياةٍ طويلة ومؤلمة! رغم أن كل شيءٍ يدور حول قدرته على التحمل!

"كابتن ملهم!!" صوت ري نا التي تلوح بيدها أمام وجهه انتشله ليرفع نظره إليها باستغراب، أمالت رأسها ناحيته وهي تقول بسخرية "إلى أين ذهبت؟!"

"ما الأمر؟"

"أنا لم أرَ شخصاً يتحدث أمامي بالعربية من قبل، لغتكم تمنح وقعاً لطيفاً، ولكن بدا وكأنكَ تحادث طفلاً.." هو ضحك لملاحظتها القوية وأومأ لتسأل مجدداً "هل هي ابنتك؟"

Two stars in the galaxy | نجمتان في المجرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن