_ الفصل الخامس عشر _

1.7K 106 0
                                    


كان تميم قد وصل أخيرًا للمنزل وترجل من سيارته وفي طريقه للداخل ولكنه وقف يتحدث مع أحد الحراس .
بينما في الداخل هبت زهرة واقفة في فزع ورعب من منظره وهذه النظرة التي تعرفها جيدًا ، وقد فرت دماء وجهها وهي تتذكر كل لحظة عاشتها في ذلك المكان المخيف ، تذكرت كل ما رأته بعيناها ، فابتعدت عن الأريكة وظلت تتراجع في نظرة مرتعدة وتبتلع ريقها برعب وهي تراه ينزع سترته عنه ويبدأ يفك أزرار قميصه العلوية هامسًا في لؤم باللغة الأنجليزية :
_ لن ينجدك أحدًا مني يازهرة

بدأت هي في الارتجاف بشدة ، وتعثرت قدمها بالسجادة لتسقط وتزحف للخلف في أعين دامعة ، حتى التصقت بالحائط وسمعته وهو يقول :
_ سيحدث ما منعتني أمك عن فعله بك

انكشمت على نفسها ودفنت وجهها بين يديه صارخة ببكاء هستيري ، فقد كانت تتخيله في الظلام كالشبح ، وتسمع صوته المقزز ، ولكن نجح عقلها في تخيل المشهد لها أمامه ليجعلها في نوبة بكاء عنيفة وهستيرية .
سمع تميم بالخارج صوت صراخها وبكائها ، فركض نحو المنزل وأخرج مفاتيحه من جيبه ثم فتحه ودخل ، صائحًا في هلع :
_ زهرة !

اتبع صوت بكائها في هذا الظلام حتى وجدها بأحد أركان غرفتها تجلس وترتجف بشدة وتبكي بحرقة وصوت عالٍ ، فاقترب منها ومفزوعًا وجلس القرفصاء أمامها وغمغم بصوت رقيق وحاني :
_ زهرة

لم تدرك صوته بعد واعتقدته أنه هذا الشبح فصرخت به باكية باللغة الأنجليزية ولم ترفع وجهها عن يديها حتى :
_ ابتعد عني

قطب حاجبيها بدهشة عندما وجدها تتحدث الانجليزية ، ولكن أكمل بنفس نبرة صوته السابقة :
_ زهرة أنا تميم ، بصيلي !

أفاقت من نوبتها عندما صكت سمعها كلمة " تميم " ورفعت وجهها له فترى صورة وجهه مظلمة ولا يظهر منها إلا قليل من ملامحه التي أكدت له أنه هو ، فاعتدلت في جلستها وثم وثبت واقفة وهي تتلفت حولها بصدمة وجنون لما تفق منها بعد قائلة بتلعثم :
_ راح فين ، ك... كان هنا من شوية قبل ما تاجي ، أنا شوفته !

وقف هو الآخر وتلفت حوله محاولًا رؤية أي شيء غيره في هذا الظلام ولكن لم يستطيع ، وعرف أنها كانت تتخيل شخصًا ما لا يعرفه وهذا ما جعلها هكذا ، فأردف بهدوء ونبرة صوته الساحرة :
_ مفيش حد يازهرة هنا غيري ، مين ده اللي شوفتيه ؟!

عندما سألها عنه أدركت نفسها وظلت صامتة للحظات تدرك الموقف ، فتذكرت أنه في عداد الأموات الآن وفهمت أنها كانت تتخيله لا أكثر ، فهدأت هي الأخرى وقالت وهي تلهث أنفاسها التي تسارعت من فرط بكائها وفزعها :
_ محدش متشغلش بالك ، شكلي كنت بتخيل بس

كالعادة تثبت له أنه عدوًا لها ، برفضها في إخباره أي شيء ولو صغير عن حياتها ؛ فتدايق بشدة عندما قالت هكذا وقبل أن يتحدث وجدوا الكهرباء عادت ، فتطلع في عيناها الدموية من البكاء وقال في حزم :
_ طيب اغسلي وشك يلا وتعالي هستناكي في الصالة برا عشان نتكلم

رواية .. تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن