_ الفصل الثالث _

2.4K 131 1
                                    


وقف أمامه مباشرة وقال في ابتسامة واسعة :
_ أنس عارف بس هو ملوش دخل بيها ، المأمورية دي خاصة بيك إنت ، يعني إنت اللي هتتولى مهمتها بنفسك وهتكون فيها وحدك !!

ثمة ملامح شبه مندهشة ، امتزجت مع بعض الفضول والجهل ، وهو يسمع كلماته ولا يفهم أي شيء من مايقوله ، فقطع ذلك الفضول قائلًا :
_ أنا مش فاهم حاجة ياباشا ، مأمورية إيه دي وليه أكون فيها وحدي !!

عاد مجددًا ليجلس على مقعده متمتمًا برسمية :
_ إمبارح بليل قدرنا نوصل لواحد منهم ومسكناه ، وبعد معناة معاه عرفنا منه زعيمهم فينه

لم يهمه آخر جملة قالها ولكن ما أثار دهشته اعترافه على زعيمهم وقال مندهشًا :
_ واعترف إزاي ، اللي أعرفه إن الإرهابيين محدش منهم بيعترف على التاني وعندهم استعداد يقتلوا نفسهم ولا إنهم يعترفوا على بعض

لاحت ابتسامة خبيثة على شفتيه وتمتم بمكر :
_ طلع عنده اللي يخاف عليه برا

لم يفهم ما يقصده ولكن لم يهتم له وتجاهل الأمر ثم أتجه للأمر الأهم قائلًا بنبرة خشنة :
_ وقالكم مكانه فيه !

_ في طريقه للوادي الجديد ، وقريب جدًا هنعرف هيستقر فين في الوادي الجديد لإننا شددنا التفتيش على كل عربية بتعدي على أي كمين ، عشان كدا جهز نفسك لإن في أي لحظة ممكن تبدأ مهمتك

صمت لبرهة من الوقت يفكر ، ويحاول فهم سبب اختياره له بالأخص ، فعض وجنته من الداخل قبل أن يتمتم متساءلًا بحيرة :
_ طيب واشمعنى أنا بذات اللي اخترتني ياباشا

هب واقفًا من مكانه مجددًا واقترب منه ثم رتب على كتفه بيد قوية هاتفًا بصوت غليظ :
_ عشان إنت الوحيد ياتميم اللي هسلمك المهمة دي واعتمد عليك وأنا عارف كويس إنك مش هتفشل فيها .. يلا جهز نفسك وهديك يومين أجازة تزور فيهم أهلك وتريح نفسك ودماغك شوية عشان تستعد بعديها

لاحت في عيناه نظرات الثبات والقوة ، مع مزيج من الغضب والثأر ، فهو بالفعل كان اختياره صائبًا حينما اختاره هو ، فطالما عزم على الثأر لتلك الارواح التي خسرت حياتها عبثًا بدون ذنب والآن حانت له الفرصة للثأر ولكي يشبع غريزته المتوحشة بالنيل منهم ، وسيكون مرحب بشدة أن يكون له الشرف في الإمساك بهم .
أماء رأسه بالموافقة له ثم رفع يده لرأسه مجددًا كدليل على أن أوامره تنفذ ثم غادر .

                                 ***
خرج شاذلي من المنزل ثم أجرى اتصال بأحدهم ليجيبه بصوت أجشَّ :
_ إيه ياشاذلي فينك ده كله !

_ أعذرني يامولانا مكنتش فاضي إنت فين دلوقتي ؟

_ أنا خلاص تقريبًا على مدخل الوادي الجديد ، عملت إيه في اللي قولتلك عليه ؟!

ابتسم بمكر جلي ثم نظر حوله بحذر قبل أن يقول :
_ متقلقش يامولانا البوليس مش هيعرف يوصلنا بعد اللي هعمله ده ، انتظر مني إشارة بس على بكرا كدا  !

رواية .. تيروريسموس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن