فتحت الباب ودخلت المنزل وهي تستشيط من الغيظ ، ذلك المحتال سرق هاتفها ، وأقسمت على أن تلقنه العقاب الذي يستحقه ذلك الوغد ، فبعد أن بدأت تطمئن له جعلها تندم فورًا من بداية الطريق ، فقد اخطأت بالفعل عندما قامت بأذيته كان يجب عليها أن تقتله فورًا ! .
وقفت أمام باب مكتب والدها وأخذت نفسًا عميقًا لكي تحاول الظهور بطبيعية أمام أبيها وأخيها ، ثم طرقت الباب ودلفت لهم وغمغمت موجهة حديثها لأبيها :
_ بابا ممكن آخد تلفونك عايزة أكلم بوادر هسألها عن حاجة عشان تلفوني مفهوش رصيدمد يده بالهاتف لها متمتمًا بتعجب :
_ خدي ياحبيبتي ، هو في حاجة ولا إيه ؟!هزت رأسها نافية بطبيعية جدًا قائلة :
_ لا مفيش أصل نسيت حاجة بتعتي معاها وعايزاها تجيبها معاها هي وجايةأماء لها بتفهم فاقتربت هي منه وجذبت الهاتف ثم غادرت فورًا إلى غرفتها وأغلقت الباب بأحكام ، ثم قامت بالاتصال على هاتفها .
كان هو يجلس يشاهد التلفاز فسمع صوت رنين هاتفها فأمسك به وقرأ اسم المتصل الذي كان مسجل " بابا " ، ظل يحدق بالرقم والاسم منتظر أن ينتهي الرنين ، ظل الرقم يرن بتكرار حتى شعر هو بالقلق من أن يكون قد صابها مكروه ولا يستطيعون الوصول لها ، فكان سيرد أن رن مجددًا ولكن وجد رسالة وصلت إلى الهاتف مدوَّن بها " رد ياحرامي " ، فقهقه بقوة وثوانٍ وجدها تعاود الاتصال مجددًا وهنا لم يتردد في الرد حيث أجاب فورًا قائلًا بهدوءه المستفز :
_ أولًا أنا مش حرامي ، ثانيًا إنتي اللي خلتيني أضطر أعمل حاجة زي كدا ماله لو كنا اتكلمنا من أول مرة وخلص الموضوع وفضيناه ، ثالثًا وده الأهم لو عايزة موبايلك يبقى هتعملي اللي هقولك عليههمت بأن تصيح به منفعلة ولكن أخفضت نبرة صوتها خشية من أن يسمعها أحدهم وقالت بتوعد :
_ إنت واحد حقير على فكرة ، وأنا غلطانة أساسًا إني سبتك تتكلم كلمة واحدة معايا ، وأنا اللي قولت إن إنت ممكن تكون شخص محترم طلعت حرامي وقذر لا وحرامي محترف كمانابتسم وتمتم ببرود كالعادة وعدم مبالة لانفعالها :
_ بصي يازهرة أنا سبق وقولتلك إني مش عايز منك حاجة ولا في نيتي أذيكي ومستحيل أعملها ، إنتي اللي مش عايزة تفهمي ده ومصممة تخلي الموضوع مستمر ما بينا وأنا الصراحة مش هسيبك إلا لما أفهم كل حاجة لإني باختصار مكنتش بعرف أنام بسببك ومازالت ، ومكنش قدامي حل غير إني آخد تلفونك عشان أخليكي تاجي وتتكلمي معايا وبعدين هديكي تلفونك وكل واحدة هيروح لحالهصاحت وقد وصلت إلى زروة غضبها :
_ متقولش يازهرة فاهم ، وبعدين آجي لمين ، إنت مجنون !!هتف بابتسامة ونبرة جننتها :
_ حاضر بصي يابتاعة ، متجليش ياستي تعالي في أول مكان اتقابلنا فيه وهنتكلم وهديكي تلفونك وخلاص_ بتاعة في عينك !
قال ضاحكًا :
_ مش بتقولي متقوليش يازهرة ، بعدين إنتي هتتعبيني ليه عايزة تلفونك يبقى تعملي اللي قولتلك عليه ، ومتخافيش مش هاكلك والله
أنت تقرأ
رواية .. تيروريسموس
Misterio / Suspensoتطلعت حولها في ذلك المكان المظلم ، وكان أول شيء وقعت عيناها عليه هو باب يشبه باب غرفتها تمامًا ، فركضت فورًا نحوه ودخلت ، وإذا بها تتصلب بأرضها كالألية تنظر له وهو ملقي على الأرض والدماء تسيل من كل جزء في جسده ، فهمست باسمه في صدمة وقد تلألأت العبار...